تعريف البدعة
 

أريد أن أعرف عن البدعة واقسامها ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد ..
أخي السائل أسأل الله عزوجل أن يجعلنا من أحبابه وأن يزيدك اهتماماً بأمور دينك فقد تكلم العلماء بإسهاب عن معاني البدعة وأنواعها وإليك ما يوضح معناها من نصوصهم
(البدعة لغة : مأخوذة من بدع الشيء يبدعه بدعا وابتدعه أي : أنشأه وبدأه على غير مثال سابق ، قال ابن فارس - رحمه اللّه - : ( الباء والدال والعين أصلان : أحدهما ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال ، والآخر الانقطاع والكلال ، فالأول قولهم أبدعت الشيء قولا أو فعلا ، إذا ابتدأته لا عن سابق مثال واللّه بديع السماوات والأرض .
قال في إحكام الأحكام في مصالح الأنام :
( الْبِدْعَةُ فِعْلُ مَا لَمْ يُعْهَدْ فِي عَصْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَهِيَ مُنْقَسِمَةٌ إلَى : بِدْعَةٌ وَاجِبَةٌ ، وَبِدْعَةٌ مُحَرَّمَةٌ ، وَبِدْعَةٌ مَنْدُوبَةٌ ، وَبِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ ، وَبِدْعَةٌ مُبَاحَةٌ ، وَالطَّرِيقُ فِي مَعْرِفَةِ ذَلِكَ أَنْ تُعْرَضَ الْبِدْعَةُ عَلَى قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ :
فَإِنْ دَخَلَتْ فِي قَوَاعِدِ الْإِيجَابِ فَهِيَ وَاجِبَةٌ ،
وَإِنْ دَخَلَتْ فِي قَوَاعِدِ التَّحْرِيمِ فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ ،
وَإِنْ دَخَلَتْ فِي قَوَاعِدِ الْمَنْدُوبِ فَهِيَ مَنْدُوبَةٌ ،
وَإِنْ دَخَلَتْ فِي قَوَاعِدِ الْمَكْرُوهِ فَهِيَ مَكْرُوهَةٌ ،
وَإِنْ دَخَلَتْ فِي قَوَاعِدِ الْمُبَاحِ فَهِيَ مُبَاحَةٌ ،
وَلِلْبِدَعِ الْوَاجِبَةِ أَمْثِلَةٌ .
أَحَدُهَا : الِاشْتِغَالُ بِعِلْمِ النَّحْوِ الَّذِي يُفْهَمُ بِهِ كَلَامُ اللَّهِ وَكَلَامُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَذَلِكَ وَاجِبٌ لِأَنَّ حِفْظَ الشَّرِيعَةِ وَاجِبٌ وَلَا يَتَأَتَّى حِفْظُهَا إلَّا بِمَعْرِفَةِ ذَلِكَ ، وَمَا لَا يَتِمُّ الْوَاجِبُ إلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ .
الْمِثَالُ الثَّانِي : حِفْظُ غَرِيبِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ اللُّغَةِ .
الْمِثَالُ الثَّالِثُ : تَدْوِينُ أُصُولِ الْفِقْهِ .
الْمِثَالُ الرَّابِعُ : الْكَلَامُ فِي الْجُرْحِ وَالتَّعْدِيلِ لِتَمْيِيزِ الصَّحِيحِ مِنْ السَّقِيمِ ،
وَقَدْ دَلَّتْ قَوَاعِدُ الشَّرِيعَةِ عَلَى أَنَّ حِفْظَ الشَّرِيعَةِ فَرْضُ كِفَايَةٍ فِيمَا زَادَ عَلَى الْقَدْرِ الْمُتَعَيَّنِ ، وَلَا يَتَأَتَّى حِفْظُ الشَّرِيعَةِ إلَّا بِمَا ذَكَرْنَاه
وَلِلْبِدَعِ الْمُحَرَّمَةِ أَمْثِلَةٌ .
مِنْهَا : مَذْهَبُ الْقَدَرِيَّةِ ، وَمِنْهَا مَذْهَبُ الْجَبْرِيَّةِ ، وَمِنْهَا مَذْهَبُ الْمُرْجِئَةِ ، وَمِنْهَا مَذْهَبُ الْمُجَسِّمَةِ ، وَالرَّدُّ عَلَى هَؤُلَاءِ مِنْ الْبِدَعِ الْوَاجِبَةِ .
وَلِلْبِدَعِ الْمَنْدُوبَةِ أَمْثِلَةٌ .
مِنْهَا : إحْدَاثُ الرُّبُطِ وَالْمَدَارِسِ وَبِنَاءِ الْقَنَاطِرِ ، وَمِنْهَا كُلُّ إحْسَانٍ لَمْ يُعْهَدْ فِي الْعَصْرِ الْأَوَّلِ ، وَمِنْهَا : صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ ، وَمِنْهَا الْكَلَامُ فِي الْجَدَلِ فِي جَمْعِ الْمَحَافِلِ لِلِاسْتِدْلَالِ عَلَى الْمَسَائِلِ إذَا قُصِدَ بِذَلِكَ وَجْهُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ .
وَلِلْبِدَعِ الْمَكْرُوهَةِ أَمْثِلَةٌ .
مِنْهَا : زَخْرَفَةُ الْمَسَاجِدِ ، وَمِنْهَا تَزْوِيقُ الْمَصَاحِفِ ، وَأَمَّا تَلْحِينُ الْقُرْآنِ بِحَيْثُ تَتَغَيَّرُ أَلْفَاظُهُ عَنْ الْوَضْعِ الْعَرَبِيِّ ، فَالْأَصَحُّ أَنَّهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُحَرَّمَةِ ) .
وَلِلْبِدَعِ الْمُبَاحَةِ أَمْثِلَةٌ .
مِنْهَا : الْمُصَافَحَةُ عَقِيبَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ ، وَمِنْهَا التَّوَسُّعُ فِي اللَّذِيذِ مِنْ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ وَالْمَلَابِسِ وَالْمَسَاكِنِ ، وَلُبْسِ الطَّيَالِسَةِ ، وَتَوْسِيعِ الْأَكْمَامِ .
قال الإمام النووي رحمه في شرحه على صحيح مسلم : (قوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة ) هَذَا عَامّ مَخْصُوص ، وَالْمُرَاد غَالِب الْبِدَع .
والخلاصة
( الْبِدْعَةُ فِعْلُ مَا لَمْ يُعْهَدْ فِي عَصْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .وَهِيَ مُنْقَسِمَةٌ إلَى : بِدْعَةٌ وَاجِبَةٌ ، وَبِدْعَةٌ مُحَرَّمَةٌ ، وَبِدْعَةٌ مَنْدُوبَةٌ ، وَبِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ ، وَبِدْعَةٌ مُبَاحَةٌ ، وَالطَّرِيقُ فِي مَعْرِفَةِ ذَلِكَ أَنْ تُعْرَضَ الْبِدْعَةُ عَلَى قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ) والله أعلى وأعلم

الله يا سيدي الحسيني

مقال ممتاز, وفيه عرض علمي للمسائل يظهر فيه الحقّ جلياً كالشمس.



جزاكم الله خيرا

:144:


:hayakm w bayakm:

واياكم سيدي الكريم

:987::888::987:

مرحباً بسيدي ابو النور

بارك الله فيكم
والله هذا الموضوع من الضروريات طرحه
لأنه كثر الكلام فيه
جزاكم الله خيرا

رد: تعريف البدعة
 

أقسام البدعة
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد
فقد كثر الكلام عن البدعة في عصرنا بشكل مبتدع مبالغ فيه على نحو لم يكن في زمن السلف وصار مزعجا وشاغلا للناس عن قضايا الأمة الحقيقية لهذا أوجزت آراء العلماء الذين صرحوا بتقسيم البدعة وهم من كبار الفقهاء والمحدثين من السلف والخلف واليكم حاصله:

هناك ٤ تقسيمات للبدعة:
التقسيم الأول: بدعة محمودة وبدعة مذمومة
قال بهذا التقسيم كل من:
١. الإمام الشافعي
(ونسبه إليه كل من:
الإمام الحافظ ابو نعيم في الحلية
الإمام الحافظ البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى
شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى وقطع بصحة نسبته الى الشافعي
الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم
الامام الفقيه أبو شامة في الباعث على إنكار البدع
الامام الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام وفي سير أعلام النبلاء )
٢. الامام ابن حزم الظاهري في الإحكام في اصول الأحكام
٣. حجة الاسلام الامام الغزالي في إحياء علوم الدين
٤. الامام القاضي أبوبكر بن العربي المالكي في شرحه على سنن الترمذي
٥. الامام ابن الأثير الجزري في النهاية
٦. الامام شهاب الدين ابو شامة شيخ الامام النووي في الباعث
٧. الامام النووي في شرح صحيح مسلم
٨. الإمام البدر العيني الحنفي في عمدة القاري (شرحه على البخاري)
٩. الامام الزرقاني في شرحه على الموطأ
١٠. الامام القرطبي في تفسيره
١١. الامام الشوكاني في نيل الأوطار

التقسيم الثاني: ان البدعة تجري عليها الأحكام الخمسة:
١. البدعة الواجبة: ما ترتب عليه حفظ الدين وحفظ الأمة وكان له أصل لكن صورته محدثة مثل وجود من يتعلم علم النحو لضرورته في فهم الشريعة ومثله علم الأصول ومثل وجود وتفعيل الكفاءات المتخصصة في الزراعة والتجارة والصناعة والتقانة (التكنلوجيا) بحيث لا نكون عالة على الامم

٢. البدعة المندوبة: ما بني على أصل مستنبط من الكتاب أو السنة لكن صورته محدثة مثل ختم القرآن في صلاة التراويح والدعاء بعده في الصلاة، ومجالس الصلاة على النبي في المولد الشريف

٣. البدعة المباحة: ما استحدث من شؤون الحياة المباحة مثل السيارات والطائرات والهواتف والنت

٤. البدعة المكروهة: ما استحدث وقد كره الشرع اثره مثل المبالغة في زخرفة المساجد والمصاحف حيث تشغل المصلي والقارئ عن الحضور

٥. البدعة المحرمة: ما استحدث في الدين دون أصل أو كانت صورته مخالفة للشرع مثل تعطيل صفات الله او اعتقاد التجسيم والتشبيه ومثل تعذيب الناس في السجون وابتكار أدواته او تطويع الدين للفلسفة المعاصرة

ومن القائلين بهذا التقسيم:
١. سلطان العلماء العز بن عبدالسلام في قواعد الأحكام
٢. امير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري
٣. الامام الحجة لدى الفقهاء والمحدثين يحيى بن شرف النووي في شرحه لصحيح مسلم
٤. الامام محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله في لوائح الأنوار السنية ولواقح الافكار السنية
٥. فقيه الحنابلة في عصره مرعي بن يوسف الكرمي في تحقيق البرهان
٦. الفقيه الحنبلي محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي في المطلع على أبواب المقنع

التقسيم الثالث: بدعة لغوية وبدعة شرعية
وبه قال جمهور الفقهاء والمحدثين وعليه بني التقسيم السابق

التقسيم الرابع: بدعة حقيقية و بدعة إضافية
بمعنى ان البدعة الإضافية ليست بدعة حقيقية من حيث ان لها أصل
ولكنها بدعة من حيث ان صورتها محدثة
وقال به الامام الشاطبي في الاعتصام
وبعد كلام هؤلاء الأئمة الكبار من السلف والخلف لم يبق مجال لترك ما اجتمعوا عليه من فهم لحديث (كل بدعة ضلاله) لنأخذ بتفرد اختاره بعض العلماء أو بفهم انتشر بين المعاصرين


عن صفحةالحبيب علي الجفري