منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   القسم العام (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=27)
-   -   رابط الجأْش (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=6061)

عبدالقادر حمود 01-31-2011 01:26 AM

رابط الجأْش
 
بعض العبارات في العربية تفرض نفسها في المواقف المناسبة، وقد لا نعرف المعنى الدقيق والمفصل لها إلا أنها تفرض نفسها لمناسبتها الموقف، فيقال رابط الجأش عند الثبات وقوة القلب، ويقال إن الجَأْش، هي النفْس وقيل القَلْب، وقيل رِباطُه وشدّتُه عند الشيء تسمعه لا تَدْرِي ما هو.. وفلان قَوِيّ الجأْشِ أي القَلْب.

والجَأْش جأْش القلبِ وهو رُوَاعُه، وقيل: جَأْش النفس رُواع القلب إذا اضطرب عند الفزَع. يقال: إنه لَواهِي الجَأْشِ؛ فإذا ثبت قيل: إنه لرابِطُ الجَأْش..ورجل رابِطُ الجأْش: يربِطُ نفسَه عن الفِرار يَكُفّها لجُرْأته وشَجاعته، وقيل: يَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار لشناعته.

وقيل في قوله تعالى: «يا أيّتها النفسُ المُطمئِنّة»، هي التي أيقنت أن اللَّه ربُّها وضَرَبَت لذلك جَأْشاً. ويقال للنفْس: الجائِشَةُ والطَّموع والخَوّانة.




والجُؤْشُوش الصدْر.
ومَضَى من الليل جؤشوش أي صدر، وقيل: قطعة منه.

جاشَ البَحْرُ والقِدْرُ وغيرهُما يَجيشُ جَيْشاً وجُيوشاً وجَيَشاناً: غَلَى.

وجاشَت العَينُ: فاضَتْ.

وجاشَ الوادي: زَخَرَ.

وجاشَت النفْسُ: غَثَتْ، أو دارَتْ لِلغَثَيان.

كتَجَيَّشَتْ، وارْتَفَعَتْ من حُزْنٍ أو فزَعٍ.

والجائشَةُ: النَّفْسُ.

والجَيْشُ: الجُنْدُ، أو السائرونَ لِحَرْبٍ أو غيرِها.

وربطت الشيْ أربطه وأربطه رَبطاً أي شدَدْته.

وفي المثل: اسْتكرمتَ فارْبطْ، ويروى: أكرمْتَ: أي وجدتَ فرساً كريماً فأمْسكْه، يضربُ في وجوبِ الاحْتفاظ، ويروى: فارْتبطْ. ويقال: ربط لذلك الأمرْ جأشاً: أي صبر نفسه وحبسها عليه، وهو رابط الجأش.

وقال عمرو بن أحمر الباهلي:

أرْبــطَ جأشـــاً عــــن ذرى قومــهِ إذْ قلصـــتْ عمــا تــــــواري الأزر

وقوله تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) «سورة القصص: «الآية - 10».

الربط على القلب: إلهام الله عز وجل وتسديده وتقويته، ومنه قوله تعالى: (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا) «سورة الكهف: الآية - 14» أي ألهمناهم الصبر.

والرابطُ والربيطُ: الرّاهب والزاهدُ والحكيمُ الذي ربط نفسه عن الدنيا.

والرباط: المرابطةَ؛ وهي ملازمةَ ثغرٍ العدوّ. وأن يربطَ هؤلاء خيولهم ويربطَ هؤلاء خيولهم في ثغر، كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطاً.

ابن زيدون:

ما جالَ بعدكِ لحظي في سنَا القمرِ، إلاَّ ذَكَرْتُــــــكِ ذِكْرَ العـــَيْنِ بِالأَثَــرِ

ولا استطلْتُ ذماء اللّيلِ من أسفٍ إِلاَّ عَلى لَيْلَـةٍ ســَرَّتْ مَـعَ القِصَـــرِ

فليْتَ ذاكَ السّوادَ الجونَ متَّصلٌ، لو استعارَ ســوادَ القلبِ والبصــرِ

أَمَّا الضَّنَى فَجَنَتْــــهُ لَحْظَــةٌ عَـنَنٌ كأنّهـــــا والرّدَى جــاءا على قــدرِ

واهاً لثغرِكِ ثغــــــراً بــاتَ يكلؤهُ غيرانُ، تسرِي عوالِيـــهِ إلى الثُّغــَرِ

يَقْظَانُ لَمْ يَكْتَحِلْ غَمْضاً مُراقَبَـــةً لِرابِـــطِ الجَأْشِ مِقْــدامٍ عَلَى الغَرَرِ

لا لَهْـــوُ أَيَّامِـــهِ الخــالِي بِمُرْتَجَــعٍ ولا نعيـــمُ ليالِيــــهِ بمنتظــــــــرِ

إذْ لا التّحــــيّ‍ةُ إيمــاءٌ مخالســـةً؛ وَلا الزِّيــارَةُ إِلْمـــامُ عَــــلَى خَطَـــرِ

منىً، كأنْ لم يكــــنْ إلاّ تذكّرُهــا؛ إِنَّ الغَـــــرَامَ لَمُعْتــَادٌ مَـعَ الذِّكــَرِ

من يسألِ النّاسَ عن حالي فشاهدُها مَحْضُ العِيَـانِ الَّذِي يُغْنِي عَـنِ الْخَبَرِ

لَمْ تَطْــوِ بُرْدَ شَــــــبَابي كَـبْرَةٌ وأرى بَرْقَ الِمَشِيبِ اعْتَلَى في عارِضِ الشَّعَرِ

قَبْلَ الثَّلاثِينَ إذْ عَهْدُ الصِّبا كَثَبٌ وللشّــــبيبةِ غصــنٌ غيرُ مهتصــرِ







إسماعيل ديب


الساعة الآن 04:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى