منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المكتبة الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=24)
-   -   لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=8213)

عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:31 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على صلاة التسبيح لما ورد فيها من الفضل، ويتعين العمل بهذا العهد على كل من غرق في الذنوب وتاه في عددها كأمثالنا


- روى الترمذي، وقال حديث حسن، وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه مرفوعاً: (ما من رجلٍ يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: {والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم })الآية.

وفي رواية للبيهقي وابن حبان: (ثم يصلي ركعتين).


وكذلك ذكر ابن ماجه في صحيحه الركعتين ولكن بغير إسناد. وفي رواية البيهقي مرسلاً: (ما أذنب عبد ذنباً ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله إلا غفر له) .


والبراز: هو الأرض الفضاء ومثلها كل موضع خالٍ من الناس لا سيما المكان المعظم. والله تعالى أعلم."اهـ


(يتبع إن شاء الله تعالى...)

عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:34 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
(أخذ علينا العهد من رسول الله صلى الله عليه سلم)أن نواظب على صلاة التوبة كلما نذنب ذنباً وإن تكرر ذلك الذنب في كل يوم سبعين مرة أو أكثر، وذلك لأن التنصل من الذنوب مقدم على كل طاعة كالوضوء للصلاة، وقد واظبت على هذه الصلاة أول بلوغي مدة سنتين حتى كنت أعد ذنوبي عندي في دفتر فلما كثرت ذنوبي وزادت عن الحصر عجزت عن الصلاة عند كل ذنب، فيا سعادة من مات من المذنبين صغيراً ويا شقاوة من طال عمره منهم.


واعلم أنه تعالى وإن كان {حب التوابين ويحب المتطهرين} يعني المتطهرين بالتوبة أو بالماء أو بالتراب، فهو لمن لم يتب لعدم ذنبه أحب إليه تعالى كالأنبياء والملائكة، لأنهم ليس لهم ذنوب حقيقة يتوبون منها، وما قال الله تعالى {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}إلا جبرا لخلل من نفذت فيه الأقدار وتكررت عليه المعاصي، وطلب الإقالة منها فلم يقل كما أشعر به: قوله التوابين: أي من تكرر منهم التوبة بتكرر الذنب فافهم.


وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إنما كان صلى الله عليه وسلم يقول: (إني لأتوب وأستغفر الله في اليوم كذا وكذا مرة) تشريعاً لأمته ليستنوا به، وإلا فاعتقادنا أنه صلى الله عليه وسلم لا ذنب له في نفس الأمر، إنما هو ذنب تقديري.


ولا يخفى أن التوبة من جملة المقامات المستصحبة للعبد إلى الممات لقوله تعالى {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} فلا يستغني عنها مؤمن، ولو ارتفعت درجته حتى يدخل الجنة، فتنقضي حضرة اسمه تعالى التواب لزوال التكليف، وقد يكون حكم التواب في الجنة كحكمه قبل وجود التكاليف، فيكون تواباً بالقوة لا بالفعل حقيقة.


واعلم أن من فضائل الصلاة أن العبد إذا وقف بين يدي الله عز وجل نادماً مستغفراً لا يرده الله إلا مقبول التوبة التي هي الرجوع إلى كشف الحجاب بعد أن كان محجوباً حتى وقع في الذنب، فإذا رفع حجابه وجد الله تعالى فاعلاً دون العبد إلا بقدر نسبة التكليف فقط، وهناك يخف ندمه ضرورة قهرا عليه، ولو أراد أن يندم كما كان في حال الحجاب لا يصح له وثم مقام رفيع ومقام أرفع، ولولا أن في شدة الندم تعظيم أوامر الله تعالى وتعظيم الوقوع في المخالفات لكانت شدة الندم إلى الشرك أقرب، وذلك لأنه يؤذن بترجيح كونه فاعلاً دون الحق، فمن رحمة الله تعالى بالعبد أن حبسه في مقام شركة نفسيه مع الله تعالى في الفعل حتى يحكم ذلك المقام قبل أن ينقله إلى ما فوقه.


فإن قيل: إن الأكابر من الأنبياء بكوا حتى نبت العشب من دموعهم. وبكى آدم حتى صارت دموعه بركة ماء يشرب منها الدواب والهوام نحو ثمنين سنة كما ورد، وهؤلاء لا يتصور في حقهم أنهم يرون شركة نفوسهم في الفعل مع الله تعالى إلا بقدر نسبة الفعل إليهم لأجل التكاليف، وذلك القدر ضعيف جداً لا يبكون لأجله الدم ولا الدموع الكثيرة، وهذا الأمر هو بالأصالة للأنبياء، لأن النبوة تأخذ بدايتها من بعد منتهى الولاية.


فالجواب: إن بكاء كل داعٍ إلى الله تعالى إنما هو تشريع لقومه، فيجري الله تعالى عليه صورة الندم حتى لا يسأل يوم القيامة عن تفريطه في شيء من أحوال قومه التي كلفه الله تعالى ببيانها لهم، ولا عن بيان كيفية خروجهم من ذنوبهم إذا وقعوا فيها، ويحتمل أن يكون بكاء الأكابر من باب الفتوة على قومهم فحملوا عنهم ببكائهم ذلك البكاء الذي كانوا مأمورين به بعد وقوعهم في الذنوب، فكانت تلك البركة التي نشأت من بكاء آدم عليه السلام هي دموع بنيه التي كانت متفرقة فيهم ودفعها عنهم، وهذا ما ظهر لي في هذا الوقت من الجواب عن الأكابر، فعلم أن أحداً لا يستغني عن الاستغفار سواء كشف له الحجاب أو لم يكشف فإنه إن شهد له مدخلاً في شركة الفعل فالواجب عليه سؤال المغفرة وإن لم يشهد له مدخلا فيه فالواجب عليه أيضا سؤال المغفرة قياماً بواجب نسبة التكليف إليه كما قال أبونا آدم عليه الصلاة والسلام مع معرفته بما الأمر عليه من القضاء المبرم الذي لا مرد له {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تفغر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}.


فلا يخلو حال المستغفر من أحد أمرين: إما تحقيق الذنب، وإما للتشريع ويكون ندمه صورة، فتأمل ذلك وحرره، والله يتولى هداك.


- روى الترمذي وقال حديث حسن واللفظ له وابن ماجه بإسناد ضعيف مرفوعا: (من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل ركعتين ثم ليثن على الله تعالى، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين) .


وروى الترمذي وقال حديث حسن والنسائي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم، وقال صحيح على شرط الشيخين: (أن أعمى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ادع الله تعالى أن يكشف لي عن بصري، قال أو أدعك قال: يا رسول الله إنه قد شق علي ذهاب بصري، قال: فانطلق فتوضأ، ثم صلِّ ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه إلى ربي بك أن يكشف لي عن بصري، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي).

فال عثمان بن حنيف: فرجع وقد كشف الله تعالى عن بصره.

وفي رواية للطبراني فقال: عثمان بن حنيف، فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط.


وروى الحاكم مرفوعا: (اثنتا عشرة ركعةً تصليهن من ليلٍ أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل وصليِ على النبي صلى الله عليه وسلم، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وقل يا أيها الكافرون سبع مرات، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يميناً وشمالاً ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيجابون) .
قال أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقا.

وقال إبراهيم بن علي الديلي نبنبن قد جربته فوجدته حقا.


وقال الحاكم قال لنا أبو زكريا: وقد جربته فوجدته حقا. قال الحافظ المنذري: والاعتماد في مثل هذا على التجربة لا على الإسناد. والله تعالى أعلم." اهـ


عبدالقادر حمود 12-03-2012 01:38 AM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نصلي صلاة الحاجة إظهاراً للفاقة والحاجة، كالهدية التي يرسلها الإنسان لمن له عنده حاجة قبل أن يجتمع به.


وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: ينبغي فعل صلاة التسبيح قبل صلاة الحاجة لما ورد بأنها تكفر الذنوب كلها وذلك من أكبر أسباب قضاء الحاجة، فإن تأخير قضاء الحوائج إنما يكون بسبب الذنوب في الغالب.


وسمعته يقول أيضاً: ينبغي شدة الحضور في أذكار السجدة الأخيرة من صلاة الحاجة التي يسلم بعدها، وعلامة الحضور أن يحس أن مفاصله كادت تتقطع وعظمه كاد يذوب من هيبة الله تعالى، وهناك ترجى الإجابة، وإيضاح ذلك أن قراءة القرآن على الله تعالى في السجود لا يطيقها أحد لكون العبد في أقرب ما يكون من الله تعالى كمل ورد.


وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: مفتاح قضاء الحاجة الهدية بين يديها، هذا في حكم معاملة الخلق مع بعضهم بعضاً {والله غني عن العالمين}.


وجميع ما يقدمونه له هدية هو من خزائنه، فكأن العبد نقل تلك الهدية من بين يدي الله تعالى إلى بين يدي الله تعالى، قال تعالى {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه}.


فكانت صلاة الحاجة من العبد إظهار عبودية لا غير سواء كان مشاهداً لكونها من فضل الله حال إهدائها أو غافلاً عن هذا المشهد كحال العوام.


وقد سمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول مرة: ليس للعبد أن يشهد له ملكاً لشيء مما أعطاه الحق تعالى له إلا على وجه النسبة فقط ليبني عليه الشكر وإلا فحقيقة العطاء أن ينتقل ذلك الشيء من ملك المعطي إلى ملك المعطى، وذلك محال في جانب الحق.


وسمعته أيضاً يقول: لقائل أن يقول إن الحق تعالى لم يعطِ أحداً شيئاً حقيقةً إنما ذلك استخلاف لينفقه على المحتاجين إليه بطريقه الشرعي كالوكيل، قال: ومن هنا لم يفرح أحد من أهل الله تعالى بشيء من أمور الدنيا والآخرة وتساوي عندهم نسبة ذلك إليهم وسلبه عنهم على حد سواء لأن أحداً منهم لا يشهد له ملكاً مع الله تعالى في الدارين، وهذا أمر لا تذوقه يا أخي إلا بسلوك على يد شيخ ناصح، فإن أردت العمل بذلك المشهد النفيس فاطلب لن شيخاً يرشدك إليه وإلا فلا سبيل لك إلى ذلك ولو عبدت الله تعالى بعبادة الثقلين.


ومن هنا افترق السالكون والعابدون، فربما مكث العابد يعبد ربه على علة خمسمائة سنة والسالك يخرج عن العلة من أول قدم يضعه في الطريق، لأن بداية الطريق التوحيد لله تعالى في الملك ثم الفعل ثم الوجود والعابد لا يذوق لهذه الثلاثة مقامات طعماً، كما أشار إليه خبر الطبراني وغيره مرفوعاً: (أن عابداً عبد الله تعالى في جبل في البحر خمسمائة سنة، فيقول الله تعالى له يوم القيامة ادخل الجنة برحمتي، فيقول يا رب بل بعملي فيكررها ثلاث مرات وهو يقول يا رب بل بعملي.


وهذه المقالة لو قالها المريد لشيخه في أول بدايته لعيبت عليهفوالله لقد فاز من كان له شيخ وخسر من لم يتخذ له شيخا أو اتخذه ولم يسمع لنصحه كما عليه غالب المريدين في هذا الزمان.


واعلم أن من شروط إجابة الدعاء كون العبد ليس عليه ذنب، فمن سأل الله تعالى في حاجة وعليه ذنب واحد لم يتب منه فهو إلى الرد أقرب.


وكان سيدي علي البحيري رحمه الله لا يسأله أحد الدعاء إلا قال قولوا كلكم: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من كل ذنب، ثم يدعو ويقول: يا أولادي كيف يطلب العبد من ربه حاجة وهو قد أغضب ربه بالمعصية، وإذا تاب منها ربما أجيب دعاؤه، فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك.


- روى الإمام أحمد وأبو يعلى والحاكم مرفوعا:(من سعادة ابن آدم استخارته لله عز وجل).


وزاد في رواية الحاكم: (ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل.


وروى الترمذي مرفوعا بلفظ: (من سعادة ابن آدم كثرة استخارته لله تعالى ورضاه بما قضى الله تعالى، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى وسخطه بما قضى الله تعالى له).


وروى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، قال: ويسمي حاجته). والله تعالى أعلم." اهـ

عبدالقادر حمود 12-03-2012 07:02 PM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نستعد لفهم إشارات الحق تعالى بتلطيف الكثائف حتى نحس إذا استخرنا ربنا بما هو الأولى لنا من فعل ذلك الأمر أو تركه فإن من كان غليظ الحجاب لا يحس بشيء من ذلك، ولهذا نقول له استخر ربك فيقول قد استخرته فلم يترجح عندي أمر ولو أنه كان رقيق الحجاب لأدرك ما فيه الخيرة له من فعل أو ترك ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلك به حتى يمزق حجب عوائده، ولا يصير له عن الله عائق بل يفهم مراد الحق تعالى بأول وهلة، وهذا أمر عزيز الوجود ولذلك عول غالب الناس على استشارة بعضهم بعضا لا سيما إشارة الفقراء، ولكن يحتاج أيضا إلى تلطيف حجاب حتى يعرف طريق الخيرة لذلك العبد من طريق كشفه وإلا فإشارته معكوسة، وربما أشار على أحد بأمر فكان فيه هلاكه فيكون على المشير الإثم في ذلك مثل من يفتي في دين الله بغير علم.


وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: لا ينبغي لأحد أن يشير على أحد بشيء إلا إن كان مطمح نظره اللوح المحفوظ الذي لا تبديل فيه فإن لم يكن مطمح نظره ما ذكر فليقل له استخر ربك.


وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول:الاستشارة بمنزلة تنبيه النائم، فترى الإنسان يكون جازما بفعل شيء فيشاور فيه بعض إخوانه فيقول له إن فعلت كذا حصل لك كذا، فينحل عزمه عنه في الحال، فلو قال له إنسان بعد ذلك افعل كذا لا يرجع إلى قوله.


وسمعته أيضا يقول: لا تستشر محب الدنيا في شيء من أمور الآخرة فإن تدبيره ناقص لحجابه بالدنيا عن الآخرة، ولا تستشر أيضا محب نعيم الآخرة من الزهاد والعباد في شيء من الأمور المتعلقة بالأدب مع الحق تعالى فإنه محجوب بذلك عن الحق وعن حضرته الخاصة واستشر كمل العارفين بالله في أمور الدنيا والآخرة فإنهم قطعوا المرتبتين ووصلوا لحضرة الحق وعرفوا آدابها ودرجات أهلها في الأدب، وفي المثل السائر: استعينوا على كل حرفة بصالح من أهلها فتأمل ذلك واعمل عليه.


وسمعت سيدي علي الخواص رحمه الله يقول: لا ينبغي لمن كان مشغوفا بحب الدنيا أن يفعل شيئا برأيه ولا باستخارته بل يسأل أهل الخير عن ذلك ويفعل ما يشيرون به عليه، ولو كان من أكابر ملوك الدنيا، فإن صحة الرأي إنما تكون لمن زهد في الدنيا وشهواتها والولاة غارقون في حب الدنيا مع زيادة السكر الحاصل لهم من لذة الأمر والنهي والحكم، ولذلك طلب الملوك العادلون أن يكون لهم وزراء، لأن رأي الوزير ربما كان أكمل وأتم من الملوك لكون الوزير أنقص حكما وتصريفا منهم، فلذلك قل سكره، وقال العارفون لا يعرف الشيء إلا من زهد فيه، وفي الحديث: (حبك للشيء يعمي ويصم). ولولا ظهور عيب الدنيا للزاهد ما زهد فيها.


فاعمل يا أخي على جلاء مرآتك بإشارة شيخ مرشد إن أردت أن تعرف مراد الحق وطريق الخيرة فيما تفعله في المستقبل، وإنما شاور صلى الله عليه وسلم أصحابه امتثالا لأمر الله تعالى بقوله {وشاورهم في الأمر}.


وإلا فهو صلى الله عليه وسلم أتم خلق الله تعالى رأيا وأوسعهم علما وعقلا، فكانت مشاورته لهم تمييلا لخاطرهم لا عملا بإشارتهم، من غير أن يظهر له صلى الله عليه وسلم وجه الحق في ذلك ولذلك قال تعالى له {فإذا عزمت على أمر} يعني على فعل ما أشاروا عليك به: {فتوكل على الله} لا على مشورتهم، على أنه لا يقدح في كماله صلى الله عليه وسلم عدم التفاته إلى أمور الدنيا كما قال في مسألة تأبير النخل: (أنتم أعلم بأمور دنياكم). يعني التي لا وحي عندي من الله فيها، فافهم.


قال بعض العارفين: ولم يمت صلى الله عليه وسلم حتى صار أعلم الناس بأمور الدنيا اهـ.


فشاور في جميع الأمور التي تحبها نفسك من يكون زاهدا فيها من العارفين لا من المتعبدين فإن المتعبد ربما نفرت نفسه من الأشياء بحكم الطبع ونفر غيره عنها كذلك ولو كان فيها مصلحة له كما يقع فيه كثير من ترك الكسب واشتغل بالعبادة وقنع بما يتصدق الناس به عليه فتراه يأمر الناس كلهم بترك الأسباب والكسب كذلك يقول لهم، ربكم يرزقكم وغاب عنه أن اعتماد مثله على الخلق لا على الله تعالى، ولو أن هذا الشخص شاور عارفا فقال له عليك بالكسب واعتمد على الله لا على الكسب، واعتق نفسك من تحمل منن الخلائق.


