منتديات البوحسن - "إزرع" محطة تلاقي الحضارات

تتبع درعا السورية وبناها ملك عربي قديماً
الأحد 14 جمادى الأولى 1432
دمشق - “الخليج”:
http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall.../13/151057.jpg

مدينة كنعانية قديمة وعريقة مختلفة كل الاختلاف عما عداها من مدن أخرى ضاربة في التاريخ . . تقع في إقليم حوران، وإدارياً تتبع محافظة درعا، وتبعد 80 كيلو متراً عن العاصمة السورية دمشق .

إنها مدينة “إزرع” التي عرفت تاريخياً بمناعتها وتحصينها وذلك لطبيعتها الصخرية المرتفعة، ما ساعدها على التصدي لمختلف صنوف المطامع في القدم .

شبهها كثير من المؤرخين بالجزيرة في بحر، وذلك لوقوعها كواحة بين أربع جهات تفتقد ما تحظى به هي . فيها آثار يونانية، رومانية ومن ثم إسلامية، ومئات الشواهد ما تزال حاضرة إلى يومنا هذا .

بنيت المدينة على يد ملك عربي قديم اسمه “زرابيوس”، وكان اسمها في البداية “زرابيا” ليصبح فيما بعد “زورافا” ثم “إذرح”، قبل أن تأخذ اسمها الحالي “إزرع”، في العصور المتقدمة .

ولعل ما يميز هذه البلدة تلاقي الحضارات فيها على نحو غير مشهود في بلدات ومدن أخرى، فيكفي أن ينظر الرائي إلى موقع الجامع العمري فيها الذي بني في عهد الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بين كنيستين، ليتأكد من أن “إزرع” بلدة ضاربة في عمق التاريخ، آخذة من كل الحضارات، متنوعة إلى الحد الذي يسمح بالحوار بين أبنائها مختلفي الأديان .

بني الجامع العمري الكبير في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الفترة الواقعة ما بين 13 و23 للهجرة، وقد حافظ على وجوده برغم ما عاناه وواجهه من إهمال وتخريب طوال العهود التي تلت سيطرة الإسلام على العالم، حاله حال مختلف الأوابد السورية والعربية .

وفي العام 2005 كشفت التنقيبات في المسجد عن دينار ذهبي يعود إلى الخليفة العباسي المعتصم بالله، تاريخياً، إلى العام 224 للهجرة .

المسجد بشكله الحالي مكون من رواقين شمالي وجنوبي، الجنوبي هو حرم الجامع، والمصلى مستطيل الشكل محمول على صفين من الأعمدة التي تحمل في أعلاها أقواساً حجرية مقنطرة (خمسة أقواس في كل صف) تحمل سقفاً حجرياً من الربد، يتوسط المصلى محراب، وللمصلى أيضاً مدخلان أحدهما من الجنوب بالقرب من المحراب والآخر في الجدار الغربي، وفي طرف الواجهة الجنوبية والغربية من البناء يوجد حجران يحملان كتابات إسلامية وآيات قرآنية، سطح هذا البناء في طرفه الغربي متهدم، وكذلك يوجد تصدع في الجدار لجهة الجنوب، أما الرواق الشمالي فله مدخلان يفتحان على صحن الجامع وهو يناظر البناء الجنوبي وسقفه محمول على أعمدة مقنطرة وهو من الربد وبحالة جيدة . هذان الرواقان المصلى الجنوبي والشمالي يحصران بينهما صحن الجامع الذي تتوسطه أكوام من الحجارة المتهدمة والتي تحوي بعض الأعمدة والتيجان . أما جهة الشرق فيقوم جدار الجامع الذي يرتفع في قسمه الجنوبي إلى موازاة ارتفاع سطح الجامع، أما من الطرف الغربي الخارجي فهو مسوّر منذ عدة سنوات بسور حديدي وضعته دائرة الآثار في درعا .

ويحتاج الجامع إلى أعمال تنقيب وترميم وصيانة كونه تعرض لأعمال الهدم والتخريب، كما حدث لمئذنته الواقعة إلى الغرب منه على محور الشارع زمن الاحتلال الفرنسي، لكن للأسف دمرت تحت حجج ومسوغات واهية .

عشرات المواقع الأثرية والتاريخية والدينية في “إزرع” لعلها تختصر بالظاهر منها على النحو التالي:

مقام لرابعة العدوية المرأة الصالحة ويقع شرقي البلدة .

موقع الطينفوس، وهو قبر لأحد الصالحين ويقع شرقي البلدة .

موقع أبو عيشة، وهو مدفن إسلامي قديم وسط البلدة .

مقام الشيخ عطا الله وهو وقف إسلامي فيه قبر لأحد الأولياء الصالحين، ويقع وسط البلدة قرب الساحة القديمة، وقد قامت البلدية بإزالته في وقت سابق .

الجامع العمري الصغير ومساحته 65 متراً مربعاً، وكان يستخدم لتعليم أبناء البلدة القراءة والكتابة والقرآن الكريم على يد شيخ البلدة سليم الشوحة، أبو عبدالقادر .

الجامع العمري الكبير ويقع في الجهة الشرقية للبلدة، ويتوسط كنيستين هما “مارجورجيوس” و”مار الياس” واللتين تعدان من أقدم كنائس العالم .

جامع البركة، وهو جامع الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، ويقع في الغرب من البلدة على حافة بركة إزرع الشمالية .

مدفن إسلامي قديم، ويقع أمام بيت القاضي الشرعي للبلدة قديماً الشيخ حسين العمري من جهة الغرب، وأمام بيت الشيخ عواد سليم العبيد من الجنوب مع وجود مقام لأحد الصالحين .

مدفن إسلامي قديم قريب من كنيسة الخضر غرباً وشمالاً وشرقاً .

مدفن إسلامي قديم قريب من بيوت آل القلاب .

مقام وقبر لأحد الصالحين شرقاً بالقرب من بركة إزرع، وقد أزيل من قبل البلدية في وقت سابق .

زاوية أو ركن . . كانت في السابق باباً حجرياً يدعى بالحلس تابعة للجامع العمري الكبير أزيلت لحساب توسيعات في البلدة وتسييج لمعبد آخر .

مدفن إسلامي قديم شمال جادة إزرع المحطة .

مدفن إسلامي قديم تم بيعه سابقاً “لآل الغريب” في إزرع البلدة الشرقية، ويقع شرق الجامع العمري الكبير.

حجر منحوت على شكل جرن كان يستخدم كمكان وضوء للمصلين في الجامع العمري الكبير، وهو موجود في بيت سليمان حبيب نصير .

مقامات وقبور لرجال هم أولياء صالحين في الإسلام، وهي: قبر “الحلقي” وهو مزار يقع في دار “آل الحلقي” بالبلدة القديمة، وقبر “الصباغ” وهو مزار يقع في دار “محمد مرعي العبيد” بالبلدة القديمة، وقبر “الصياد” وهو مزار يقع في دار “بدري القلاب”، وقبر “شفيع” وهو مزار أيضاً يقع في محيط مستقل كوقف، وقبر “سعد الدين الجباوي” في دار “الطافوري”.