منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المكتبة الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=24)
-   -   لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=8213)

عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:09 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 

"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) إذا رأينا ميسرة المسجد قد عطلت من صلاة الناس فيها أن نكرمها كل قليل بالصلاة فيها جبرا لها لأن البقع يفتخر بعضها على بعض، وقد أمر الله عز وجل بجبر الخواطر، وهذا من العدل بين الأمور: كما أن من انقطع إحدى نعليه يؤمر بأن ينعلهما جميعا أو يخفيهما جميعا ولا يلبس نعلا واحد عملا بالعدل بين الرجلين، وهذا سر لا يعلمه إلا أهل الله تعالى لأنهم يعرفون بالكشف الصحيح حياة كل شيء، وأما غيرهم فلا ينهض بهم حالهم إلى العمل بمثل ذلك لعدم كشفهم، وقد جلس عندي مرة أخي الشيخ أفضل الدين ونحن نعمر في جامعنا الذي على الخليج الحاكمي فكلمته البقعة التي في ذلك البر، وقالت له قل لأهل الحارة يدخلوني في جامع الميدان فإني بقعة مشرفة، فكلم عليها أهل الحارة، فجاء شخص من الفقراء وجعلها بيت خلاء، فجاء أفضل الدين بعد ذلك فقال من فعل هذا، فقلت الشيخ فلان، فقال إن الله تعالى قد أعمى قلب هذا الشيخ، كيف يجعل هذه البقعة خلاء مع شرفها، فكان الشيخ من شدة نور قلبه يعتقد أن غيره يدرك مثل ما يدرك هو من حياة البقاع وغيرتها من بعضها بعضا، فرضي الله عنه فاعلم ذلك.

- روى مالك والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه مرفوعا:(إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا آمين فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)

وفي رواية للبخاري: (إذا قال أحدكم آمين، وقالت الملائكة في السماء آمين، فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه)

وفي رواية لابن ماجه والنسائي: إذا أمن القارئ فأمنوا الحديث

وفي رواية للنسائي: (فإذا قال: يعني الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا آمين، فإنه من وافق كلامه كلام الملائكة غفر لمن في المسجد

قال الحافظ المنذري: آمين تمد وتقصر وتشديد الممدود لغة، قيل هو اسم من أسماء الله تعالى، وقيل معناها الله استجب، أو كذلك فافعل، أو كذلك فليكن.

وروى ابن ماجه مرفوعا:(إن الله تعالى أعطاني خصالا ثلاثة: أعطاني صلاة في الصفوف، وأعطاني التحية، إنها لتحية أهل الجنة، وأعطاني التأمين، ولم يعطه أحدا من النبيين قبلي، إلا أن الله تعالى أعطى هارون يدعو موسى ويؤمن هارون).

وروى الحاكم مرفوعا: (لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم، ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله تعالى). والله تعالى أعلم." اهـ




عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:10 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 

"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نؤمن مع إمامنا في الصلاة الجهرية رجاء المغفرة لذنوبنا، فلا نتقدم على تأمينه ولا نتأخر، وذلك لنوافق تأمين الملائكة الذين لا يرد لهم دعاء فيستجاب لنا تبعا لهم. وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إنما كان الملائكة لا يرد لهم دعاء لأنهم: {لا يعصون الله ما أمرهم}. وكل من أحكم باب ترك المعاصي من البشر كان كالملائكة لا يرد له دعاء، وأما من وقع في المعاصي فإن الله تعالى يرد دعاءه في الغالب، لأن الله تعالى مع العبد على حسب ما العبد عليه معه، فكما أنه تعالى دعاه إلى الطاعة فلم يجب كذلك دعاه العبد فلم يجب دعاءه، وكما أبطأ العبد في الإجابة ولم يبادر إليها، كذلك دعا ربه فلم يجبه بسرعة جزاء وفاقا.

وسمعته مرة أخرى يقول: حقيقة الإجابة هي قول الحق تعالى لعبده لبيك لإقضاء الحاجة، فالحق يجيب عبده على الدوام فلا يقول يا رب إلا قال له لبيك. وأما قضاء الحاجة فيقول الله تعالى للعبد ذلك إلي لا إليك، فإني أشفق عليك من نفسك وقد أعطيتك ما سألت، فيكون به هلاكك، وسوف تحمدني في الآخرة عل كل شيء منعتك إياه في الدنيا، حين ترى ثوابي العظيم لأهل الصبر والبؤس.
وظاهر كلام الشارع صلى الله عليه وسلم، أن المراد بالموافقة هنا هي الموافقة في النطق دون الصفات، وقال بعضهم: المراد بها الموافقة في الصفات فلا يكون في باطن الإنسان صفة شيطانية أبدا. وكان الشيخ محيي الدين بن العربي يقول إنما قال صلى الله عليه وسلم: من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له. دون قوله استجيب دعاؤه الذي هو قوله: {اهدنا الصراط المستقيم}. لأنه لو أجيب دعاؤه لاستقام كالأنبياء، ولم يكن له ما يغفر، فلذلك راعى الشارع صلى الله عليه وسلم ضعفاء الأمة الذين لا يكادون يسلمون من الوقوع فيما يغفر بين كل صلاة وصلاة، ولو أنه راعى الأقوياء الذين لا يذنبون لكان اكتفى بقولهم مع الإمام آمين مرة واحدة أول بلوغهم وهو كلام نفيس، لكن ثم ما هو أنفس منه، وهو أن الهدى يقبل الزيادة ولا يبلغ أحد منتهاه فالنبي صلى الله عليه وسلم يطلب الزيادة والولي يطلب الزيادة والعاصي يطلب الزيادة، فلا يستغني أحد عن سؤاله الهداية، ولم يزل عنده أمر يغفر بالنظر للمقام الذي ترقى إليه وهكذا، ثم هذا من باب: حسنات الأبرار وسيئات المقربين. والله تعالى أعلم. وكان أخي أفضل الدين يسمع تأمين الملائكة في السماء، فربما طول التأمين زيادة على إمامه. فمثل هذا ربما يسلم له حاله، وسيأتي في عهود المنهيات بسط القول في مشاهدة العارفين في أركان الصلاة ونوافلها فراجعه في عهد أن لا نتساهل بترك إتمام الركوع والسجود. {والله غفور رحيم}.

- روى الطبراني مرفوعا: (إن العبد إذا صلى فلم يتم صلاته بخشوعها ولا بركوعها وأكثر من الالتفات لم تقبل منه).

وروى ابن حبان والطبراني بإسناد حسن مرفوعا: (أول شيء يرفع من أعمال هذه الأمة الخشوع حتى لا تكاد ترى فيها خاشعا). وقيل إنه موقوف وهو أشبه. قاله الحافظ المنذري. والله تعالى أعلم." اهـ


عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:12 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 

"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نستعد للصلاة قبل فعلها بما يعيننا على الخشوع فيها، وذلك بالجوع وترك اللغو وكثرة الذكر وتلاوة القرآن والمراقبة لله تعالى، فإن كف الجوارح عن المفضول إنما يسهل على العبد بذلك، فمن شبع ولغا وغفل عن الله تعالى شردت جوارحه عن إمكانها وعسر على العبد كفها.

فاعمل يا أخي على تحصيل الحضور مع الله تعالى في العبادات كلها فإنه روحها، إذ كل عبادة لا حضور فيها فهي إلى المؤاخذة أقرب، ولا تطلب حصول خشوع من غير مقدمات سلوك أو جذب، فإن ذلك لا يكون لك أبدا.

واعلم أن وضع اليمين على اليسار تحت الصدر من سنن الصلاة، لكن إن شغل مراعاة ذلك القلب عن كمال الحضور مع الله تعالى، فينبغي إرخاؤهما بجنبه كما هو مذهب الإمام مالك في نافلة الليل، فمن لم يشغله مراعاة ذلك عن كمال الحضور مع الله تعالى بالنسبة لمقامه هو فمن الأدب وضع يديه تحت صدره، ومن شغله مراعاة ذلك عن كمال الحضور فمن الأدب إرخاء يديه بجنبيه فاعلم أن جعل اليدين تحت الصدر من أدب الأكابر وإرخاؤهما بالجنبين من أدب الصغائر، وفي ذلك تنبيه على أن الأصاغر يعجزون عن مراعاة شيئين معا في وقت واحد، بخلاف الأكابر فاعلم ذلك، وكان أخي أفضل الدين يعيد كل صلاة ظن أنه حصل له فيها خشوع ويقول:كل عبادة شعرت النفس بكمالها فهي ناقصة، فلا يسع العبد إلا أن يصلي ويستغفر الله عز وجل

وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إنما كان الأكابر لا يحتاجون إلى تحصيل استعداد لكل صلاة كغيرهم لانفكاك قلوبهم عن التعلق بالأكوان، فهم دائما حاضرون مع الله تعالى وراثة محمدية في حال مزحهم ولغوهم. فلكل مقام رجال. والله تعالى أعلم.

- روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي مرفوعا: (ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشر ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة)

وزاد الترمذي والنسائي: (أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الغداة)

وزاد ابن خزيمة وابن حبان:وركعتين قبل العصر. وأسقطا ذكر ركعتين بعد العشاء،

وفي رواية لابن ماجه: وركعتين قبل الظهر، وركعتين قبل العصر. وهذا اختلاف في تعيين الاثني عشر فتحصل الاثني عشر بصلاة اثني عشر ركعة منها. والله أعلم." اهـ

عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:13 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 

"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكثر من نوافل الصلاة زيادة على النوافل المؤكدة فإن صلاة أمثالنا عددها كثير وأجرها قليل.

وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول في معنى الحديث: سيأتي على أمتي زمان من عمل فيه بعشر ما علم نجا. المراد به أن الواحد منهم يعمل بعلمه كله ولا يحصل له من ذلك قدر عشر من عمل بعشر علمه من السلف، فلا تقتصر يا أخي على اثنتي عشر ركعة في اليوم والليلة إلا إذا كملت فرائضك، وأنى لك بذلك وأكثر من النوافل جهدك في اليوم والليلة.

ثم لا يخفى عليك يا أخي أن سبب مشروعية النوافل هو علمه صلى الله عليه وسلم بإخلالنا بإتمام الفرائض، فلو علم أننا نأتي بالفرائض على وجهها كاملة ما شرع لنا نافلة لأن التشريع مزاحمة أوصاف الربوبية وإن كان لا ينطق عن الهوى، فلما علم من أمته عدم إتيانهم بالفرائض كاملة استأذن ربه في أن يشرع لهم النوافل الجابرة لخلل فرائضهم فأجابه الله تعالى فرجع التشريع إلى الله تعالى حقيقة. {وما ينطق عن الهوى}. فهو صلى الله عليه وسلم كان أكثر العبيد أدبا.

واعلم يا أخي أن العلماء على قسمين: منهم من يقف في النوافل على حد العدد المشروع الوارد فيها، ومنهم من يزيد، وينبغي حمل كلامهم على حالين، فمن كملت نوافله في الخشوع والحضور لا ينبغي له الزيادة، ومن نقصت نوافله فله الزيادة جبرا لخلل نوافله، كل ذلك ليكون العبد متبعا لا مبتدعا، فاعلم ذلك والله يتولى هداك.

- روى ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والترمذي مرفوعا: (من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن بعبادة اثنتي عشر سنة)

وفي رواية للطبرانيغفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.

وروى ابن ماجه وغيره مرفوعا:(من صلى بعد المغرب عشرين ركعة، بني له بيتا في الجنة).

وروى الطبراني عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقول: نعم ساعة الغفلة، يعني الصلاة فيما بين المغرب والعشاء.

وروى رزين العبدري مرفوعا: (من صلى بعد المغرب قبل أن يتكلم ركعتين. وفي رواية: أربع ركعات، رفعت صلاته في عليين). قال الحافظ المنذري ولم أره في شيء من الأصول.

وروى النسائي بإسناد جيد عن حذيفة، قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء والله تعالى أعلم." اهـ

عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:15 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 

"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على الصلاة بين المغرب والعشاء بحسب العدد الوارد في الأحاديث، لأنها ساعة يغفل الناس فيها عن ربهم، وقد عمل بذلك مشايخ الطريق وشددوا على المريد في المواظبة على فعلها، ولها نور عظيم يجده الإنسان في قلبه فاعمل عليه، والله يتولى هداك. ودليلهم في ذلك ظاهر قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل}.

- روى الطبراني مرفوعا: (أربع بعد الظهر كأربع بعد العشاء، وأربع بعد العشاء يعدلن أربعا من ليلة القدر).

وفي رواية أخرى له مرفوعا: (من صلى العشاء الأخيرة في جماعة وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد كان كعدل ليلة القدر).

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه واللفظ للترمذي، وقال حديث حسن مرفوعا: (إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن).

وقال علي رضي الله عنه: الوتر ليس بحتم كالصلاة المكتوبة، ولكن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وروى مسلم والترمذي وابن ماجه وغيرهم مرفوعا: (من خاف أن لا يقوم آخر الليل، فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره، فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة محضورة وذلك أفضل).

وروى الإمام أحمد وأبو داود مرفوعا: (الوتر حق فيمن لم يوتر فليس منا. قالها ثلاث مرات) والله تعالى أعلم." اهـ


عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:18 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 

"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نصلي بعد العشاء أربع ركعات، ثم نوتر بعدها قبل النوم وفي ذلك موافقة للعالم الملكي، فإن الله تعالى يتجلى له في الثلث الأول من الليل، ولكن لا يدرك سر ذلك إلا أكابر الأولياء الذين تروحنوا، وأما أهل الكثائف فلا يحسون بذلك التجلي ولا يذوقون له طعما فاعمل يا أخي على تلطيف الكثائف لتأخذ حظك من ذلك التجلي، والله يتولى هداك.

- روى ابن حبان في صحيحه مرفوعاً: (من بات طاهراً بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا)

والشعار: هو ما يلي بدن الإنسان من ثوبه وغيره.

وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه مرفوعاً: (ما من مسلم يبيت طاهراً فيتعار من الليل فيسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه).

وروى مالك وأبو داود والنسائي مرفوعا: (ما من امرئ يكون له صلاة بالليل فيغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة من ربه

وفي رواية لابن ماجه والنسائي بإسناد جيد وابن حبان في صحيحه مرفوعاً: (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه عليه صدقة من ربه).

وروى الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: الهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت، أصبحت بخير، واجعلهن آخر ما تتكلم به).

وفي رواية للبخاري والترمذي: (فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت، أصبحت خيرا).

وروى أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم مرفوعاً ومتصلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل رضي الله عنه: (اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك).

وروى أبو داود والترمذي والنسائي واللفظ للترمذي: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: إن فيهن آية خير من ألف آية).

قال معاوية بن صالح:وكان بعض أهل العلم يجعلون المسبحات ستاً (الحديد) و(الحشر) و(الحواريين) و(الجمعة) و(التغابن) و(سبح اسم ربك الأعلى).

وروى البزار ورجاله رجال الصحيح إلا واحدا مرفوعاً: (إذا وضعت جنبك إلى الأرض يعني على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت)

وروى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه مرفوعا: (من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته) وقوله تعار: أي استيقظ.

وروى الطبراني مرفوعاً: (من قال حين يتحرك من الليل: بسم الله عشر مرات وسبحان الله عشر مرات، آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت عشراً، غفر له كل ذنب يستخوفه ولم ينبغ لذنب أن يدركه إلى مثلها). والله تعالى أعلم.

[ولم ينبغ لذنب أن يدركه: أي لم ينبغ لذنب من تلك الذنوب التي غفرت... دار الحديث]


عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:22 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 

"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على الطهارة عند النوم وننوي القيام للتهجد كل ليلة ولا ننام على حدث إلا لضرورة شرعية أو غلبة نوم، وكذلك نواظب على قراءة الأذكار الواردة عند النوم وعند الاستيقاظ لكون الحق تعالى يحب ذلك لا لعلة أخرى إلا أن يصرح بها الشارع، كالحفظ من الشياطين حتى يصبح نحو ذلك، وقد جربوا فوجدوا الأذكار عند النوم من أعون الأمور على قيام الليل وخفته على القلب والجوارح، وهذا العهد يتأكد العمل به على الأكابر من العلماء والصالحين الذين يحبون مجالسة الحق تعالى والوقوف في حضرته مع الأنبياء والملائكة وخواص عباده، فإن الأذكار قُوت أرواحهم، والطهارة سلاحهم، وفيه أيضا زيادة الوقوف في حضرة الله تعالى في عالم الغيب، فإن الروح إذا فارقت الجسد بالنوم وهي على طهارة أذن لها في السجود بين يدي الله حتى يستيقظ، وإذا فارقت الجسد محدثة وقفت بعيدة عن الحضرة ففاتها العبادة الروحية المجردة عن الجسد كالملائكة، فافهم فهذا من سر النوم على طهارة.

وأما سر النوم على وتر فإنه أمر يحبه الله، فإذا نام أحدنا أو مات كان آخر عهده عملا يحبه الله تعالى فيحشر مع المحبوبين الذين لا يعذبهم الله على ذنب أبدا كما أشار إليه قوله تعالى: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم}

أي فلو كنتم محبوبين له ما عذبكم فافهم، فهذا من سر حكمة نوم العبد على وتر سواء كان من عادته التهجد أم لا وبهذا أخذ الأكابر من أهل الله، وقالوا أرواحنا بيد الله ليس في يدنا منها شيء، فلا نعلم هل ترد أرواحنا إلينا بعد النوم أم لا، وكان على ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فكان يوتر قبل أن ينام. وكان عمر بن الخطاب ينام على غير وتر ويقول: أوتر إذا استيقظت. وكان علي رضي الله عنه ينام على وتر، فإذا استيقظ تطهر وصلى ركعة فردة وأضافها إلى ما قبل النوم فيصير شفعاً ثم يصلي ما كتب له ثم يوتر، وهي حيلة في عدم الوتر في الليلة مرتين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا وتران في ليلة).

فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوتر أبي بكر وعمر قال:(حذر هذا - يعني أبي [أبا ] بكر - وقوي هذا) يعني عمر

فقوله: حذر هذا إشارة لكمال أبي بكر وسعة علمه بالأخلاق الإلهية وقوله: قوي هذا إشارة إلى نقص مقام عمر في المعرفة عن أبي بكر، هكذا قاله أبو الحسن الشاذلي. والله تعالى أعلم.

- روى الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه مرفوعاً: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم، إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلانا).

زاد في رواية لابن ماجه: (لم يصب خيراً، فحلوا عقد الشيطان ولو بركعتين).

وقافية الرأس: مؤخره ومنه سمي آخر بيت الشعر قافيه.

وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه مرفوعاً: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل).

وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعاً:(ثلاثة يحبهم الله عز وجل ويضحك إليهم ويستبشر بهم، فذكر منهم، والرجل له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل يذر شهوته ويذكر ربه ولو شاء رقد)

وفي رواية للإمام أحمد وأبي يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه مرفوعاً: (عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه وفراشه من بين أهله وحبه إلى صلاته، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي ثار عن وطائه وفراشه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي) الحديث.

وفي رواية للطبراني: (إن الله ليضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله عز وجل لملائكته، ما حمل عبدي هذا على ما صنع فيقولون رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول: فإني قد أعطيته ما رجاه وأمنته مما يخافه) الحديث.

وروى الطبراني مرفوعاً: (من نام إلى الصباح فذلك رجل بال الشيطان في أذنه)

قلت: وقد وقع لبعض أصحابنا ذلك فقام والبول سائح من أذنيه على رقبته فغسله بحضرتي، وكان يعتقد أن ذلك معنى من المعاني، فينبغي لمن يؤمن بهذا الحديث إذا نام إلى الصباح أن يغسل أذنه من بول الشيطان وإن لم يراه.
وروى ابن ماجه والترمذي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين مرفوعاً:(يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)

وروى الطبراني مرفوعاً: (عليكم بصلاة الليل ولو ركعة).

وفي رواية له بإسناد حسن مرفوعاً:(شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس).

وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي مرفوعاً: أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل>>.

والأحاديث في ذلك كثيرة نحو حديث: (عليكم بقيام الليل فإنه مقربة إلى ربكم ومكفرة لسيئاتكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة للداء عن الجسد). رواه الطبراني.

وسيأتي في عهد صيام رمضان حديث أحمد والطبراني والحاكم مرفوعاً: (إن القرآن يشفع في حامله، ويقول: يا رب شفعني فيه فإني منعته النوم بالليل) والله تعالى أعلم. " اهـ.

عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:25 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم)أن نستعد لقيام الليل بالزهد في الدنيا وشهواتها، وعدم الشبع من حلالها. ومن هنا صحت المواظبة من الصالحين على قيام الليل ومهاجرة غيرهم، وما رأت عيني من نساء عصر أكثر مواظبةً على قيام الليل من زوجتي أم عبدالرحمن، فربما صلت خلفي وهي حبلى على وجه الولادة بنصف القرآن، وهذا عزيز جداً وقوعه من الرجال على وجه الإخلاص فضلاً عن النساء.

وقد صلى خلفي مرةً سلامة السند بصطي، فقرأت به من أول سورة البقرة إلى سورة المزمل في الركعة الأولى فخر نائماً ولم يشعر بنفسه، هذا مع صحة جسمه وقلة تعبه في النهار، فرضي الله عن أم عبد الرحمن ما أعلى همتها حيث علت على همة الرجال، وإنما جعلن الزهد في الدنيا معيناً على قيام الليل لما ورد في الحديث (الزهد في الدنيا يريح القلب والجسد) ومفهومه أن الرغبة في الدنيا تتعب القلب والجسد فإذا دخل الليل نزل الراغب في الدنيا إلى الأرض محلولة أعضاؤه فنام كالميت بخلاف الزاهد في الدنيا ينام وأعضاؤه مستريحة فيقوم بسرعة وإذا نام كأنه مستيقظ

فاعلم أنه من طلب قيام الليل مع ترجيحه الذهب على الزبل فقد رام المحال وإن تكلف ذلك لا يدوم وإن دام فهو في حجاب لا يكاد يتلذذ بمناجاة الحق، ولا يذوق لها طعماً ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يخرجه عن حب الدنيا شيئاً فشيئاً، حتى لا يبقى له هم دون الله تعالى ولا عائق يعوقه، فإن حكم الشيخ في سلوكه بالمريد وترقيه في الأعمال حكم من يمر بالمريد على جبال الفلوس الجدد، فإذا زهد فيها سلك به على جبال الفضة، فإذا زهد فيها سلك به حتى يمر على جبال الذهب ثم الجواهر، فإذا زهد فيهما مر به إلى حضرة الله تعالى فأوقفه بين يديه من غير حجاب، فإذا ذاق ما فيه أهل تلك الحضرة زهد في نعيم أهل الدنيا والآخرة وهناك لا يقدم على الوقوف بين يدي الله شيئاً أبداً، وأما بغير شيخ فلا يعرف أحد يخرج من ورطات الدنيا، ولو كان من أعلم الناس بالنقول في سائر العلوم.

فاطلب لك يا أخي شيخاً يسلك بك كما ذكرنا، وإلا فلا تطمع في دوام قيام الليل، وكيف يتخلص إلى حضرة ربه من سداه ولحمته شهوات ورعونات وعلل وأمراض باطنية في كل عبادة سلكها، فضلاً عن المعاصي هذا مما لا يكون عادةً وتكونه القدرة، وقد كان سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه مع زهده في الدنيا لا بد له من غمز أعضائه كل ليلة ليستريح جسمه ويقوم ليتهجد بسرعة لأن البدن لا يستغرق في النوم إلا من شدة التعب.

وكان سيدي علي الخواص إذا نام يرفع رأسه على موضع عال ويقول: إن الرأس إذا كان على موضع عال نام كأنه مستيقظ، وكان أخي أفضل الدين يقرأ كل ليلة سورة الكهف ويقول إنها تخفف النوم، وقد جربت أنا ذلك فوجدت قلبي طول الليل كأنه مستيقظ.

وقد روى الإمام سنيد في تفسيره أن سورة الكهف كانت مكتوبة في لوح يدار به مع الحسين بن علي في كل بيت يكون فيه من بيوت زوجاته والله تعالى.

- روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه مرفوعاً: (من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه في ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل). والله تعالى أعلم." اهـ


عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:27 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 

"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نقضي أورادنا التي نمنا عنها أو غفلنا في الليل ما بين صلاة الصبح إلى صلاة الظهر ولا نتساهل في ترك ذلك، وهذا العهد لا يعمل به في هذا الزمان إلا القليل من الناس لكثرة غفلتهم عن الله وعن الدار الآخرة، فيفوت أحدهم الخير العظيم فلا يتأثر له ويقع منه النصف فيتأثر له لكون الدنيا أكبر همه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

واعلم أن أمر الشارع لنا بالقضاء إنما هو تنبيه لنا على مقدار ما فاتنا من الليل، فإن النهار وقت حجاب، فإذا حصل الحجاب للإنسان في عبادة النهار عرف مقدار ما فاته من مناجاة الله تعالى والحضور فيها وقويت داعيته إلى قيام الليل في المستقبل، وفي الحقيقة ما ثم قضاء لأن كل عبادة وقعت إنما هي وظيفة ذلك الوقت بأمر جديد من الشارع، وذلك الوقت ذهب فارغاً فلا يملؤه ما فعل في غيره أبداً، ومن هنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك. والله تعالى أعلم.

- روى الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة قال(أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد) قال أبو هريرة رضي الله عنه وهي صلاة الأوابين.

وروى ابن ماجه والترمذي مرفوعاً: (من حافظ على شفعتي الضحى غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر).

والشفعة: بضم الشين وقد تفتح هي ركعتا الضحى.

وروى ابن ماجه والترمذي مرفوعاً: (من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصراً في الجنة من ذهب).

وروى الإمام أحمد وأبو يعلى ورجال أحدهما رجال الصحيح مرفوعاً: (إن الله عز وجل يقول: يا ابن آدم اكفني نهارك بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك)

وروى أبو يعلى مرفوعاً:(من قام إذا استقبلته الشمس فتوضأ فأحسن وضوءه ثم قام فصلى ركعتين غفرت له خطاياه، وكان كيوم ولدته أمه).

وروى الطبراني مرفوعاً ورواته ثقات: (من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعاً كتب من العابدين، ومن صلى ستاً كفي ذلك اليوم، ومن صلى ثمانياً كتبه الله من القانتين، ومن صلى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة وما من يوم وليلة إلا ولله ما يمن به على من يشاء من عباده، وما من الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره).

وروى الطبراني مرفوعاً وإسناده متقارب: (إذا طلعت الشمس من مطلعها كهيئتها لصلاة العصر حتى تغرب من مغربها، فصلى رجل ركعتين وأربع سجدات، فإن له أجر ذلك اليوم، وأحسبه قال: وكفر عنه خطيئته وإثمه وأحسبه قال وإن مات من يومه دخل الجنة).

وروى الطبراني مرفوعاً: (إن في الجنة باباً يقال له باب الضحى، فإذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين الذين كانوا يديمون صلاة الضحى هذا بابكم فادخلوه برحمة الله تعالى).

قلت: وقد رأيت هذا الباب في واقعة ورأيت فيها باب الوتر أيضا مكتوباً عليه باب الوتر فأردت الدخول منه مع الداخلين فمنعني الملك وقال: إنك لم تصل الليلة الوتر فعجزت عنه ولم يمكنني أدخل، فلما استيقظت واظبت على صلاة الوتر ولو ثلاث ركعات وكذلك الضحى ولو ركعتين. والله تعالى أعلم." اهـ


عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:29 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم)أن نواظب على صلاة الضحى لئلا يطول زمن غفلتنا عن الله تعالى، فإن الشارع صلى الله عليه وسلم أمين على الوحي، وقد سن لنا صلاة الضحى ربع النهار لتكون الضحى كصلاة العصر بعد انقضاء وقت الظهر، وإنما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ارتفاع الشمس كرمح ليبين لنا أن وقتها يدخل من ذلك الوقت، وبعضهم سماها صلاة الإشراق، والذي عندي أن الضحى يحصل بصلاة الإشراق، وأن لها اسمين وليستا بصلاتين، وذلك كله شفقة علينا حتى لا يطول زمن الغفلة عن الله تعالى من صلاة الصبح إلى الزوال فتقسو قلوبنا حتى تصير لا تحن إلى فعل خير أبداً فافهم.
ومن فوائد المواظبة عليها نفرة الجن عن مصليها، فلا يكاد جني يقرب منه إلا احترق.


فواظب يا أخي عليها واشكر نبيك الذي سنها لك خوفاً عليك من طول زمن القطيعة والهجران، و والله لولا الحضور بين يدي الله في أوقات العبادات لذابت قلوب المشتاقين وتفتت أكبادهم، فالحمد لله رب العالمين.


- [صلاة التسبيح:] وقد وردت صلاة التسبيح على كيفية أخرى غير المشهورة، وهي ما رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم وقال صحيح على شرطهما عن أم سلمة قالت:(علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في صلاتي، فقال: كبري الله عشراً، وسبحي عشراً، ثم صلي ما شئت، تقول نعم نعم) .


فصلاة التسبيح على كيفيات مختلفة، ولكن أصحها ما رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه.


قال الحافظ المنذري: وصححه أيضاً الحافظ أبو بكر الآجري وشيخنا أبو محمد عبدالرحمن المقري وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي.


وقال أبو داود: وليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غيره.


وقال مسلم: ليس في صلاة التسبيح حديث أحسن إسناداً منه، قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس ابن عبد المطلب:(يا عماه ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك، ألا أفعل لك عشر خصالٍ، إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته، والعشر خصالٍ هي: أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورةٍ، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائمٌ: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقول وأنت راكع عشراً ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقول وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، فذلك خمسٌ وسبعون في كل ركعةٍ، تفعل ذلك في أربع ركعاتٍ، فإن استطعت أن تصليها في كل يومٍ مرةً فافعل، فإن لم تستطع ففي كل جمعةٍ مرةً، فإن لم تفعل ففي كل شهرٍ مرةً، فإن لم تفعل ففي كل سنةٍ مرةً، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة) .

قال الحافظ المنذري وقد جاء في رواية الترمذي: (أنه يسبح قبل القراءة، والتعوذ خمس عشرة مرةً، ثم يتعوذ ويقرأ الفاتحة والسورة، ثم يسبح عشراً بعد القراءة والتعوذ، وقبل الركوع، ولا يسبح في جلسة الاستراحة شيئا)


وفي رواية للطبراني بعد التشهد وقبل السلام: (اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك، اللهم مخافةً تحجزني عن معصيتك حتى أعمل لطاعتك عملاً أستحق به رضاك، وحتى أناصحك بالتوبة خوفاً منك، وحتى أخلص لك النصيحة حياءً منك، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك، سبحان خالق النور) ثم يسلم.


قال المنذري: وقد وقع في صلاة التسبيح كلام طويل وفيما ذكرناه كفاية.

قال البيهقي: وفعلها عبدالله بن المبارك، وتناولها الصالحون بعضهم من بعض،قال ابن المبارك: وإذا صلاها ليلاً، له أن يصلي ويسلم من كل ركعتين، وإن صلاها نهاراً فإن شاء سلم وإن شاء لم يسلم، قال ويبدأ في الركوع بـ (سبحان ربي العظيم) ثلاثاً وفي السجود بـ (سبحان ربي الأعلى) ثلاثاً، ثم يسبح التسبيحات المذكورة. فقيل لعبدالله بن المبارك: وإن سها فيها، هل يسبح في سجدتي السهو عشراً، عشرا قال لا، إنما هي ثلاثمائة تسبيحة.


واعلم يا أخي أن ما ذكرته لك من الأدلة هو الذي ذكره الحافظ المنذري وهو أصح ما ورد، وقد اضطرب كلام النووي في أدلتها لغيبة الترغيب والترهيب عنه، فإن الكتاب لم يشتهر إلا أيام الحافظ ابن حجر: وجده في تركة إنسان مسوداً فبيضه وأبرزه للناس، ولو أن النووي كان رآه لنقل ذلك عن المنذري لكونه من الأئمة الحفاظ. والله تعالى أعلم.


الساعة الآن 10:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى