منتديات البوحسن - الجسر الروماني في الجزيرة السورية‏

الجسر الروماني في الجزيرة السورية‏
إن أعظم الحضارات هي التي عاشت بالقرب من الأنهار والينابيع ، حيث لعب الأنهار والمسطحات المائية دوراً هاماً في حياة منطقة الجزيرة السورية لاستقطابه الإنسان الأول ، وقد بلغت الجزيرة أوج تطورها في العصر العباسي ، إذ نشطت فيها التجارة وكافة صنوف العمل والإبداع علمياً وأدبياً واقتصادياً . .
كما أن النهوض الحضاري فيها لم يتوقف في لاحق الحقب بدء ً من العهد الإغريقي وصولا ً إلى العهد الإسلامي مرورا ً بالروماني والبيزنطي ومن المرجح بأن الجزيرة السورية كانت تقع ضمن مملكة / سوبارتو / الواسعة التي ازدهرت وساد الرخاء فيها منذ الألف الثالث وحتى الثاني قبل الميلاد .. وما انتشار التلال والمواقع الأثرية في رحابها بكثرة مذهلة إلا دليل واضح على أهمية المنطقة الاسترتيجية والقيمة الاقتصادية لها .. مما جعلها قبلة لبعثات التنقيب الأثرية منذ القرن التاسع عشر الميلادي إلى يومنا هذا ، وقد أسهمت هذه البعثات بنفض الغبار عن حضارات كان لها شأن عظيم في الأزمنة الماضية ..
كما ألقت الاكتشافات الأثرية العديدة المزيد من الضوء على الحضارة العربية القديمة وأمام هذا كله لابد أن نسلط الضوء اليوم على أحد هذه الكنوز الأثرية وهو ما يعرف بجسر عين ديوار أو ) الجسر الروماني ) في منطقة المالكية أقصى الشمال الشرقي من محافظة الحسكة ، حيث يقع بقايا جسر على نهر دجلة إلى الشمال من قرية عين ديوار ويقابل الجسر من الجهة الشمالية جزيرة ابن عمر حيث كان الجسر في الماضي ممرا ً لكل القوافل التجارية التي كانت تعبره من الشمال إلى الجنوب وبالعكس وجزيرة ابن عمر كانت أيامها مركزا ً تجاريا ً هاما ً لإحدى الإمارات .. واليوم لم يبقى من الجسر سوى ركيزتين من الجهة الجنوبية والشمالية وكذلك ركيزتين مع القوس والأبراج في الجزء الجنوبي من الجسر ولعدم وجود معلومات وصور لتاريخ الجسر وأبراجه الثمانية إلا أن العالم ( ارنست هير زفلد ) رجح بأنها تعود للنصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي وممكن أن يكون هذا التاريخ مأخوذا ً اعتمادا ً من أسلوب ونمط زخرفة الأبراج وكذلك ( ابن الأثير ) المؤرخ المعروف ذكر في أحدى كتبه بأن جمال الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي منصور الأصفهاني الوزير عند قطب الدين صاحب الموصل قام ببناء الجسر .. لم ير ابن الأثير مثيله على نهر دجلة عند جزيرة ابن عمر في عام / 559 / هجري الموافق ميلادي سنة / 1164 / ، ويذكر الألماني ( هير زفلد ) في دفتر ملاحظاته‏ ( عرش خسرو ) عبارة عن سلسلة من ثمانية أبراج حجرية مثبتة على أحدى الركائز الرئيسية لجسر دجلة العظيم في جزيرة ابن عمر وقد وصف الأبراج حسب الرسومات النافرة عليها وعلى الشكل التالي وهي تبدأ من اليمين:‏
1- الميزان شرف زحل 2- السرطان شرف المشتري‏
3- القاهر شرف الجدي 4- الشمس شرفه الأسد‏
5- الزهرة شرفها الحوت 6- السنبلة شرف عطارد‏
7- القمر شرف الثور 8- الجوزاء