منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن التاريخ (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=23)
-   -   دموع صلاح الدين (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=3959)

عبدالقادر حمود 09-28-2009 02:26 PM

دموع صلاح الدين
 
:extra148:


مواقف إسلامية


دموع صلاح الدين

حظي صلاح الدين الأيوبي بجانب كبير من القصص الإنسانية التي سردتها كتب التاريخ، بسبب قدرته الفائقة على الجمع بين الصلابة والرأفة، والحنكة والعدل. وقد أظهر هذا البعد عبقريته النادرة في المعارك وحسن إدارتها وجني ثمارها. وذكرت “موسوعة الأسرة المسلمة” أنه كان ذات يوم سائراً في بعض طرقات مدينة بيت المقدس فقابله شيخ مسيحي كبير السن، يعلق صليباً ذهبياً في رقبته وقال له: أيها القائد العظيم لقد كتب لك النصر على أعدائك، فلماذا لم تنتقم منهم، وتفعل معهم مثل ما فعلوا معك؟. فقد قتلوا نساءكم وأطفالكم وشيوخكم عندما غزوا بيت المقدس، فقال له صلاح الدين: أيها الشيخ يمنعني من ذلك ديني الذي يأمرني بالرحمة بالضعفاء، ويحرم عليّ قتل الأطفال والشيوخ والنساء، فقال له الشيخ: وهل دينكم يمنعكم من الانتقام من قوم أذاقوكم سوء العذاب؟

فأجابه صلاح الدين: نعم.. إن ديننا يأمرنا بالعفو والإحسان، وأن نقابل السيئة بالحسنة، وأن نكون أوفياء بعهودنا، وأن نصفح عند المقدرة عمن أذنب.. فقال الشيخ: نعم الدين دينكم وإني أحمد الله على أن هداني في أيامي الأخيرة إلى الدين الحق، ثم سأل: وماذا يفعل من يريد الدخول في دينكم؟ فأجابه صلاح الدين: يؤمن بأن الله واحد لا شريك له، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، ويفعل ما أمر الله به، ويبتعد عما نهى الله عنه، وأسلم الرجل وحسن إسلامه.

الأم المفجوعة

في فجر أحد الأيام شق الفضاء صوت امرأة تنادي على ولدها الذي كان إلى جوارها، وهز هذا كل من في معسكر المسلمين وأقبل بعضهم على هذه المرأة يسألونها ماذا حل بها؟ فقالت، فقدت ولدي الرضيع وكان نائما إلى جواري. فأجابها أحد الجنود بئس المرأة أنت هذا أهون ما تلاقين على هذه الأرض، اشكري الله لأنهم لم يخطفوك مع صغيرك. التفتت المرأة وتسمر الغضب في وجهها وقالت ويحك ماذا تقول ألهذا أخرجتمونا من ديارنا؟ لماذا لم تقولوا لنا إن المسلمين يخطفون الأطفال؟ ثم هدأت المرأة قليلاً، ولكن عاطفتها ظلت في بركان لايهدأ. وتركها الجندي وهو يودعها بضحكة ساخرة: يبدو أنك لاتعرفين الحرب ومخاطرها. وبقيت تردد كلمات الحزن والألم والندم، حتى ناداها جندي من بين صفوف المسلمين وقال لها هناك شخص واحد يرده عليك إنه صلاح الدين.

قالت: صلاح الدين أمير المسلمين؟ إنه هو الذي اختطف ولدي، فكيف يرده؟. قال لها إنني أعرف خلقه فهو أشرف محارب رأيناه على وجه الأرض، قاس على المقاتلين ولكنه رؤوف بالنساء والأطفال، فردت عليه قائلة كيف أصل إليه وهل أنت واثق أنه سيرد علي طفلي؟ أجابها: إن كان صغيرك حياً أو ميتاً فإنه سيرده عليك، قالت وقد غلبت عليها اللهفة: إذاً دعوني أذهب إليه وسأذكره بأطفاله، سيراني أماً مفجوعة بطفلها. ومشت المرأة وحددت هدفها في ملاقاة القائد صلاح الدين. وعندما وصلت إليه ارتمت على حوافر فرسه مستغيثة.. فصاح بها: يا هذه انهضي فالسجود لله. قالت له، وقد أعاد إليها صوته الرحيم هدوءها ولدي طفل رضيع، كان ينام على ذراعي فانتبهت فلم أجده، سألت عنه فقالوا إن رجال صلاح الدين قد اختطفوه، فقال لها: اهدئي أيتها المرأة سيعود إليك الآن ونادى القائد بمن حوله، وطلب إليهم أن يأتوه بالطفل حيث كان، قبل أن يبرح المكان.

“لسنا وحوشاً”

يقول الباحث سالم البحر في دراسته “دمعة صلاح الدين”: ظل القائد واقفاً والأم المسكينة ساكنة إلى ظله، ويده لاتزال على مقبض سيفه بينما راح بعض أتباعه يبحثون عن الطفل، وما هي إلا لحظات حتى أتوا به يحملونه على أكفهم وقدموه لأمه التي أجهشت بالبكاء. قال لها صلاح الدين: والآن بماذا تفتدينه؟ قالت الأم: بنفسي بكل شيء.. فسألها: وأين أبوه؟ أجابته: لقد قتل في معركة حطين فهز رأسه وقال لها: لن نطلب شيئاً خذيه، ولا تربيه على بغضنا، لسنا هنا وحوشاً ولا شاربين للدماء، إن لنا عواطفنا التي تشعر بالإنسانية والتفت إلى بعض الأتباع وأوصاهم بها:انطلقوا معها لحمايتها حتى تصلوا إلى حدود قومها ودافعوا عنها كما تدافعون عن نساء صلاح الدين إنها أم قبل أن تكون عدوة، والأمومة لا تعرف الحدود. وقدم لها أحد الجنود فرسه فركبته هي وولدها وراحت تشكره ودموعها تسيل بينما استقرت نفس صلاح الدين لهذه الرحمة التي فاض بها قلبه، وقال لها: اشكري رحمة الله التي فتحت قلوبنا. وهنا هزت يده اليمنى مقبض سيفه الذي خرج من غمده مشيراً لجنده نحو الغرب، بينما راحت يده اليسرى تمسح تلك الدمعة التي غلبته، فلم تبق عين لمحت هذه الدمعة إلا وسالت دموعها تأثراً بدمعة صلاح الدين. ومشت الأم عائدة وهي تشعر بحنان خفي تجاه هذه الأرض، وتتمنى أن يطول الطريق بها مادام صغيرها معها. وناداها الحرس: الآن تستطيعين أن تبلغي مأمنك وحدك إن مهمتنا قد انتهت. ولكن الأم وقفت، ثم التفتت إليهم وقالت: أمجبرة على الرجوع إلى قومي. أجابها الحارس: ولكننا ننفذ رغبتك. فقالت له: إنني عائدة إلى أرضكم لن أعود إلى قومي، إن المكان الذي ينبت الرحمة هو مكان قلبي حيث تكون الإنسانية مكرمة. وهنا أدارت رأس الجواد ليعود بها نحو مضارب أعدائها.

عندما استطاعت أن تقابل صلاح الدين بعد فتحه بيت المقدس، ابتسم لها وقال: لقد عرفت أنك لابد عائدة إلينا، والآن ماذا تريدين؟ فقالت: هل يأذن لي الأمير أن أفي نذري الذي خرجت لأجله من أرضي؟ سألها صلاح الدين: وما هو النذر؟ لعل تعاليم ديني لا تجيزه. فقالت: لقد نذرت أنني متى خرجت من ديار أهلي أن أعيش وأموت بجوار قبر المسيح عليه السلام. فقال لها: إننا تركنا لكل مخلوق حرية عبادته، اذهبي إلى أي كنيسة من كنائس بيت المقدس، فأنت آمنة فيها حتى يأتيك أجلك الموعود.

بنت الاسلام 09-28-2009 07:35 PM

رد: دموع صلاح الدين
 
اين حكام اليوم من صلاح الدين

مو ضوع قيم اخى الكريم جعله الله فى موازين حسناتك

سيكون الموضوع ذات جدوى أكثر اذا تم توثيقه و نقل لنادى التاريخ

تحياتى وتقديرى

كامل 09-29-2009 12:07 PM

رد: دموع صلاح الدين
 
الله يوفقك امين

عبدالقادر حمود 09-29-2009 05:35 PM

رد: دموع صلاح الدين
 
تم نقل الموضوع

بورك مروركم العطر

الموضوع الاصلي

ابوعبدالله 09-30-2009 02:34 AM

رد: دموع صلاح الدين
 
:extra141:

شكرا لكم

عبدالقادر حمود 09-30-2009 11:29 PM

رد: دموع صلاح الدين
 
مرحبا سيدي ابو عبدالله

المحب 12-03-2010 05:23 PM

رد: دموع صلاح الدين
 


هؤلاء هم الرجال حقا والأبطال صدقا

شكراً لكم سيدي الحسيني

وجزاكم الله خير الجزاء


عبدالقادر حمود 12-07-2010 03:54 PM

رد: دموع صلاح الدين
 
العفو سيدي الفاضل


الساعة الآن 03:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى