منتديات البوحسن - ويمضي رمضان‏‏

ويمضي رمضان‏‏

يمضي رمضان وقد عشنا أيامه المباركة ولياليه العطرة وما وعدنا ربنا عز وجل فيه من خير فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ونتذكر نعماً عظيمة أنعم الله بها على هذه الأمة المحمدية المباركة‏‏

الخيرة ففي هذا الشهر أنزل القرآن الكريم وفيه الانتصارات العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ من بدر إلى فتح مكة وصولاً إلى حرب تشرين‏‏

بالأمس القريب كان المسلمون ينتظرون شهر رمضان المبارك انتظار الضيف الغالي ، والوافد الكريم ، ويهنئ بعضهم بعضاً بدخوله ، وإدراك أيامه ولياليه العامرة بالذكر والخير والبركة ، فهو موسم تعرض فيه أغلى السلع بأرخص الأثمان ، تعرض فيه الجنة وقد فتحت أبوابها ، وتتيسر أسبابها ، وتتضاعف الأجور ، بحيث يعدل ثواب السُنّة ثواب الفريضة فما سواه‏‏

في رمضان الخير يتغلب المسلم على نزعات النفس والشيطان ، ولئن كان الإنسان أسيراً لهوى نفسه في غير رمضان فهو يسارع فيه بالطاعة‏‏

والعمل الصالح ومخافة الهوى ، قال تعالى :‏‏

( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ).إن ما نلمسه في هذا الشهر سواء على مستوى الفرد أو المجتمع هو نقلة نوعية من مجتمع تغلب عليه الشهوات إلى مجتمع يغلب عليه حب فعل الخيرات ، وما ينتهي رمضان إلا والمؤمن قد ألف الخير ، وكره نوازع الشر وقد يكون هذا سبباً للاستمرار على الاستقامة بقية السنة وهو فرصة للمدخنين لأن يتخلصوا من هذه العادة‏‏

هذا هو شهر البركة الذي كنا من قبل نترقبه ، واليوم ننتظر بكل حزن نهايته كما هي سنة الله في خلقه فلكل مقيم نهاية وارتحال ، ولكل موجود زوال .‏‏

إن من الحكمة أن نوازن بين حالنا قبل رمضان وحالنا بعده ، هل صلحت أعمالنا ؟ وهل تحسنت أخلاقنا واستقام سلوكنا ؟ هل ابتعدنا عن نوازع الشر ؟ فإن كنا كذلك فقد استفدنا من هذا الشهر الكريم ، ولنحمد الله على هذه النعمة ، ولنحافظ عليها بقية أشهر السنة ، ومن لم يدرك في نفسه هذا الشعور بالخير عند نهاية رمضان فإنه لم يستفد من نفحاته الإيمانية ، لايزال في ضلالة وغي ، مع كل هذا فإن رحمة الله قريبة ، وباب التوبة مفتوح « وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم مايفعلون » .‏‏

قال صلى الله عليه وسلم : «ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها» فإن انقضى شهر رمضان المبارك ، فإن عمل المؤمن لاينقضي إلا بالموت .