منتديات البوحسن - ثمرة 10 ذي القعدة 1430

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
عليكم ايها المؤمنون والمؤمنات أن تستفيدوا من وحدانية الله تعالى ومن شريعته الغراء التي نزلت إلى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام , ما جئت بنفسي بل بامر رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وبأمر شيخي رحمه الله وبالسند المتصل إلى رسول صلى الله عليه وسلم وإذا لم تعتمدوا عليّ اعتمدوا عليهم , وإن لم تعتمدوا عليّ وأنتم بحضوظ النفس والأوهام والخيالات والشياطين تتهمونهم رضي الله تعالى عنهم ولا نتهمكم هكذا أيها الاخوة والأخوات , ولكن مخالفة النفس والشيطان صعب على النفس ولذا قال ربنا جل وعلا : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " هذه المخالفة للنفس والشيطان شأن المحسنين الإحسان مقام غالٍ ولذا صَعُب على النفس . عليكم أن تسمعوني وتتبعوني وتتركون الأخلاق الذميمة والأنانية والكبر والعجب والرياء والتعلق بهذه الحظوظ النفسانية الباطلة العاطلة اتبعوا الإخلاص في أعمالكم . شوفوا وتفكروا في هذا الطريق المبارك أساسه التمسك بالشريعة والسنة النبوية وبأخلاق وأوصاف أسيادنا وبآداب الطريق , من تمسك بهذا إن شاء الله يكون من المفلحين ومن تمسك بهذا يكون مقبولاً عند رب العالمين يكشف له بالفعل بوحدانيته تعالى جل وعلا حينذاك يكون مشيه وسيره وسلوكه وإتباعه على البصيرة كما قال جل وعلا : " أفلا تبصرون " نرجو الله تعالى أن نكون مبصرين بنور الوحدة وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نكون مع من تمسك واتبع الصادقين الذين تمسكوا فعلاً وقولاً بالمتمسكين الصادقين في جميع أمورهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حينذاك ندخل تحت قوله جل وعلا : " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " التوبة / 119 أي : الذين تمسكوا بأكرم الرسل صلى الله عليه وسلم في شريعته وسننه ولا نكون من المكتفين بالاسم أي يقولون نحن نتمسك بالطريقة الفلانية , تمسكوا بمن تمسك برسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الصادقون في قوله جل وعلا : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " من الصادقون ؟ يعني الذين اتبعوا الرسول عليه الصلاة والسلام وشرعه وأخلاقه بقدر الإمكانية يرجحون إتباعه على الدنيا وحظوظها وحطامها وبالجملة يرجحون إتباع الرسول عليه الصلاة والسلام على حياتهم ويتركون الطبيعة البشرية وما يتعلق بهم من اللذائذ والحظوظات اللهم اجعلنا من المبصرين المستفيدين بالقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وارزقنا جذبة من جذبات الرحمن بلطفك ياإله العالمين بكرمك ياربّ العالمين عاملنا بفضلك لا بعدلك آمين .
نرى غفلتنا وتعلقنا بالفاني وبحطام الدنيا وباللذائذ الطبيعية أكثر من أن نشتغل بالنشأة الآخرة بموافقة الله وإتباع رسوله صلى الله عليه وسلم إنا لله وإنا إليه راجعون , ولكنَّ الله تعالى جل وعلا قال : " ولله الحجة البالغة " وليس لأحد أن يقول " لِمَ ؟ " باتجاه الله , لِمَ خلقتني هكذا ؟ وأعطيتني هذا ؟ هذا متعلق بعلمه الأزلي وهو يعلم حقيقة كل فرد من موافقته ومخالفته قال جل وعلا :" ولو علم فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهو معرضون " سورة الأنفال 23
وهم السفهاء مجبولون على الإعراض لا يرجى منه الإطاعة أصلاً أما المؤمنون بامتثال مأموراته مقتضى إيمانهم إجابة الله وإجابة رسوله عليه الصلاة والسلام واجتناب نواهيه . عليكم أن تتمسكوا بالرسول عليه الصلاة والسلام وبأوامره واجتناب نواهيه يعني هذه الأمور من العلوم الدينية والمعارف الحقيقية المثمرة والمشاهدات والإنخلاع عن لوازم البشرية ومقتضيات القوى البهيمية لابد من إجابتنا لله ولرسوله على وجه الخلوص والتسليم لأن الله أرسل الرسول ومعه الكتاب المنور من كلامه جل وعلا إلى أكمل الرسل عليهم الصلاة والسلام وبيّن فيه وقال جل وعلا : " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
نحن مغرورون بهذا المتاع ابنتي هكذا ابني هكذا الدنيا هكذا ونبعد عن وحدانيته . علينا أن نتمسك بالأسباب التي أعطانا ربنا جل وعلا ونشتغل بها بقدر احتياجنا حين ذاك الاشتغال بقدر الاحتياج ليس من الدنيا بل من الآخرة في داخل الشريعة . كما ينزل علينا الفرح لابد أن نشكره ونقيد بالشكر لأن الشكر قيد النعمة أي إثباتها , وكلما تنزل علينا الموبقات علينا أن نصبر ونتحمل حتى تذهب وبالآخر إن لم تذهب يأتي الموت وننتقل إلى الآخرة ونخلص من هذه الغوغوات والتشتتات , تذهب بالكلية هذه الدنيا سواء كانت الارض وما عليها والسماوات وما فيها كلها مخلوقة وما دام مخلوقة فكل مخلوق يموت وتموت الدنيا وما عليها ولا يبقى ( شئ ) , قال جل وعلا : " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار " " إذا السماء انفطرت " أي : انشقت وانخرقت " وإذا السماء كشطت " أي : طويت وأزيلت , " يوم تكون السماء كالمهل " أي : يوم تكون السماء من القهر الإلهي كالفضة المذابة تسيل من مكانها من غاية الخشية الإلهية وتكون الجبال الملونة بالألوان المختلفة بعد ما شملها النظر القهري الإلهي كالصوف المصبوغ المندوف تذروه الرياح حيث شاءت . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

ثمرة بعد العشاء يوم الأربعاء 28 تشرين الأول 2009 / الموافق 10 ذي القعدة 1430