منتديات البوحسن - أم هاجر الأزدي" ضحية الجهل و البيئة المتطرفة

ضجيج "حوثي" و سكون "قاعدي" في اليمن
إرهابية سابقة : "أم هاجر الأزدي" ضحية الجهل و البيئة المتطرفة

دبي - أحمد الطويان
برزت اليمن في فترة سابقة على أنها الملاذ الأكثر أمناً للقاعدة ،و ظهر ذلك في لجوء عدد كبير من المنتسبين لما يسمى ((تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)) إلى الأراضي اليمنية لإدارة عملياتهم و تدريب عناصرهم و إبعادهم عن مسرح عملياتهم في السعودية (الهدف الأول للتنظيم )، كان ذلك قبل أن تتضائل نشاطاتها ، مع توسع عمليات الحوثيين هناك .

وشهدت مواقع تجمع القاعدة، بحسب إحدى النساء التائبات من التطرف، حالات إنسانية كان ضحيتها الأطفال ، و نساء عشن في بيئة متطرفة ، و هن قليلات علم و دراية.

"أم هاجر الأزدي"
ونشرت الشرق الأوسط خبر وفاة سعود القحطاني الزوج الأول للمطلوبة للسلطات الأمنية وفاء الشهري الشهيرة بـ"أم هاجر الأزدي" ، أشهر نساء القاعدة ، الموجودة في اليمن وذلك في حادث مروري و لم يتضح بعد ما إذا كان دافع جنائي وراء وفاته .

و كان القحطاني قد رفع دعوى ضد المطلوبة الشهري وجه خلالها التهمة لها بإختطاف ابنهما (يوسف) البالغ من العمر 9 سنوات.

و بعد طلاقها تزوجت المطلوبة الشهري من عبدالرحمن الغامدي وهو أحد أفراد ما يسمى (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ) و أنجبت منه ابنه تبلغ من العمر 4 سنوات، وقتل في مواجهة مع قوات الأمن السعودية في منطقة الهدا في الطائف (غرب السعودية) ثم عادت وفاء الشهري إلى منزل والدها بالعاصمة الرياض، و عندما عاد شقيقها يوسف الشهري المدرج على قائمة الـ85 إرهابياً من غوانتانامو، الذي بارك ارتباطها بزميله القادم معه من غوانتنامو سعيد الشهري.

و في وقت لاحق قتل شقيقها يوسف في مواجهة مع القوات الأمنية في جازان "جنوب غرب السعودية".

حرص على عودتها
وفي المحادثة الهاتفية التي بثها التلفزيون السعودي بعد محاولة الإغتيال الفاشلة - بين مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز والمنتحر الذي فجر نفسه في منزل الأمير بجدة, ظهر تأكيد الأمير محمد بن نايف في الإتصال مع الانتحاري على المرأة السعودية وأطفالها , والحرص على سلامتهم, وأنها قبل كل شيء و لابد أن تأتي وتعيش مع أهلها , وقال : " ودي المرأة هذي وعيالها يجون سالمين غانمين لأن النساء عندنا لهم أولوية في كل شيء", وأعاد سموه تكرار الأمر في المحادثة :" إن شاء الله يجون وتقر عين أهلهم فيهم والمرأة تجي عند والدها وأسرتها".

ووفقا لما نشر وقتها فان المرأة السعودية التي أولاها الأمير محمد الاهتمام والرعاية هي المطلوبة وفاء الشهري التي غادرت مسكن والدها بحي النسيم (شرق الرياض), إلى اليمن و تحدثت في حوار بث عبر الانترنت في احد المواقع المقربة من ما يسمى بـ" تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" وأطلقت على نفسها وقتها لقب "أم هاجر الازدي".

نساء القاعدة
و نشرت وسائل إعلامية في وقت سابق، مناشدة أم أسامة، القيادية السابقة في الجناح النسائي لتنظيم القاعدة, للمطلوبة وفاء الشهري ودعتها للتراجع عن اعتناق الفكر المتطرف، والتخلص من حالة الضياع التي أقحمت نفسها فيها بهروبها بطفليها يوسف ووصايف، للاختباء في جبال اليمن وكهوفها مع فلول الإرهابيين.

وقالت أم أسامة أن وفاء غير متعلمة، و لم تتح لها الفرصة للاحتكاك بأصحاب الفكر المعتدل، وعاشت في بيئة متطرفة مغلقة من خلال زواجها من كل من عبد الرحمن الغامدي وسعيد الشهري الحركيين في القاعدة.

ولفتت في مناشدتها إلى أن النساء المنضويات تحت لواء جماعات الارهاب التكفيرية ثلاث فئات، الأولى تضم المغلوبات على أمرهن، واللواتي وجدن بزواجهن من متطرفين أنفسهن في وضعهن الحالي، وهؤلاء يمثلن الأكثرية. والفئة الثانية هن المقتنعات بالفكر المتطرف، المساهمات الفاعلات فيه، وأغلبهن عن عاطفة ورغبة في الانتماء لا أكثر، أما الفئة الثالثة وهي الأخطر فتضم المتعاطفات، اللواتي ينشرن الفكر المتطرف، وإن كن لا يوافقن على جميع أعمال معتنقيه.

وأشارت إلى أن التنظيمات الإرهابية ركزت في الآونة الأخيرة على المرأة، من خلال طرح الكثير من الأدبيات التي تحضها على اعتناق الفكر المتطرف. وخصصت في أغلب منتدياتها على الإنترنت زوايا للنساء والفتيات المراهقات.

وأضافت متسائلة نشاهد الآن العشرات من القنوات الفضائية الإسلامية، البرامج، المجلات، والأشرطة الدينية، لكن أين أثرها على مجتمعنا، بيوتنا، بناتنا وأولادنا، وهو للأسف ضعيف لأن الطرح يتم دون منهج أو علم مؤصل. ويعتمد على قدرة المتحدث على تنميق العبارات لا على الحقيقة الشرعية .

و بين الضجيج “الحوثي” و السكون “القاعدي” ، تظهر مخاوف المراقبين من أن تكون اليمن التي يمكث فيها المتمردين و الإرهابيين "تورا بورا" رديفة، و بقيت السلطات اليمنية في صراع مع هؤلاء لبسط الأمن، و إحكام القبضة ، حتى يأمن اليمنيون و أهل الخليج .