من تاريخ قبيلة العقيدات الزبيديه
 

قبيلةالعقيدات النجدية ، القحطانية ، الزبيديه ، قد نزحت هذه القبيلة الكبيرة من ديارها جنوب غرب حائل _ منطقة ((عقدة)) إثر قحط تلك الديار في منتصف العقد السابع عشر الميلادي ، ونزلت وادي الفرات حيث دخلت في صراعات مع القبائل التي سبقتها في الوصول إلى تلك المنطقة مثل الجبور ،والدليم ، والجحيش ، فأعادتهم إلى وسط الفرات بعد معارك عديدة ، وحروب متقطعة كانت الغلبة فيها لفرسان العقيدات الذين ضموا عليهم فيما بعد بعض الفرق الصغيرة التي تخلفت عن اللحاق بقبائلها المذكورة , وأصبحت العقيدات تسيطر على أغلب مناطق ضفاف جنوب الفرات ووسطه ووديانه ، وروافده ، وخصوصآ مناطق الميادين ، وابو كمال ، والخابور ، وتلة حمد الشمالية . وقد وصل قسم كبير منهم إلى بادية حلب ، وحماه في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي ؛ إذ دخلوا تحت وصاية قبيلة الموالي ،ثم انتفضوا عليها واستظهروا القوى هناك فحاربوا الجبور ((الشيخ محمد بن امين الملحم )) وابعدوه وعشيرته عن محافظة دير الزور حاليآ.

هذا ويقول المستشرق (تيرييه ) أن قبيلة العقيدات تنحدر جميعأ من أسرة واحدة

وذكر البارون أوبنهايم في كتابه ((البدو)) قال:
يمثل العقيدات ,سكان الفرات الأوسط , أكبر قبيلة في بلاد الرافدين، وهم الى هذا ميالون جدآ إلى الحرب , ومحاربون أشداء , وسعوا منطقتهم عبر حروب متواصلة , ودافعوا عن حريتهم ببسالة , ضد الاتراك أول الأمر , ثم ضد الإنكليز والفرنسيين أخيرآ .

بدأ العقيدات توسييع منطقتهم بعد عام 1750 بفترة قصيرة ,فطردوا الجبور من ميادين الخابور , وأقسام البقارة والبو شعبان من دير الزور الى حلب , وبلغوا خلال مئة عام حدودهم الحالية : تل الشيخ حمد على الخابور حيث تماسهم مع الجبور , والتبني على ضفة الفرات اليمنى , والحويجة الواقعة إلى الجنوب على الضفة اليسرى , حيث يجاورهم السبخة والبقارة ، والى مدينة البوكمال والسويعية على الحدود العراقية حيث يجاورهم الدليم .
وما إن انتهت من معاركها مع القبائل المجاورة , حتى اصطدمت العقيدات بالحكومة , التي عززت في بداية الستينات مواقعها على الفرات ببناء المعسكرات , ورفع دير الزور إداريآ إلى مرتبة سنجق (لواء) , الأمر الذي اجبر حكامها على خوض معارك عنيفة مع البدو , استمرت الى عام 1876 , غير ان انفجار الحرب العالمية الأولى أطلق أيدي القبائل من جديد .
تحولت منطقة دير الزور الى ميدان اضطرابات في عام 1919 . وفي هذه الا ضطرابات لعبت العقيدات دورآ رئيسآ فيها تحت قيادة رمضان باشا شلاش العقيدي من البو ذياب من البوسرايا , حيث كان ضابطآ في الجيش التركي , لكنه التحق خلال حصار المدينة بقوات الشريف حسين , وانضم إلى جمعية (( العهد العراقي )) التي ضمنت ضباطآ وموظفين ولدوا في بلاد الرافدين , حتى أعلن الملك فيصل حكومته الوطنية بدمشق , بعد دخول القوات الحليفة إليها ظهر رمضان مطلع 1919, وبتكليف من جمعية (( العهد العراقي )) قام الضابط رمضان باشا شلاش بتحريض قبيلة العقيدات و القبائل الأخرى في المنطقة على أن يضم سنجق دير الزور الى الدولة السورية الجديدة , وبينما كان الملك فيصل يقيم في باريس من أجل التفاوض مع القوات الحليفة , كانت هذه القوات تتفاوض على تقسيم البلاد التي كانت خاضعة للحكم التركي فيما بينها , وتلقى الضابط رمضان شلاش الآمر باحتلال مدينة دير الزور , فدخلها مع قبيلة العقيدات يوم 11 كانون الاول سنة 1919م ,وكان في دير الزور انذاك قوات من الانكليز وعدد من العرب الذين اشترى الانكليز ضمائرهم بالمال فأسروا وأبعدوا الى مابعد منطقة عشيرة البو جمال (كمال ) , وفي ذلك الوقت اتفقت الحكومة الفرنسية مع الحكومة الإنكليزيه على اعتبار نهر الخابور خط حدود فاصل بين منطقتي مصالحهما,وهذا الاتفاق قسم منطقة قبيلة العقيدات الى قسمين ’ الأمر الذي جعل قبيلة العقيدات تشن هجوبآ على البوكمال كان من نتيجته احتلال الانكليز الصالحية الواقعة صعودآ على مجرى النهر وهي في طريق البوكمال الميادين , وفي شهر شباط من عام 1920م اجتاحت العقيدات البوكمال للمرة الثانية , وعلى أثره تم الا تفاق مع الحكومة الفيصلية ولجنة إنكليزيه في 5 أيار من العام نفسه على رسم الحدود التي تمر على بعد ثمانية كيلو مترات جنوب مدينة البوكمال حسب رغبة قبيلة العقيدات .