منتديات البوحسن

النوادي الاجتماعية في دير الزور / الدواوين /وجدت كأول إسهامات المجتمع المدني

في كل فترة تطالعنا الصحف عن أندية ثقافية واجتماعية يتم افتتاحها هنا وهناك ومع يقيننا بـأن هذه الأندية هي الوجه الحضاري والايجابي لنشاط المجتمع المدني في خدمة المجتمع

وتقدمه وازدهاره خدمة للوطن 0 ولكن لماذا لا نعود بالذاكرة وحتى نكون منصفين إلى الرعيل الأول واخص بالذكر محافظة دير الزور التي كانت تزخر بالأندية وكان يطلق عليها سابقا / دواوين / محافظة دير الزور أطلقت عليها مسميات كثيرة في حقبة زمنية غابرة ومن ضمن هذه الأسماء اسم / دير الشعار / ويقول المؤرخون والباحثون بان هذا الاسم لم يأت من الفراغ وإنما جاء بسبب كثرة شعراء المحافظة وأدبائها الذين تركوا بصمات لها دلالاتها وهذا يدل على وجود حركة ثقافية متجذرة في دير الزور ودير الزور ما زالت تنهل من نهر الفرات حيث توضعت الحضارات والثقافات منذ اقدم العصور وكان للكلدان مدارس شهيرة في مدن الفرات والجزيرة الفراتية قبل الإسلام وكان لها دورا بارزا في تعميم الثقافة وكانت القبائل العربية تتوضع على ضفتي النهر وبادية الجزيرة الفراتية تدين بالنصرانية فنبع من أبنائها احد عشر أسقفا وكان لهذه القبائل أدبها العربي وشعراؤها قبل الإسلام واحتلوا مكانة مرموقة في الأدب العربي أمثال / عمرو بن كلثوم التغلبي - أبي زبيد الطائي - الشاعر الأخطل الكبير التغلبي - زفر بن حارث الكرابي حاكم قرقيسيا - مالك بن طوق التغلبي حاكم الرحبة /0‏

إن دير الزور بأرضها الرحبة التي كانت تمتد من عانة إلى جرابلس التي أنجبت الأديب الكبير / لوقيانوس السمياطي / الذي استطاع أن يتولى منصب القضاء في مصر ليموت فيها قبل عام 1392 هي دير الزور التي أنجبت الأديب / احمد بن محمد الدنيسري / والأديب / إبراهيم بن احمد الحكفي / صاحب كتاب / أبكار المعاني / أنها الأرض التي أنجبت الشاعر العشاري صاحب الديوان الكبير المشهور بديوان العشاري أنها الأرض التي أنجبت فحول الشعراء والأدباء والكتاب والعلماء في القرن العشرين أمثال الشيخ حسين الازهري والشيخ محمد سعيد العرفي والشاعر الفراتي وعبد الجبار الرحبي وعبد القادر عياش 0‏

هذه المقدمة لتاريخ دير الزور اخترته مدخلا لدواوين دير الزور والتي كان لها اثرها الاجتماعي والاقتصادي وغير ذلك 0‏

منذ فترة وجيزة لاحظت وجود / دواوين / بدأت تظهر في دير الزور يؤمها نسيج يتمتع بثقافات مختلفة يجتمعون فيها ويتناقشون في أمور اجتماعية واقتصادية ولا تغيب عنها الشؤون السياسية فهي في المحصلة / اندية اجتماعية / تعود لإحياء التراث القديم هي :‏

ديوان عبد الفتاح فتيح‏

ديوان صالح الفرحان الفياض‏

ديوان مختار العزي النقشبندي‏

في الحقيقة بان هذه الاندية هي تمثيل حي للمجتمع المدني الذي ياخذ دوره ومفعوله في خدمة المجتمع وتحقيق قفزات ايجابية في التطور والتقدم الاجتماعي 0‏

وكما ذكر لنا احد الحضور من الرعيل الاول فقد افاد بان دير الزور وفي مطلع القرن العشرين أي عام 1910 م كانت تعج بالدواوين او الاندية وذكر لنا القسم الاكبر منها وهي :‏

ديوان ويس الكرماني وهو في شارع حسن الطه جانب عيادة الدكتور ياسر الحمد حاليا 0‏

ديوان عياش الحاج جانب قرنة جعفر حاليا 0‏

ديوان حسن المشهور موقعه نفس بناء مشفى قحطان المحمد 0‏

ديوان دهموش المصطفى المشهور وهو مقابل عيادة الدكتور ياسر الحمد حاليا 0‏

ديوان احمد بك العبد العزيز دير العتيق القديم / طلعة الياشورة / 0‏

ديوان عبد العزيز البشار جانب مدرسة هنانو حاليا 0‏

ديوان حج فتيح دير العتيق محل البلدية الحالي 0‏

ديوان فنوش العبود خلف عيادة هشام وكاع حالياً0‏

ديوان حج فاضل جانب المصرف الزراعي الحالي 0‏

ديوان حج فياض غرب تكية الراوي 0‏

ديوان حسن السيد طه في عقد السيد طه حيث كان العقد مقبي كسوق التجار 0‏

ديوان عبد الله الحطاب مقبي جانب عبارة حج حمدن 0‏

ديوان عبد الجواد السيد جانب فندق السعيد حاليا 0‏

ديوان خلوف العبد الحميد جانب محلات عكل عكل حاليا 0‏

وكانت هناك دواوين نذكر منها :‏

ديوان سليمان العمار في الحويقة جانب التأمينات الاجتماعية حاليا 0‏

ديوان عبد المنعم الفيصل شيخ المشاهدة في الحويقة 0‏

ديوان عبد القادر الملا حويش / القاضي / شارع النهر 0‏

ديوان خضر لطفي أفندي 0‏

ديوان الشيخ محمد سعيد العرفي 0‏

وتجمعات التكايا ومنها :‏

تكية الشيخ احمد الراوي 0‏

تكية الشيخ ويس النقشبندي 0‏

تكية الشيخ احمدالعزي النقشبندي / والد الشيخين عبد الله والشيخ عمرالعزي النقشبندي / 0‏

يذكر لنا الشيخ مهيدي الأشرم / ابو الهادي / وهو من الرجال المعروفين بدير الزور بان هذه الدواوين / الأندية / كان يتجمع فيها الناس بين المغرب والعشاء ويتم تداول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والأدبية ويتم تبادل الزيارات من خلالها حيث في ذلك الوقت لم يكن في دير الزور وسائل الإعلام مثل الراديو أو التلفزيون فقد كانت هناك ثلاث راديوات فقط في دير الزور ماركة / تلفونكن / الماني واحد منها للمبعوثان محمد نوري الفتيح رئيس الكتلة الوطنية في المنطقة الشرقية واحد مؤسسيها في سورية وكان النائب الوحيد عن الرقة - الحسكة - دير الزور والراديو الثاني للسيد محمد صالح الهنيدي والثالث للسيد محمد العايش وفي عام 1914 كان هناك مذيع اسمه / يونس بحري / وهو لسان العرب في المذياع ومحطة الإذاعة الألمانية حيث كان يبدأ النشرة بجملة / حيو العرب / وذكر لنا أبو الهادي بان الدواوين هي من شعارات العرب / ديوان العرب / فهي كانت آنذاك لمذاكرة القضايا الاجتماعية غايتها الألفة وتذاكر الأمور التاريخية ولها مردودها الايجابي ويتابع ابو الهادي بان الفائدة المرجوة آنذاك من الدواوين من خلال المثل الذي كان يتم تداوله / علم المجالس من علم المدارس / 0‏

فعلم المجالس ليس له حدود أما علم المدارس فهو محدود ويتعلق بالمواد وعلم المجالس وعلى حد قول ابو الهادي من خلق السموات والأرض إلى يوم القيامة وأمثال وحكم فيها فائدة 0‏

وذكر ابو الهادي ديوان حج عليوي السخني في الجبيلة الذي كان عاملا بسيطا وعلى الرغم من ذلك فقد كان يدعو الشيخ محمد سعيد العرفي والشيخ محمد الفراس - القاضي - وذكر ديوان سيد العبد الكريم في الجبيلة 0‏

بعد ذلك انبثقت عن هذه الأندية والدواوين جمعيات لمقارعة الاستعمار ومن هذه الجمعيات / جمعية العهد / لمقارعة الاستعمار العثماني حيث كان لدير الزور ممثلون في مجلس المبعوثان أمثال / محمد نوري الفتيح - خضر لطفي - القاضي ابراهيم بعاج - عبد المحسن الهفل / وكان للأدب في دير الزور وكذلك الشعر اليد الطولي في زمن القهر والظلم والاستعمار وكان لسان حال القوم مدافعا عن حقوقهم ونذكر الشاعر الثائر محمد الفراتي 0‏

بعد ذلك تم افتتاح نادي دير الزور الثقافي الذي قارع الاستعمار الانكليزي وتعرض طلبته إلى الاعتقال ومنهم / جلال السيد - سعيد السيد - احمد الفتيح - زهدي الفياض - حسين السراج وغيرهم / 0‏

وعلى خلفية ذلك تم تاسيس نادي الجراح الأدبي وكان من رواده الشاعر توفيق قنبر - ثابت عزاوي وغيرهم 0‏

ونذكر نادي النهضة ونادي الاخوة والجمعية الثقافية والبيت الثقافي والنادي الثقافي ونادي ابن خلدون الثقافي 0‏

من خلال ما ذكرناه فان دير الزور كانت تعج بالأندية الثقافية والتي كان يطلق عليها اسم / الدواوين / ذات غايات إنسانية واجتماعية واقتصادية نتمنى أن تعود بنفس الرؤى والأفكار والغايات لتحقق الغاية المرجوة والوجه الحقيقي للمجتمع المدني 0‏