منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   القضاء والقدر والمشيئة (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=4134)

الفارس الجيلاني 11-10-2009 12:23 AM

القضاء والقدر والمشيئة
 
الحمد لله ذي القدرة والجلال والعظمة والصلاة والسلام على نبيه محمد المختار وعلى ءاله الأبرار وصحابته الأخيار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القرار .
أما بعد ...
يقول الله عز وجل :" إناكل شيء خلقناه بقدر " سورة القمر ءاية 49
اعلموا أرشدنا الله واياكم إلى كل خيرأن كل ما يدخل في الوجود إنما هو بمشيئة الله وقضاءه وقدره ، والقضاء هنا بمعنى الخلق ، وهو يأتي على وجوه منها :

1. القضاء بمعنى الخلق ، أي الإبراز من العدمإلى الوجود ، وذلك كقوله تعالى :" فقضاهن سبع سموات في يومين " سورة فصلت ءاية 21يعني خلقهن .



2.ويكون القضاء بمعنى التسليط والخلق كقوله تعالى :" فلما قضيناعليه الموت " سورة الإسراء ءاية4 بمعنى خلقنا وسلطنا عليه الموت .

3.


3.ويكون بمعنى الاخبار والاعلام كقوله تعالى ( وقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتسدن في الأرض مرتين ))يعني علمناهم واخبرناهم .



4.ويكون القضاء بمعنى الأمر قال الله تعالى :" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه " سورة الإسراء ءاية 23 .



5. وقد يكون القضاء بمعنى الحكم والالزام ، يقال قضى القاضي على فلان بكذا أيالزمه اياه وحكم به عليه .

وأما القدر فهو تدبير الأشياء على وجه مطابق لعلم الله الأزلي ، ومشيئته الأزلية فيوجدها في الوقت الذي علم أنها تكون فيه .

وقال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأكبر : قدرالأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا والآخرة شيء إلا بمشيئة الله وعلمه وقضائه وقدره .
فلا يحدث في العالم شيء إلا بمشيئته فما علم كونه أراد كونه في الوقت الذي يكون فيه ، وما علم أنه لا يكون لم يرد أن يكون ، فإرادة الله نافذة في جميع مراداته على حسب علمه بها .
إذن لا يجري في العالم إلا ما يريده الله تعالى ،ولا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن ولا يطيع طائع ولا يعصي عاص إلا بإرادة الله تعالى وقضائه ومشيئته .

قال الله تعالى : " ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والانس " سورة الأعراف ءاية 179 بينت الآية أن الله تعالى خلق من الجن والناس قوماً ليدخلوا النار ، والله سبحانه وتعالى أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ليظهر ما في استعداد العباد من الطوع والإباء ، فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة .

قال الله تعالى : " قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين " سورةالأنعام ءاية 149 أي ولكنه لم يشأ هداية هداية جميعكم ، وكان تعالى عالماً بعلمه الأزلي انهم لا يؤمنون فالعباد منساقون إلى فعل ما يصدر عنهم باختيارهم لا بالاكراه والجبر .
ولو لم يشأ تعالى عصيان العصاة وكفر الكافرين وطاعة المطيعين لما خلق الله الجنة والنار .
وفي الدر المنثور للسيوطي عن عمر بن عبد العزيز يقول : " لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق ابليس " .
يتبع

أبو أنور 11-10-2009 03:22 PM

رد: القضاء والقدر والمشيئة
 
واصل يا حبيب فنمكم نستفيد

ابو معاويه 11-11-2009 02:57 PM

رد: القضاء والقدر والمشيئة
 
الله لا يحرمنا من طلتك المفيده

الفارس الجيلاني 11-11-2009 04:28 PM

رد: القضاء والقدر والمشيئة
 
الحبيب ابو انور والحبيب الازوري جعلنا الله واياكم في الجنة في الفردوس الاعلى انه رحيم كريم

الفارس الجيلاني 11-11-2009 04:38 PM

رد: القضاء والقدر والمشيئة
 
ومن الأدلة أيضاً قوله تعالى :" ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً " سورة المائدة ءاية 41 وهذا نص في أنه أراد فتنة الكافر وإضلاله ويدل عليه أيضاً قوله تعالى :" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعا" سورة يونس ءاية 99 ، وقوله تعالى :" اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم " سورة المائدة ءاية 41 .
ويدل عليه أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : " السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه " اخرجه ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن مسعود في حديث طويل بلفظ :" إنما الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره " .

وقد ذكر العلماء ان الأمور على أربعة اقسام :
الأول : شيء شاءه الله وأمر به : وهو إيمان المؤمنين وطاعة الطائعين .
الثاني : شيء شاءه الله ولم يأمر به : وهو عصيان العصاة وكفر الكافرين
الثالث: أمر لم يشأه الله وأمر به : وهو الإيمان بالنسبة للكافرين ، امروا بالإيمان ولم يشأه لهم الله والله على بعلمه الأزلي أنهم لا يؤمنون ، وما علم انه لا يكون لم يرد ان يكون .
الرابع : امر لم يشأه الله ولم يأمر به : وهو الكفر بالنسبة للأنبياء والملائكة فإنهم معصومون من الكفر .

ومن كان مؤمنا بالقرءان الكريم فليقف عند قوله تعالى :" لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " سورة الأنبياء ءاية 23 .
وقولنا أن الله تعالى قضى وقدّر المعاصي معناه أنه خلقها وشاء حصولها ، ولا يجوز ان يكون المعنى انه أمر بالمعاصي او انه يحبها بدليل قوله تعالى :" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون "

ومن الأدلة على صحة هذا المعتقد قوله تعالى :" وما اصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله " سورة ءال عمران ءاية166 ، هذه الآية وردت فيما أصاب المسلمين يوم أحد من قبل الكفار من الضرر ، فقوله تعالى باذن الله أي بإرادته ومشيئته قلا يمكن للذين خالفوا أهل الحق ان يقولوا بأن معنى الآية أن الاذن هنا بمعنى أمر .
ولا يجرءون على القول أن أذى المشركين للمسلمين في تلك المعركة بإذن الله أي بأمر من الله ، ففي الآية دليل واضح أن المعاصي التي يفعلها العباد بمشيئة الله وإذنه أي ارادته .
وكذلك قوله تعالى :" وما هم بضارين من احد إلا بإذن الله " سورة البقرة ءاية 102 ، حيث اثبت الله تبارك وتعالى في هذه الآية أن سحر السحرة يضر بإذن الله ، فالاذن هنا لا يحتمل تفسيره بالأمر لأن الله لا يأمر بالمعاصي .
فيظهر صحة مذهب أهل الحق أن المعاصي واقعة بمشيئة الله وإرادته لا بأمره .
فينبغي التفريق بين الإرادة والأمر وهذا أمر قد يختلط على كثير من الناس .
وقال الإمام ابو بكر العربي ، وهو من الأئمة الأعلام :" من أعظم أصول الإيمان القدر فمن أنكره فقد كفر "

يتبع

الفارس الجيلاني 11-14-2009 12:15 PM

رد: القضاء والقدر والمشيئة
 
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " القدرية مجوس هذه الأمة " وروى محمد بن الحسنوالحارثي والأنصاري عن ابي حنيفة قال : حدثني نافع عن عبد الله بن عمر رضي اللهعنهما ، عنه عليه الصلاة والسلام :" يجيء قوم يقولون لا قدر فإذا لقيتموهم فلاتسلموا عليهم وإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوا جنازتهم فإنهم شيعةالدجال ومجوس هذه الأمة حق على الله ان يلحقهم بهم "

قال الإمام ابو حنيفةفي الوصية : فلو زعم احد ان تقدير الخير والشر من غيره تعالى صار كافراً بالله وبطلتوحيده "
وحديث ذم القدرية مشهور رواه ثمانية من الصحابة عمر وعبد الله بن عمروحذيفة بن اليمان وابن عباس وجابر وابو هريرة وسهل بن سعد وانس بن مالك . وخرجهعنهم ستة عشر نفساً بأكثر من عشرين طريقاً فرواه من حديث ابن عمر احمد وابو داودوالحاكم والطبراني والبيهقي والبخاري في التاريخ واللالكائي ، ورواه اللالكائي عنعمر وابن عباس واحمد وابو داود والطبراني والبيهقي والطيالسي والبزار عن حذيفة بناليمان وابن عساكر عن ابي هريرة والطبراني وابو نعيم عن انس .

واعلم اخيالمسلم ان مذهب اهل الحق هو أن اعمال العباد كلها مخلوقة لله ، قال الله عز وجل :" ذلكم الله ربكم خالق كل شي " سورة الأنعام ءاية 102 .فدخل فيه الأعيان والأفعال منالخير والشر .
وقال :" ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم ، قلالله خالق كل شي " سورة الرعد ءاية 16 فنفى وجود خالق غيره فلو كانت الأفعال غيرمخلوقة لكان الله سبحانه وتعالى خالق بعض الأشياء دون جميعها ، وهذا خلاف الآية .
ومعلوم أن الأفعال اكثر من الأعيان ، فلو كان الله خالق الأعيان ، والناسخالقي الأفعال لكان خلق الناس اكثر من خلقه ، ولكانوا أتم قوة منه ، تنزه الله عما يقول الظالمون .
قال الله تعالى :" والله خلقكم وما تعملون " سورةالصافات ءاية 96 . فأخبر أن اعمالهم مخلوقة لله عز وجل .

قال تعالى(( وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله))
سورة النساء/78


الساعة الآن 08:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى