منتديات البوحسن - كثرة الحلف بالطلاف

تجار أغنام يطلِّقون زوجاتهم عشرات المرات لبيع خروف بألف ريال

الوطن

الدمام: سعد العريج

في محاولة لإقناع الزبون بشراء خروف واحد لا يتجاوز سعره في أغلب الأحيان ألف ريال يرمي أغلب باعة المواشي يمين الطلاق عشرات المرات على زوجاتهم، لا لشيء سوى إجبار الزبون على الشراء ولو بالإكراه، ولسان حالهم يقول: "تشتري مني وإلا أطلق زوجتي" وفي حين لا تزاحم عبارة "علي الطلاق" إلا "علي الحرام" على ألسنة أكثر باعة الأغنام في كافة أسواق المواشي في المملكة الذين يبدون غير مبالين بنتائج ذلك طالما أن محاولاتهم تنجح كثيرا في إقناع الزبائن الذين تضطرهم يمين الطلاق للوقوف والإصغاء ومن ثم الشراء، حذر المتخصص الشرعي الدكتور عبد الواحد المزروع من طلاق الزوجة أو التحريم منها بسبب أمور الدنيا بما في ذلك البيع والشراء، مصنفاً ذلك بالإهانة للزوجة، والإنقاص من قدرها، بل يتعدى ذلك إلى الأسرة كاملة.
ولفت الدكتور المزروع إلى أن لفظ "علي الطلاق أو الحرام" منهي عنه ولم يرد في الكتاب والسنة بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم غضب عندما سمع من يتلفظ به ووصفه بالتلاعب
بكتاب الله.
وأشار المزروع إلى أن البائع يعرض نفسه وأهله للخطر ويقع الطلاق إذا قصد الطلاق حتماً، أما إذا قصد اليمين فعليه كفارة بالإضافة إلى أنه يمثل حلفاً بغير الله، مبينا أن كثيرا من المشترين يوافقون على الشراء مكرهين لكي لا يقع البائع في الطلاق.
وأضاف أن بيع الإكراه لا يجوز شرعاً على اعتبار أن التراضي بين البائع والمشتري شرط من شروط صحة البيع، مطالباً الجميع بتجنب الحلف عند البيع لما له من أضرار متعددة خاصة إذا وصلت إلى اليمن بالطلاق والحرام والحلف بغير الله.
وبدا ملاحظا تلويح كثير من باعة المواشي في أسواق الأنعام بأيديهم لاستيقاف سيارات المارة قائلين: "وقف وقف علي الحرام أن غنمي بلدي نعيمي علي الطلاق أنها جت أمس من الحفر"، يقصدون بذلك أضخم أسواق المواشي في السعودية بحفر الباطن.
ووفقا لعبدالله السبيعي فإن أسواق المواشي تفتقد إلى أبسط أنواع التنظيم، مشيراً إلى أن المواطنين يتذمرون من الباعة الجائلين بسبب كثرة الحلف عند البيع وتصرفاتهم المؤذية لمن يريد أن يشتري من السوق مثل اعتراض المارة وإيقاف سياراتهم بالإرغام وغيرها، واصفاً ما يحدث "بالكارثة".
وأضاف مستنكرا "يطلق الرجل زوجته مئة مرة لبيع خروف واحد!"، مؤكدا أنهم يتزايدون يوماً بعد يوم لضعف الرقابة على السوق.
وأوضح السبيعي أن أكثر الباعة لا يملكون إثباتات رسمية أو تصاريح تخولهم البيع مما أدى، ويؤدي إلى رفع الأسعار دون مبررات حقيقية.
وقال إن أسواق المواشي مليئة بكافة أنواع الغش مثل بيع الأغنام السورية والإيرانية على أنها أغنام محلية وإنتاج بلدي.
بدورهم عبر مواطنون التقتهم "الوطن" في سوق المواشي بمدينة الخبر ومنهم عبدالله الشهري ومعيض الشهراني وتوفيق الرياحي، عن امتعاضهم من تصرفات الباعة وكثرة الحلف واستخدام لفظ الطلاق في البيع وإيقاف سياراتهم أثناء مرورهم بالسوق.
وعلى الطرف الآخر رفض الباعة الحديث حول الأمر إلا أن وسيم سعيد قال إن استخدام لفظ الطلاق والحرام عند البيع "ليس بقصد الطلاق, بل عادة اجتماعية ولغو حديث"، وأعاد اعتراضهم لسيارات المارة إلى المنافسة على الظفر بالزبون.