منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن وادي الفرات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=79)
-   -   الحطب والحطابات (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=5252)

عبدالقادر حمود 07-21-2010 06:07 PM

الحطب والحطابات
 
"الحطب" لم يكن ضيفاً عابراً في منازلنا


لمياء سليمان

الثلاثاء 20 تموز 2010

لم يعد منظر القروية التي تحمل "كارة" من النباتات الشوكية على ظهرها منظراً مألوفاً في المدينة، وكذلك منظر "الطوف" المحمل بالأخشاب قادماً من "الحوايج النهرية"، لكنها قبل عدة عقود كانت مشاهد مألوفة بل وجودها ركن أساسي في حياة أهل المدينة لأن الحطب لم يكن ضيفاً عابراً في منازلنا.
http://esyria.sy/sites/images/deiral...0_13_44_28.jpg

للحديث حول هذا الأمر أكثر التقى eSyria بالسيدة "يسرى قدور" التي تحدثت عن مصادر الحطب ومكانته في بيوت أهل "الدير" بالقول: «كان للحطب المستخدم في المنزل حضور كبير في حياتنا فقد كان يرافق أهل البيت طوال النهار وذلك لضرورة استخدامه في أغلبية الأعمال المنزلية من التدفئة إلى إنضاج الخبز وطهو الطعام وصنع القهوة والشاي لذلك فقد كنا نجد– على الأغلب- حجرة خاصة بالحطب في كل منزل، أما عن مصادره فهي كثيرة ولعل المصدر الأساسي له هو "الحوايج النهرية"- الجزر النهرية- ومنها كان يؤتى بخشب "الغرب والطرفاء" وهذا يتم تقسيمه إلى عدة أقسام لكل قسم تسمية خاصة، القسم الأول ويطلق عليه تسمية "زنود" وهو عبارة عن أغصان الأشجار المجردة من الورق ويستخدم لزيادة اشتعال النار، والقسم الثاني "شيلة" وهو مؤلف من أغصان الأشجار مع أوراقها وتستخدم هذه في الطهو وفي إنضاج الخبز، أما القسم الثالث فيتألف من جذوع الشجر فكل جذع يتم تقطيعه وتسمى القطعة منه " قصة" والاستخدام الأساسي "للقصات" يكون في مدافئ الحطب ويستخدم معه أحياناً "قطع صغيرة من الحطب" يسمى "علكة" لإطالة مدة الاشتعال، وهذا الحطب يحضر من "الحوايج" عن طريق الطوافات وله موسم هو فصل الربيع، حيث

http://esyria.sy/sites/images/deiral..._28.image1.jpg
السيدة غازية العبد الله
يوضع في أماكن خاصة على الشاطئ يباع فيها، أما في غير الموسم فيباع في "الخانات" وتسمى كل مجموعة من الحطب تحمل على "الطوف" "طوفة" ثم يوضع أمام البيت ويتم الاستعانة برجل مختص بتقطيعه وبالطبع كان يوم تقطيع الحطب أو كما كان يقال "يوم القص" مناسبة مفرحة بالنسبة للأطفال لما فيها من كسر للروتين».

هذا هو المصدر الأول أما الثاني والثالث فقد حدثتنا عنهما السيدة "فرحة جدعان" بالقول: «المصدر الثاني من البادية حيث يتم فيها جمع شجيرات شوكية مثل "الرمث" و"الشيح" و"الخرنوب" بعد جفافها من قبل نساء البدو ويضعنها في ثوب كبير تعقد أطرافه ويحمل على الظهر ويسمى "كارة" وتقوم النسوة بتسويقه من خلال الطرق على الأبواب والبحث عمن يحتاجه أو تكون متفقة سلفاً مع عائلة ما تحتاج إليه.

أما المصدر الثالث فهو الريف ومنه يؤتى "بالقطن" ويسمى "حطب القطن" وتحضره الفلاحات من الريف محملاً على الحيوانات ويباع في حارات "الدير" وغالباً ما تقصد الفلاحات اللواتي يحملنه بيت "الخبازة" في الحي حيث يوجد "خبازة" في كل حارة تقريباً.

ويتم حفظ الحطب غالباً في غرفة خاصة تسمى "غرفة الحطب" وقد تجد من لم يخصص له حجرة فيحفظه تحت الدرج أو "العرزال"

http://esyria.sy/sites/images/deiral..._28.image2.jpg
استخدام الحطب في طهي الطعام
بجانب التنور.

ويشترى مع الحطب قطع خشب صغيرة للموقد، وكذلك نشارة خشب من سوق "الخشابة"، وتستخدم للطهو من خلال موقد يسمى "بابور نشارة" توضع عليه طنجرة الطهو، وغالباً لا تستهلك الأسرة كل الحطب الموجود فيتم استهلاكه في العام القادم».

ولشدة الاهتمام بالحطب ومكانته دخل كثيراً في شعر الكبار وأهازيج الصغار ومن ذلك ما ذكرته السيدة "كوثر العويد" بقولها: «كان الأطفال شتاءً حين يريدون السهر في الليل ويكون الطقس بارداً يذهبون إلى بيت أحدهم ويقفون على بابه وينادون صاحبة البيت ويدعون لابنها ويطلبون منها بعض الحطب لإكمال سهرتهم ودفع البرد عنهم ومن تلك الأهازيج:

منو على الدايرة/ فلان على الدايرة

وشعيفته طايرة / يشرب من كوز النبي

صحة وألف عافية/ يم الوليد اعطينا

عود الحطب يرضينا/ وإن كان صاحب بيتك غايب

لا تزعلين علينا/ حلي الكيس واعطينا.

الدايرة: الدائرة الحكومية، شعيفته: مقدمة شعر الرأس.

وفي حال لم تتجاوب صاحبة البيت مع طلبهم المشروع يهجونها أيضاً بالأهازيج الطفولية ويصفونها بالبخل.

وهناك شعر كثير قيل في الحطب والفتيات الواتي يذهبن للاحتطاب ومنه:

شالن حزم الحطب دلن جدايلهن / لولا حجايا الناس لأمر أشيّلهن».

وحول اختفاء غرفة الحطب من المنازل وتعامل النساء مع ذلك التقينا السيدة "غازية العبد الله": «إن الحياة تستمر وتسير نحو الأمام كلنا كسيدات شعرنا بالارتياح لأن اختفاء الحطب ذهب معه تعب لا يمكن وصفه يتعلق بالخبز والتدفئة والطهو، ولكن للأسف كأن ذلك التعب حين ذهب عنا أخذ معه الكثير من معنى الحياة وبهجتها، اختفت غرفة الحطب من المنزل بعد البدء باستخدام الوقود وهذا ينطبق على المدينة ونوعاً ما على الريف الذي يقتصر استخدام الحطب فيه على انضاج الخبز تقريباً».


الساعة الآن 12:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى