معاملة في غاية العظمة
 

كان الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه يعاني من سوء معاملة زوجته... لدرجة كان هو من يغسل الثياب ويكنس البيت ويخرج الزبالة إلى الشارع وكان ينظف المرحاض ويطبخ لها حتى الطعام ورغم ذلك كله كانت تضربه بحداء لها من الجلد... فلما لم يطق أذاها ونفذ منه الصبر على ذلك فر منها إلى البرية ليتفرغ إلى الله ويعبده بسلام... فبينما هو يمشي في أرض قفراء رأى من بعيد أناسا يتعبدون فرغب أبو يزيد أن يعيش بقية عمره معهم... ولكنه تسائل في قلبه لما كان المكان قفارا من أين يأكل هؤلاء ويشربون؟؟؟ ولكي يعرف كيف ذلك اقترب منهم واختبأ خلفهم وظل يراقبهم وهم لا يشعرون ليعرف كيف ومن أين يحصلون على الطعام والشراب؟؟؟ فرأى سيدنا أبو يزيد رجلا منهم يصعد إلى مرتفع من الجبل الذي كانوا فيه ويصلي ركعتين ثم يطلب من الله الطعام والشراب قائلا اللهم ببركة صبر أبي يزيد البسطامي على زوجته أكرمنا برزق من فضلك يا رب... فإذا بطعام شهي نزل به ملك من السماء أخذه الرجل ودهب به إلى أصحابه... كان أبو يزيد يسمع ويرى كل هذا فقال في نفسه : الناس تتقرب إلى الله بصبري على زوجتي وأنا هارب منها ؟؟؟ لأرجعن... فعاد أبو يزيد إلى بيته مستعدا لأن تفعل به زوجته أضعاف ما كانت تفعل به... لكنه لما دخل عليها فاجأته بالترحيب والبشاشة فلما سألها عن سبب التحول إلى هذه المعاملة الرحيمة قالت له : يا سيدي أبا يزيد إن سر الله قد انكشف فعلم أبو يزيد أنها كانت مأمورة فازداد معرفة بأمور الله.

رد: معاملة في غاية العظمة
 

السلام عليكم
موضوع قيم اخى الكريم ولكن من يستطيع ان يتحمل مثل هذا الان وروعتها تكمن فيما تحمله من مواعظ وعبر
نحن الان فى زمن فيه من يتمسك بدينه كمن يمسك بيديه جمره من النار ومن يتسامح ويتحلى بالصبر ينعت دائما بالضعف

دمت لنا اخى الفاضل وجزاك الله خيرا وتكرم علينا دائما بمواضيع مثل هذا الموضوع جعله الله فى ميزان حسناتك



:big2:

رد: معاملة في غاية العظمة
 

نعم صدقت ينعت بالضعف من قبل الناس ولكنه امام المولى ينعت بالسمح الحليم ومن تحلى بالسماحة ابتغاء وجه الله فان الله مؤيده وناصره امام خاذليه وهذه قصة الصديق رضي الله عنه ولنا فيها عبر00شتم إعرابي أبا بكر الصديق رضي الله عنه في حضرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأبو بكر ساكت ولما لم يسكت الرجل اخذ أبو بكر يرد عليه , فقام الرسول من المجلس , فقال أبو بكر لرسول الله :

لم قمت حين أخذت أرد على الرجل ؟ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام:

" يا أبا بكر لما سكت كان هناك ملك يدافع عنك فلما ابتدأت تنصف نفسك ذهب الملك وجاء الشيطان , ولم أكن لأجلس في مجلس فيه الشيطان
00

رد: معاملة في غاية العظمة
 

نعم صدقت اخى الكريم فقد كانت امى رحمها الله تروى لى هذا الحديث دائما وتقول لى بنطق لسانها " يا بنتى فى باب من ابواب الجنه بينفتح ومبيد خلهوش ( يعنى لا يدخله ) إلا من سمع شتمته بودنه وعمل اطروش " وكانت دائما تقول لى ان الضعيف هو من يستسلم للشيطان وان الضعيف فى الدنيا امام الناس هو ا لقوى فى الاخره امام الله والضعف امام الناس اهون بكثير من الضعف امام الشيطان وغضب الله علينا ولكن من يستطيع ادراك هذا الان

سلمت يداك اخى الفاضل وجعلك من اقوياء فى الاخره

رد: معاملة في غاية العظمة
 

رد: معاملة في غاية العظمة
 

:big2:
سلمت يداك اخى الفاضل وجعلك من اقوياء فى الاخره

دمت لنا اخى الفاضل وجزاك الله خيرا وتكرم علينا دائما بمواضيع مثل هذا الموضوع جعله الله فى ميزان حسناتك

رد: معاملة في غاية العظمة
 

شكرا لمروركم

رد: معاملة في غاية العظمة
 

رحم الله سيدنا ابو يزيد البسطامي

هؤلاء رجال

رد: معاملة في غاية العظمة
 

اللهم انفعنا ببركاتهم

رد: معاملة في غاية العظمة
 

لله في خلقه رجال اختصهم بمزيد عنايته , وجبل قلوبهم على محبته , فهم اولياؤه واصفيائه وهم ضنائنه بين عباده , فأرواحهم تقتات بذكره ومشاعرهم تهفوا الى مناجاته , أولئك الذين سبقت لهم منا الحسنى قال لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
من هؤلاء الأولياء العارفين والخواص الواصلين الغوث الأكبر والقطب الأشهر والكبريت الأحمر سيدي أبو يزيد البسطامي . قمة علياء من قمم التصوف الإسلامي وذروة شامخة من ذرى المعرفة والتحقيق الرباني .
رجل استغرق حب الله كل ذرة في كيانه فهام في حب الله عابدا زاهدا متشرعا متحققا سابحا في النور الإلهي .
لقد وزن الدنيا بالميزان الإلهي فلم تعدل عنده جناح بعوضة فتركها لأهلها ومضى الى الله فأمضى حياته على بساط العبودية مع الراكعين الساجدين ولطلاب الحقيقة كان منهلا للواردين .