بل قال بعض مشايخ العرب لما ظن أنه متوكل أنا ما ولاني أحد من الفقراء هذه الوظيفة، وإنما ولاني الله تعالى، فقال له شخص من قرناء السوء أنت والله من الأولياء فقلت له، لا يكون من الأولياء إلا إن صرح بهذا القول بين يدي الباشا الذي ولاه وقال له في وجهه أو قال لمن يبلغه ليس لك علي جميل أو ليس للباشا علي جميل وما ولاني إلا الله، فقال متى قلت ذلك، عزلني وسلب نعمتي قلت: فإذن قولك إنك معتمد على الله دون الخلق افتراء على الله تعالى وازدراء بطائفة الفقراء لا غير.


قلت: وقد رأيت بعض الأكابر من العارفين يشهد الله تعالى كل يوم في جميع ما يتحرك به أو يسكن، ويقول اللهم إن كنت تعلم أن جميع حركاتي وسكناتي في هذا اليوم خير لي فاقدرها لي ويسرها لي وإن كنت تعلم أنها شر لي فاصرفها عني واصرفني عنها وقال من واظب على ذلك كان في أمان من الله تعالى أن يمكر به اهـ.


قال البيهقي ويعيد صلاة الاستخارة والدعاء ثانيا وثالثا وأكثر، حتى ينشرح صدره لشيء اهـ. {والله غفور رحيم}. " اهـ


عبدالقادر حمود 12-03-2012 07:11 PM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
" - روى مالك والشيخان وغيرهما مرفوعا: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر).


وفي رواية: (لهما مثل المهجر).

وفي رواية للبخاري: (المستعجل للجمعة كالمهدي بدنه) الحديث.

وفي رواية للإمام أحمد مرفوعا: (تقعد الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون الأول والثاني والثالث حتى إذا خرج الإمام رفعت الصحف.

وروى الطبراني والأصبهاني وغيرهما مرفوعا: (إن الرجل ليكون من أهل الجنة، فيتأخر عن الجمعة، فيؤخر عن الجنة وإنه لمن أهلها).

والأحاديث في ترتيب درجات الذاهبين إلى الجمعة كثيرة.

وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه مرفوعا: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغى).

ومعنى لغى خلي من الأجر وقيل أخطأ وقيل صارت جمعته ظهرا وقيل غير ذلك قاله الحافظ المنذري.


وروى البخاري والترمذي عن يزيد بن أبي مريم قال: لحقني عبادة بن رفاعة ابن رافع، وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر، فإن خطاك هذه في سبيل الله، قال فإني سمعت أبا عيسى يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار).

وفي رواية للبخاري: (حرمه الله على النار


وروى الإمام أحمد والطبراني وابن خزيمة في صحيحه مرفوعا: (من اغتسل يوم جمعة ومس من طيب إن كان عنده، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى أتى المسجد فركع ما بدا له ولم يؤذ أحد، ثم أنصت حتى يصلي كان كفارة لما بينه وبين الجمعة الأخرى)


وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه والحاكم في صحيحه مرفوعا: (من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها).


وفي رواية للطبراني: (كتب له بكل خطوة عشرون حسنة، فإذا انصرف من الصلاة أجيز بعمل مائتي سنة).


قال الخطابي رحمه الله، قوله (غسل واغتسل وبكر وابتكر) اختلف الناس في معناه فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد ولفظه مختلف ومعناه واحد، ألا تراه يقول في هذا الحديث، ومشى ولم يركب، ومعناهما واحد وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد، وقال بعضهم، معنى ”غسل” غسل الرأس خاصة وذلك لأن العرب لهم لمم وشعور وفي غسلها مؤونة [مشقة]، فأراد غسل الرأس من أجل ذلك وإلى هذا ذهب مكحول وقوله: واغتسل معناه غسل سائر الجسد، وذهب بعضهم إلى أن معنى (غسل) أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة ليكون أملك لنفسه وأحفظ في طريقه لبصره، ومعنى (بكر) أدرك باكورة الخطبة وهي أولها، ومعنى (ابتكر) قدم في الوقت وقيل معنى بكر تصدق قبل خروجه، قاله ابن الأنباري وتأول في ذلك ما روى في الحديث من قوله: (باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها).


وقال أبو بكر بن خزيمة من قال في الخبر غسل واغتسل يعني بالتشديد فمعناه جامع فأوجب الغسل على زوجته أو أمته واغتسل، ومن قال غسل يعني بالتخفيف أراد غسل رأسه واغتسل فغسل سائر الجسد كما في الحديث الصحيح مرفوعا: (اغتسلوا يوم الجمعة، واغسلوا رؤوسكم، وإن لم تكونوا جنبا) الحديث. والله أعلم." اهـ

عبدالقادر حمود 12-03-2012 07:16 PM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم)أن نواظب على المبادرة إلى حضور صلاة الجمعة بحيث نصلي السنة التي قبلها قبل صعود الإمام المنبر اهتماما بأمر الله عز وجل لنا بقوله {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع}.

يعني الشراء ولو كنتم محتاجين إلى ذلك إلا أن تبلغوا مرتبة الاضطرار.

وسمعت سيدي علي الخواص يقول: يدخل الناس في الجنة على حسب سرعة مبادرتهم لحضور الجمعة وحسب بطئهم، فمن حضر المسجد أولا دخل الجنة أولا ومن حضر ثانيا دخل الجنة بعده وهكذا . اهـ ويقاس الجمعة في ذلك المسارعة لكل خير. والله أعلم.

وهذا العهد قد صار غالب الناس يخل به فلا يكادون يحضرون إلا بعد أن يصعد الإمام المنبر، وبعضهم يفوته سماع الخطبتين، وبعضهم تفوته الركعة الأولى، وبعضهم يفوته ركوع الثانية فيصليها ظهرا، وكل ذلك أصله قلة الاهتمام بالدين، ولو أنه وعد بدينار إن حضر قبل الوقت لترك كل عائق دون ذلك وربما كان تخلف بعضهم للهو واللعب والوقوف على حلق المخبطين والمسخرة، وربما كان تخلفه حتى عمم عمامة تعجبه فصار يهدمها ويبنيها حتى فرغ الخطيب، بل رأيت من شرع في تعميمها من طلوع الشمس فلم يزل يهدمها ويبنيها حتى صلوا من الجمعة ركعة، وذلك ربما يكون معدودا من الجنون نسأل الله اللطيف

وكان سيدي محمد بن عنان يستعد لحضور الجمعة من عصر يوم الخميس فلا يزل مراقبا لله تعالى حتى يحضر المسجد، ولكل مقام رجال {والله غفور رحيم}.

روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما مرفوعا: <<أن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه ما سأل ما لم يسأل حراما>>.

وفي رواية لابن خزيمة في صحيحه مرفوعا: <<إن فيه يعني يوم الجمعة لساعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه>> الحديث.

وروى أبو يعلى وغيره مرفوعا: <<أن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربعة وعشرون ساعة، ليس فيها ساعة إلا ولله فيها ستمائة ألف عتيق من النار>>.

رواه البيهقي مختصرا بلفظ: <<لله في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار>>.

زاد في رواية << كلهم استوجبوا النار>>.

وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: <<فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه وأشار بيده يقللها>>.

وزاد وفي رواية للترمذي وابن ماجه: <<قالوا يا رسول الله أية ساعة هي؟ قال حين تقام الصلاة، إلى الانصراف منها>>.

وفي رواية للترمذي والطبراني مرفوعا: <<التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس>>.

وفي رواية لابن ماجه على شرط الشيخين: <<هي آخر ساعات النهار، فقال عبدالله بن سلام: إنها ليست ساعة صلاة؟ قال بلى، إن العبد إذا صلى ثم جلس لم يحبسه إلا الصلاة فهو في صلاة>>.

وفي رواية للإمام أحمد مرفوعا: << بعد ذكر يوم الجمعة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له>>.

وروى الأصبهاني مرفوعا: <<الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب الشمس، أغفل ما يكون الناس>>.

قال الإمام أحمد: وأكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها استجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر، وقال: وترجى بعد الزوال.

وقال ابن المنذر: روينا عن أبي هريرة أنه قال: هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس

وقال الحسن البصري وأبو العالية: هي عند زوال الشمس.

وعن عائشة أنها من حين يؤذن المؤذن لصلاة الجمعة.

وفي رواية عن الحسن، أنه قال: هي إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ.

وقال أبو بردة: هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة.

وبالجملة فالأقوال في ذلك كثيرة ولا يعرف الساعة حقيقة إلا أهل الكشف. والله تعالى أعلم." اهـ


عبدالقادر حمود 12-03-2012 07:19 PM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نستعد لساعة الإجابة التي في يوم الجمعة ونقلل الأكل والشرب، ونمنع اللهو واللغو والغفلة والذي أعطاه الكشف أن الساعة نحو خمس درج، فينبغي أن لا يغفل العبد إلا بمقدار نحو درجتين ليبقى له من الساعة نحو ثلاث درج الدعاء والتوجه إلى الله تعالى، وهذه الساعة مبهمة في اليوم كليلة القدر في ليالي رمضان، وتنتقل بيقين كما يؤيده الأحاديث والأخبار التي تأتي آخر العهد وكما أعطاه الكشف، فتارة تكون في بكرة النهار وتارة تكون في آخر النهار، وتارة تكون بعد الزوال إلى أن تنقضي الصلاة وهو الأغلب.

وبالجملة أهل الحجاب، ومحبة الدنيا في غفلة عن مثل هذا المشهد، لا سيما طائفة المجادلين، ومن يعبد الله على جهل، وإنما خصصنا معظم الخير الذي يرجى في ساعة الإجابة بمن يشعر بها تحصيلا للقيام بآداب العبودية الظاهرة، وإلا فقد ورد: (من أشغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين).

فافهم، وإن كان ولا بد لك من الاشتغال بذكر أو قرآن فينبغي ذلك بحضور مع الله تعالى، لا كما عليه الطائفة الذين يعبدون الله وقلبهم غافل عن الله تعالى فيفوتهم الحضور الذي هو قوت الأرواح، وربما اشتغل أحدهم بالقرآن أو الذكر ومرت عليه الساعة ولم يشعر بها.

فاعمل يا أخي على جلاء مرآة قلبك لتدرك ساعة الإجابة التي لا يرد فيها سائل لوسع الكرم الإلهي فيها، ولا تطلب معرفتها بلا جلاء فإن ذلك لا يكون وكم من نفحات للحق في الليل والنهار والناس في غفلة عنها.

وقد أخبرني شيخنا عن الشيخ أحمد بن المؤذن بناحية منية أبي عبدالله أنه جلس مراقبا الله تعالى لمدة أربعين سنة لا يضع جنبه الأرض، وكان أولياء عصره يقولون: ما ترك هذا قطرة مدد تنزل من السماء في ليل أو نهار إلا وله فيها حظ ونصيب.

وأخبرني سيدي علي الخواص، أن سيدي عيسى بن نجم خفير بحر البرلس، مكث مراقبا لله تعالى بوضوء واحد مدة سبع عشرة سنة، فلم تنزل قطرة مدد من السماء إلا وله فيها نصيب، فإن لم تستطع يا أخي دوام المراقبة كالقوم فواظب على الساعات التي ورد فيها التجلي الخاص والله يتولى هداك.

- روى الطبراني وغيره مرفوعا: (من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه).

وفي رواية للطبراني مرفوعا ورواته ثقات: (إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايا من أصول الشعر استلالا).

وروى ابن خزيمة في صحيحه والطبراني مرفوعا: (من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى).

وفي رواية لابن حبان في صحيحه: (من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهرا من الجمعة إلى الجمعة).

وروى مسلم وغيره مرفوعا: (غسل الجمعة واجب على كل محتلم).

وروى ابن ماجه بإسناد حسن: (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء يوم الجمعة فليغتسل، وإن كان طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك). والله تعالى أعلم." اهـ


عبدالقادر حمود 12-03-2012 07:20 PM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على غسل الجمعة صيفا وشتاء، ولا نتركه إلا لعذر شرعي، وفي ذلك من الأسرار ما لا يذكر إلا مشافهة.


وكان الإمام الشافعي يقول: ما تركت غسل الجمعة في شتاء ولا صيف، ولا سفر ولا حضر، وهذا العهد يخل به كثير من الناس، حتى بعض الفقراء وطلبة العلم، فتراهم يتساهلون به ويستثقلونه إما كسلا أو لعدم سماحة نفوسهم بفلوس الحمام.


ومن الحكمة الظاهرة في الغسل انتعاش الأعضاء بالماء حتى يصير بدنه كله حيا فيناجي الله بكل عضو فيه، ولذلك أمرنا الشارع بالغسل قبل الذهاب إلى الجمعة لنصلي على أثر الغسل، ولو أمرنا بالغسل أول ليلة الجمعة ربما تخلل ذلك معصية أو غفلة فيموت البدن، وإذا مات فما يبقى يناجي ربه ويتضرع إليه على الوجه المطلوب من العبد، فتأمل ذلك. والله تعالى أعلم.


روى أبو داود وابن خزيمة في صحيحه مرفوعا: (من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه، ثم لم يتخط رقاب الناس، ولم يلغ عند الموعظة كان كفارة لما بينهما).


وروى أيضا مرفوعا: (يحضر الجمعة ثلاثة نفر: فرجل حضرها يلغو فذلك حظه منها. ورجل حضرها يدعو الله فذلك إلى الله، فإن شاء قبله وإن شاء رده. ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك أن الله تعالى يقول: <<من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). والله تعالى أعلم." اهـ



عبدالقادر حمود 12-03-2012 07:22 PM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن ننصت لسماع الخطيب حتى لا يفوتنا سماع شيء من الوعظ الذي يمكننا سماعه، وأن نأخذ كل كلام سمعناه من الواعظ في حق أنفسنا كما نأخذه في حق غيرنا، وهذا العهد قد أكثر الناس الإخلال به حتى بعض فقراء هذا الزمان وطلبة العلم يتلاهون عن سماع كلام الخطيب، وإن سمعوا ذلك أخذوه في حق غيرهم من الظلمة وأعوانهم دون أنفسهم، وغاب عنهم أنهم ظلموا أنفسهم بالوقوع في المعاصي المتعلقة بالله وبخلقه، وما أحد منهم سلم منها، بل بعضهم يرى نفسه على الخطيب وأنه لا يحتاج إلى سماع وعظه؛ ويقول: جميع ما قاله الخطيب معروف، وبعضهم يقول: الإنصات سنة ويؤدي إلى حرام وذلك أننا نسمع منه الوعظ ولا نعمل به، وهذا جهل عظيم من هذا القائل، ولو فتح هذا الباب لأدى إلى كراهة سماع كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكون الناس عاجزين عن العمل بذلك على التمام، ولا قائل بذلك.


فاخضع يا أخي لله تعالى واسمع الوعظ من الخطيب، فإنه على لسان الحق لا سيما إن خاطبك بنحو قوله: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} و{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا}، فإنك المخاطب بذلك قطعا من الحق على لسان ذلك الخطيب، ولو كشف الله لغالب الخلق لرأوا في نفوسهم جميع الذنوب والقبائح إما فعلا وإما قولا وصلاحية، ولكنهم قد صاروا في غمرة ودعوى ومقت حتى لا يكاد أحد منهم يتعظ بوعظ واعظ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



روى النسائي والبيهقي مرفوعا والحاكم موقوفا وقال صحيح الإسناد: (من قرأ سورة الكهف في الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين).


ولفظ الدارمي موقوفا: (من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق) . وفي إسناده أبو هاشم، والأكثرون على توثيقه.


وروى ابن مردويه في تفسيره بإسناد لا بأس به مرفوعا: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت أقدامه إلى عنان السماء، يضيء له إلى يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين) .


وروى البيهقي والأصبهاني مرفوعا: (من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له) .


وفي رواية: (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) .


وفي رواية للطبراني والأصبهاني أيضا مرفوعا: (من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك) .


وفي رواية أخرى لهما مرفوعا: (من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة) .


وروى الأصبهاني مرفوعا: (من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غفر الله له) .


وروى الطبراني مرفوعا (من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس) . والله تعالى أعلم." اهـ

عبدالقادر حمود 12-03-2012 07:23 PM

رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني
 
أخذ علينا العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها، وكذلك نواظب على قراءة آل عمران، ويس وحم الدخان اهتماما بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لنا بذلك، سواء أعقلنا سر تخصيص هذه السور بليلة الجمعة أم لم نعقل ذلك، ولو أن العقول تحمل سر ذلك لأوضحناه للناس، ولكن من الأدب كتم ما كتمه الشارع، وإظهار ما أظهر من إضاءة النور والمغفرة ونحو ذلك، والله حليم حكيم.


روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) .


وروى الطبراني مرفوعا: (الزكاة قنطرة الإسلام) .


وروى أبو داود مرسلا والطبراني والبيهقي مرفوعا متصلا قال الحافظ المنذري والمرسل أشبه: ([حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة) .


يعني النافلة، والأحاديث في الزكاة كثيرة مشهورة. والله تعالى أعلم." اهـ



الساعة الآن 05:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى