منتدى الإحسان

منتدى الإحسان (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   أهوال الجحيم (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=2659)

نوح 03-18-2009 05:59 PM

أهوال الجحيم
 
إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها.وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه.بئس الشراب وساءت مرتفقا”(الكهف 29)
“وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم
لقاء يومكم هذا. قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين. قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين”(الزمر: 71-72).
وكما أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فكذلك جهنم وبئس المصير فيها من العذاب ما لا يخطر
على قلب بشر، وشتان ما بين نعيم الجنة وسعادة أصحاب الجنة، وبين عذاب النار وشقاء أصحاب النار، شتان ما بين خلود في النعيم وخلود في الجحيم.


معنى الخلود



والخلود في حد ذاته معنى لا يستطيع العقل البشري في الدنيا أن يستوعبه أو يتخيله، فلكل شيء في الدنيا بداية ونهاية، فللمكان نهاية وللزمان نهاية،
فالكون مثلاً لا نرى أبعاده السحيقة ولا نحيط بحدوده، ولكن العقل يحكم بأنه محدود، وذلك أن الكون مكون من كواكب ونجوم ومجرات وما بينها،
وكلها محدودة، وما تكون من محدود فهو محدود بالبديهة، ومثلاً آخر، حبات الرمل في الصحراء الكبرى، كم عددها؟ نقول: لا نهاية، ولكن الحقيقة
أن لها عدداً ولكن البحث عن قيمته يعتبر ضرباً من المستحيل، ولو تخيلنا حدود الزمن، فإن العقل لم يستطع تخيل الخلود، فبعد ألف سنة هناك
مليون سنة، ثم مليار، ثم... ثم... ويظل العقل يسأل عما بعد ذلك ولا ينتهي التساؤل ولا ينتهي الزمن، فالإنسان رهين الزمان ورهين المكان
في حياته الدنيا التي خلقه فيها الحق سبحانه وتعالى وجعله محدوداً في كل شيء مقيداً في كل شيء “نحن خلقناهم وشددنا أسرهم”(الإنسان 28).

وهكذا ينتقل الإنسان بأمر الله من المحدود في المكان وفي الزمان إلى المطلق في الزمان والمكان، من دنيا يذوق فيها السعادة ويذوق فيها الشقاء والألم،
إلى أخرى إما نعيم دائم وإما عذاب مقيم ولا ثالث لهما، وله أن يقرر مصيره الخالد بأعماله في الدنيا فقد بين له الخالق عز وجل كلا الطريقين
وهداه النجدين وجعله حراً في أن يختار أي النهجين ويسلك أي السبيلين ولا إجبار له بأي حال من الأحوال.


أسماء النار


وكما وصف لنا الحق تبارك وتعالى الجنة ونعيم الجنة وضرب لذلك الأمثال، كذلك وصف لنا النار وعذاب النار وضرب لذلك الأمثال.
وكما للجنة أسماء، فللنار أسماء فهي النار وهي الجحيم وهي السعير وهي سقر وهي جهنم وهي الهاوية وهي الحطمة نار الله الموقدة،
وهي منازل ودركات.ولكل اسم من أسماء النار معنى ومدلول ومفهوم يدل عليه ويشير إلى نوع من العذاب ودرجته من الشدة وقوة
الاحراق والتأثير المدمر في الأجساد وما تحدثه من رعب وإذلال ومهانة وألم لأصحاب النار الكفار الذين اتبعوا أهواءهم وشياطينهم
وكفروا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، الذين كذبوا بالنار والعذاب، فهاهم اليوم يرونها حقيقة ماثلة أمام أعينهم، بل هاهم يلقون
فيها لا حول لهم ولا قوة، ولا معين لهم ولا ناصر، ولا شفيع لهم ولا كفيل “يوم يدعّون إلى نار جهنم دعَّا، هذه النار التي كنتم
بها تكذبون، أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون” (الطور 13 - 15).
وهاهم يجأرون إلى الله مقربين بربوبيته طالبين رحمته، ولكن هيهات “ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم. ربنا ابصرنا
وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون” (السجدة 12). لقد نسوا الله ونسوا ما قاله الله على لسان رسله في الحياة الدنيا، وقول
الله حق “انهم إليها لا يرجعون”، فقد أتيحت لهم الفرصة فرفضوها ونبذوها “فإن يصبروا فالنار مثوى لهم. وإن يستعتبوا فماهم من المعتبين” (فصلت 24).


