منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن وادي الفرات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=79)
-   -   عرب الجاهلية (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=6848)

عبدالقادر حمود 09-19-2011 07:07 AM

عرب الجاهلية
 




للأسف هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين بأن العصر الجاهلي هو مجرد عصر حروب بين القبائل العربية، وأن العرب مجموعة قبائل من قطاع طرق الصعاليك يسْبون ويغزون بعضهم بعضاً!

التاريخ يقول إن العرب كانت لديهم عادات جاهلية وعصبيات قبلية إلا أنهم أصحاب قيم نبيلة من إغاثة الملهوف، وحفظ الجار، وإكرام الضيف والشهامة وغيرها من الأخلاق السامية.

وقد عكس الأدب الجاهلي من شعر ونثر القيم الأخلاقية التي تمتع بها العرب، والتي بنى الإسلام عليها، مثلما نبذ عاداتهم الجاهلية من وأد البنات، والعصبية الجاهلية..




لقد ربى العرب الأوائل في الجاهليّة أبناءهم تربية فاضلة وأوصوا أبناءهم بالحفاظ على القيم النبيلة، فدعوا أبناءهم إلى صحبة الأخيار، مدركين بذلك أثر ذلك في تربية الخلُق، وتقويم النّفس، فالإنسان مولع بالتّقليد، يقلّدهم في الخُلُق، ويتخلّق بأخلاقهم، فمعاشرة الرّجل الكريم تُلقي في نفس الإنسان المروءة والنّخوة، لذا يأمر الأبُ ابنه بأن يلزم صداقة الكرام، وأنْ يشرب بكأسهم، ولو شربوا به سُمّا، وأن يكون وَصولا لهم وَدودا، لأنّ في صداقتهم فضلاً له فيقول ذو الإصبع العدواني أحد حكماء العرب في الجاهليّة:
آخِ الكرامَ إن اسْتَطَعْـ ـــــــتَ إلى إِخائهمُ سبيلا

واشربْ بـكأسهم وإنْ شـربـوا بــه الـسمّ الـثّميلا

أَهِنَ اللّئامَ ولا تَكـــُنْ لإخــــــــــائهم جَملا ذَلولا

إِنّ الكرامَ إذا تـــــــُؤا خيهمْ وجــدتَ لهم فضولا

وَصِلِ الكرامَ وَكُنْ لِمَنْ تـــــــــــرجو مَوَدّته وَصولا

لقد عاش ذو الإصبع الحياة بحلوها ومرّها، وعرفها خيراً وشرّاً، وعُمِّر طويلاً حتّى ملّ الحياة، وعلم أنه مهما عاش فلا بُدّ من الموت، فَلْيتركْ لابنه خيراً ومأثرة وهدى، إذ أراده أن يكون سيّد قومه وحكيمهم، فشرع يوصيه: «يا بُنَيّ إنّ أباك قد فني وهو حيّ، وعاش حتّى سئم العيش، وإنّي موصيك بما إن حفظتَهُ، بلغْتَ في قومك ما بَلَغْتُهُ، فاحفظْ عنّي: أَلِنْ جانبك لقومك يحبّوك، وتواضَعْ لهم يرفعوك، وابسُطْ لهم وجهك يطيعوك، ولا تستأثرْ عليهم بشيء يسوّدوك، وأَكْرِمْ صغارهم كما تكرمُ كبارهم، يكرمْكَ كبارُهم، واسْمَحْ بمالك، واحْمِ حريمك، واعْزُزْ جارك، وأعِنْ مَن استعان بك، وأكرمْ ضَيْفَك، وأسرع النّهضة في الصّريخ، فإنَّ لك أجَلاً لا يعدوك، وصُنْ وجهك عن مسألة أحد شيئاً، فبذلك يتمّ سؤدُدُك».

ويدعو ابنه أُسَيْدا ويحثّه على المحافظة على الصّديق:

أَأُسَيْدُ إنْ أزمعتَ مــــن بــــــــَـلَدٍ إلى بَلَدٍ رحيلا

فاحفظْ وإنْ شَـطَ المزا رُ أخا أَخيك أو الـزّمـيلا



إسماعيل ديب


الساعة الآن 08:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى