منتديات البوحسن - إستقبال شهر رمضان

:148:

الحمدلله رب العالمين ، القائل " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وعلى آله ورضي الله عن صحابته الكرام
.
نستقبل هذه الأيام ضيفا كريما عزيزا على الله وعلى المؤمنين ، يحل بديارنا كل عام مرة ، يجلب الخير والغفران ، ويكفر الخطايا والسيئات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة . رواه الترمذي وابن ماجه ولن خزيمة في صحيحه ، وقال الحاكم : صحيح على شرطهما .

أيها الأخوة الكرام .
رمضان هو فرصتنا الجديدة ، للرجوع إلى الله ولتكفير خطايانا السالفة ، وكم فرطنا في أيامنا السابقة ، واقترفنا السيئات ، والرب الكريم الغفور يفتح لنا أبواب رحمته ومغفرته وكرمه ، ويدعونا إلى مائدة جوده .
فالبادر البادر إخواني ، ولنقبل دعوة الكريم ، فإننا لا نعلم هل نعيش لندرك رمضان آخر ؟ بل لا نعلم هل سيمد لما في العمر إلى أن نقضي صيام هذا الشهر الكريم ؟ .
أيها الأخ الكريم : إن الشياطين ستصفد في هذا الشهر العظيم - كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فلا يكون لها سلطان على أحد من الناس ، ولكن ستبقى معك نفسك التي بين جنبيك ، والتي قد خضعت لها طوال أيام السنة فأطعت نزواتها الشيطانية ، ومطالبها الحيوانية ، وهي لن تتركك لتنتصر عليها في هذا الموسم المبارك ، ولكن الله تعالى قد أعطاك جنودا أقوياء طائعين يعينونك عليها ، إن أنت أحسنت إستغلالها ، الصيام القاطع للشهوات ، المعلم للصبر المدرسة الإيمانية الأخلاقية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء . أي قاطع للشهوة ، ومنظم لها .
والصوم الحقيقي النافع ، ليس صوم من يمنع نفسه في النهار عن الطعام والشراب ثم يشبع نفسه وهواه من لحوم الناس ومن المحرمات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه . وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر . رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه .
ثم هذا الصائم الذي إذا أقبل الليل عليه ملأ بطنه بالطعام والشراب إلى حد التخمة والبطر ، لا يكون قد أنتفع من صيامه طول النهار .
والجندي الآخر هو قيام اليل ، تلك المدرسة الإيمانية التي أعد بها الله عز وجل نبيه لتحمل أعباء الرسالة، قال تعالى " يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه ، ورتل القرآن ترتيلا ، إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ، إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا ".
قيام الليل وصلاة التروايح ملتقي الصالحين بربهم ، يدخلون محاريبهم ، ويناجون حبيبهم بأحب الكلام إليه ، قيام الليل سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله فرض صيام رمضان ، وسننت لكم قيامه ، فمن صامه وقامه إيمانا وإحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .

أيها الأخوة الكرام .
هلموا ..... هلموا : أتاكم رمضان شهر بركة ، يغشاكم الله فينزل الرحمة ويحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيرا ، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله .
أخي المسلم

حافظ على شهر الصيام فإنــه
لخامس أركان لدين محــــــــــــــمد
تغلق أبواب الجحيم إذا أتـــــــى
وتفتح أبواب الجنان لعـــــــــــــــبد
تزخرف جنات النعيم وحورها
لأهل الرضا فيه وأهل التعــــــــبد
فقم ليله واطو نهارك صائـــما
وصن صومه عن كل موه ومفسد

اللهم أهل علينا رمضان بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، وأعنا على صيام نهاره وقيام ليله ، وتقبل منا، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم .
لقد كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان ( اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحضر ، فسلمه لنا وسلمنا له ، وارزقنا صيامه وقيامه ، وارزقنا الجد والاجتهاد والنشاط ، وأعذنا فيه من الفتن ) . وكانوا يتسابقون فيه بأنواع الطاعات والعبادات ، لا بأنواع المطعومات والمشروبات ، فلم يكن شهر رمضان في يوم من الأيام شهر أكل وشرب ، وشهر نوم وكسل ، بل كان شهر جد وتشمير ، وطاعة وعبادة .
أيها الأخوة الكرام : رمضان هو شهر القرآن " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " . فتدارسوا كتاب ربكم ، وحكموه في حياتكم ، قبل أن يشتكي عليكم عند ربكم : قال الرسول : يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا .
أيها المسلمون : رمضان هو شهر الذكر والإستغفار ، لا شهر الغيبة والنميمة وقول الفحش والباطل ... رمضان هو شهر الإحسان إلى الفقراء والمستضعفين ، وشهر الجود والكرم ، وشهر المسابقة في الخيرات ، فبعدا وسحقا لمن أدرك رمضان ثم لم يغفر له .... رمضان هو شهر العفو والتسامح ، تشبها بخلق رب العزة الذي جعل هذا الشهر شهر المغفرة ، فاستغلوا هذا الشهر الكريم لتصلحوا ذات بينكم .
دعوة صادقة نرفعها في هذا الشهر الكريم إلى إخواننا في العراق وفي لبنان ، وفي كل مكان ، اغتنموا هذا الشهر الكريم ، وضعوا حدا لسفك الدماء البريئة ، واجعلوا هذا الشهر الكريم بداية للصلح والصفح.

ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد .

http://www.dralsherif.net/Article.as...ID=2&RefID=166