طبيعة خاصة

إن نار جهنم ذات طبيعة خاصة وصفات تتميز بها عما نعرفه عن النار في الدنيا، فنار الدنيا تحرق بإذن الله ولا تحرق بأمر الله، فقد ألقي فيها
إبراهيم عليه السلام فجاءها الأمر من الله سبحانه وتعالى “يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم” فلم تحرق ابراهيم عليه السلام، بل أكثر من
ذلك كانت برداً وسلاماً عليه، ولو ألقي أحد آخر مع ابراهيم عليه السلام في النار إلى جواره لأحرقته النار ولم تبق منه شيئاً كما فعلت
بما فيها من خشب وحطب، فماذا عن نار جهنم؟
إن نار جهنم ترى وتشعر وتنفعل غيظاً عندما ترى أصحابها أعداء الله من بعيد “إن جهنم كانت مرصادا، للطاغين مآبا، لابثين فيها أحقابا”
(النبأ 21 - 23) فهي ترصدهم من بعيد وتبحث عنهم وتنتظرهم بفارغ الصبر لتنفيذ أمر الله فيهم “إذا رأتهم من بعيد سمعوا لها تغيظاً
وزفيرا” (الفرقان 12) “إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور، تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير”
(الملك 7-8) كأنها كائن حي يراقب ويرصد ويغتاظ، فهل نيران الدنيا كذلك؟ بل إن لنار جهنم طبيعة أخرى وصفة أغرب من الخيال
“كلا لينبذن في الحطمة، وما أدراك ما الحطمة، نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، انها عليهم موصدة، في عمد ممددة” (الهمزة 4-9)
فهي ترى ما في النفوص والأمثلة وتطلع على ما يخفيه أصحابها من كفر ومن نفاق ومن سوء أفكار، هل رأيت الذهب حين يوضع في النار فتحرق
ما فيه من شوائب ومعادن أخرى ويخرج الذهب نقياً خالصاً؟ إن نار الآخرة تطلع على تلك الشوائب التي طرأت على ما في الأفئدة من فطرة
خلقها عليها، فيزداد غيظها ويتأجج لهبها ويشتد سعيرها وتشهق وتفور غيظاً.. إنها تتبع أعداء الله وتدعوهم وتشدهم إليها لينالوا حظهم الذي يستحقونه
من العذاب “كلا إنها لظى، نزاعة للشوى، تدعو من أدبر وتولى، وجمع فأوعى” (المعارج 15-18).


دورات العذاب

إنها نار مدمرة لا تبقي على شيء بأمر الله سبحانه وتعالى “كلا إنها لظى، نزاعة للشوى” (المعارج 15-16) “وما أدراك ما سقر، لا تبقي
ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشرة” (المدثر 27-30). تلوح لهم وتدعوهم وتحيط بهم من كل مكان، من فوقهم ومن تحتهم لا يملكون
منها فكاكا “لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل. ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون” (الزمر 16) “يستعجلونك بالعذاب وإن
جهنم لمحيطة بالكافرين، يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون” (العنكبوت 54-55) “هذا وإن للطاغين
لشر مآب، جهنم يصلونها فبئس المهاد، هذا فليذوقوه حميم وغساق، وآخر من شكله أزواج” (ص 55-58) فأي مهاد هذا؟ والمهاد في الدنيا
للنوم وللراحة بعد تعب وعناء، فما بالك بمهاد من نار وحميم وغساق وأشكال متجددة من العذاب تتوالى من دون انقطاع وتزداد شدتها وفظاعتها
كل مرة، تلك هي جهنم، بئس المهاد.

نار الآخرة تشوي وتحرق وتدمر الجلد والبطون والوجوه، ولكن يعود كل ذلك من جديد كما كان لتبدأ دورة جديدة من العذاب، وهكذا من دون انقطاع،
وانظر الى تلك الصور من العذاب التي لا يمكن أن تحدث في الدنيا ولا يمكن تخيلها “فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق
رؤوسهم الحميم، يصهر به ما في بطونهم والجلود، ولهم مقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق”
(الحج 19-22) فملابس من نار، كيف ذلك؟ ومقامع من حديد في النار، ويصب عليهم ذلك المعدن المصهور الذي يصهر أجسادهم من الخارج
ومن الداخل، يحترق الجلد وتشوى الوجوه وتنصهر الأمعاء وتحترق “إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا
غيرها ليذوقوا العذاب. إن الله كان عزيزا حكيما” (النساء 56) فتخيل كيف يحترق الجلد كله وينضج من دون أن يموت الشخص المحترق؟
إن ذلك مستحيل في الحياة الدنيا فحتى لو احترق ثلث مساحة الجلد فإن ذلك يؤدي إلى صدمة تنتهي بموت المصاب، ولكن في الجحيم شيء آخر،
فلا موت هناك، فقد انتهى الموت وكما يقول الحديث الشريف إنه يؤتى بالموت على هيئة كبش بين الجنة والنار فيذبح ثم ينادي مناد: يا أهل
الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت فتزداد سعادة أهل الجنة وتزداد تعاسة أهل النار وعذابها. “واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد،
من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد، يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ” (ابراهيم 15-17)
“والذين كفروا لهم عذاب جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور” (فاطر 36).


عطش وجوع

وعلى النقيض من أصحاب الجنة، فإن أصحاب النار يعطشون ويجوعون، فيطلبون الشراب والطعام، فماذا يكون شرابهم وطعامهم؟ “إنا اعتدنا للظالمين
نارا أحاط بهم سرادقها. وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه. بئس الشراب وساءت مرتفقا” (الكهف 29) ماء او شيء كالماء
شديد الحرارة يصهر ويشوي جلد الرأس والوجه من شدة حرارته وينزل الى الجوف فيشوي الأمعاء ويدمرها تدميرا، عذاب يتبعه عذاب لا مثيله
له “وجوه يومئذ خاشعة، عاملة ناصبة، تصلى نارا حامية، تسقى من عين آنية، ليس لهم طعام إلا من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع”
(الغاشية 2-7) تعب جهد ونصب في نار حامية وطعام في غاية السوء لا يغني شيئاً ولا يسد رمقا. طعام لا يمكن تصوره وانظر مثله
في القرآن الكريم “إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون، كغلي الحميم” (الدخان 43-46) فهل تخيل أحدكم أن يشرب
ماء يغلي؟ بل معدناً منصهراً منتن الرائحة يغلي في فمه وفي جوفه فيقطع أمعاءه، فما هي شجرة الزقوم هذه؟ “إنها شجرة تخرج في أصل
الجحيم، طلعها كأنه رؤوس الشياطين، فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون، ثم إن عليها لشوبا من حميم” (الصافات 64-67) تخيل شجرة
تنبت في النار الموقدة ولا تحترق، وتخيل ثمرها كرؤوس الشياطن، وتلك صورة بشعة، فإذا طلب منا تخيل رؤوس الشياطين فسوف يستحضر
كل منا أبشع وأقذر ما لديه من خيال، تلك هي ثمار الزقوم طعام أهل النار.


[read]وقود متجدد[/read]



ذلك بعض ما يصورها لنا القرآن الكريم عن النار وأهل النار، خلود في العذاب، وندم وصراخ وتوسلات، ولا مجيب ولا معين فكأنهم صاروا جزءاً
من النار، حطب لها ووقود لها “إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون” (الأنبياء 98) “وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا”
(الجن 15) وقود لا يفنى بالاحتراق ولا يتحول إلى نار وحرارة ودخان، وقود يتجدد كلما احترق، وقود يتعذب ويصرخ ويستجير ولا مجير، ولا
مهرب فهي عليهم مؤصدة وهي لهم بالمرصاد، تحيطهم من كل مكان “إنها ترمي بشرر كالقصر، كأنه جمالة صفر” (المرسلات 33) “عليها
ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون” (التحريم 6).
وهكذا مثل النار دار الخلد لأعداء الله يحشرون حولها جثيا، ويسحبون على وجوههم إليها، مقرنين في الأصفاد والأغلال والسلاسل، لا أحد ينظر إليهم
أو يسمع دعاءهم أو توسلاتهم “ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك. قال إنكم ماكثون” (الزخرف 77) “وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا
ربكم يخفف عنا يوما من العذاب، قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات. قالوا بلى. قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال” (غافر 49-50).
هذه جهنم التي تسع الناس جميعاً، مليارات من البشر ولا تكتفي طالما ظل هناك كافر متكبر. وصدق الله العظيم “يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد” (ق 30).


جريدة الخليج

هاجر 03-19-2009 12:59 PM

رد: أهوال الجحيم
 
وكما وصف لنا الحق تبارك وتعالى الجنة ونعيم الجنة وضرب لذلك الأمثال، كذلك وصف لنا النار وعذاب النار وضرب لذلك الأمثال.

طيبه 03-19-2009 05:34 PM

رد: أهوال الجحيم
 
ذلك بعض ما يصورها لنا القرآن الكريم عن النار وأهل النار، خلود في العذاب، وندم وصراخ وتوسلات، ولا مجيب ولا معين فكأنهم صاروا جزءاً


الساعة الآن 09:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى