منتديات البوحسن - أحداث دير الزور.. يوم دامٍ ومحاولات جديدة لنصب الحواجز

أحداث دير الزور ليوم أمس الثلاثاء... يوم دامٍ ومحاولات جديدة لنصب الحواجز وانفجار المزيد من العبوات في مناطق متفرقة من المدينة وشلل تام في أسواقها

أضيف بتاريخ : 11 كانون الثاني 2012

وائل حميدي .

http://www.azora-alfurat.com/photos/1101201233824.jpg

أياً كانت الأسباب ، وأياً كان الفاعل ، فإن دير الزور عاشت يوم أمس ( الثلاثاء ) يوماً دامياً ، شهد سقوط العديد من ( البشر ) ، ليكون الدم عنواناً لدير الزور التي شهدت وصول وفد بعثة مراقبي الجامعة العربية ، ومغادرته لها دون سابق إنذار صبيحة اليوم الأول لوصولها ، وهو الصباح الذي شهد تحركات احتجاجية في أكثر من مكان سواء في المدينة المركز ، أو في بعض مناطق الريف والمدن التابعة للمحافظة .
ومع أن وفد الجامعة بقي ملتزماً غرفه وأجنحته في فندق السعيد ، ومع كل المؤشرات الباكرة التي تدل أن الوفد سيغادرنا قبل البدء بتنفيذ مهامه ، فإن الجانب غير البعيد عن مقر إقامته شهد نصب حواجز جديدة في بعض أحياء المدينة ، وشهدت الأحياء من جديد الظهور المسلح ، وبغض النظر عن الجهة التي عززت وساهمت بظهوره ، أو الجهة التي تصدت له وسعت لإيقافه فإن وجود السلاح والبدء بإطلاق النيران يعني حتمية نزول الدم ، ومن هنا فقط عاشت دير الزور يوماً دامياً ، دون معرفة حقيقية للجهة المسؤولة عن إزهاق هذه الأرواح والتي نترحم عليها جميعاً لأننا بالنتيجة أمام أرواح ، وأمام بشر ، وأمام إنسانية تعلن أنها تغادرنا بغير تبرير منطقي يجعلنا نؤمن بأن المزيد من القتل يعني المزيد من الأمان ويعني أنه الحل الوحيد أمام ماتشهده المحافظة من أزمة متزامنة مع وطن مستهدف دون وعي لمعنى هذا الاستهداف ولا النتائج البعيدة له حال نجاحه لاقدر الله ، وحيثما حل الدم حل الخطأ ، وهذه العبارة قلناها سابقاً ونعيدها اليوم وفي كل وقت .. لا للدم لأنه يدل على الخطأ ، ولاحيلة لنا سوى المطالبة بمعاقبة المخطئين ، مهما كانوا .
بالعودة إلى أحداث دير الزور يوم أمس الثلاثاء فإن المعلومات تشير إلى مايلي :
بدء محاولات قطع الطرق الداخلية عند منتصف النهار وتمركز الذين قاموا بقطع الطرق ضمن القطاع الممتد من مشفى النور إلى حي الحميدية ضمن شارع الباص القديم ، تزامن ذلك مع حرق لبعض أطر السيارات في المنطقة ، وانفجار عبوة بطريقة مفاجئة أدت إلى إصابة وجرح 13 شخصاً ممن كانوا متواجدين ضمن القطاع المذكور ، ليظهر بعدها السلاح في المنطقة ، ولتبدأ الاشتباكات ، علماً أن المظاهر المسلحة كانت قد بدأت بإطلاق عشوائي للنيران ، مالبث أن فقد ضالته ، ليتوجه بعدها نحو الأجساد ، ولتكون النتيجة سقوط عدد جديد من الأرواح ، ولانعرف ماهي انتماءاتهم ، ولايمكننا تحديد الجهة التي استهدفتهم ، وربما لم يعد الأمر يعني الكثير لأننا أمام نتيجة واحدة تؤكد وجود القتلى ، والتي سبقها انفجار ديناميت استهدف باصاً كان يقل عناصراً من الجيش ، لتكون ردة الفعل محاولة الدفاع عن النفس وصد الاعتداء والحد من نتائجه ، والسعي لإيقاف مظاهر الاعتداء بشكل سريع حفاظاً على الأرواح ، علماً أننا لم نتمكن لغاية ساعةنشر هذه المادة من معرفة الجهة التي ألقت بالديناميت باتجاه الباص ، ولكننا علمنا أن نتيجة الانفجار كانت بدء اشتباكات مسلحة استمرت أكثر من ساعة ،وظهور عناصر مسلحة استغلت وجود المحتجين ، تبعها سماع إطلاق للنيران في أماكن متفرقة من المدينة غالبيتها حول مشفى النور وحي القصور ، لتعلن أسواق دير الزور إيقاف كامل نشاطها ولاسيما في شارع ستة إلا ربع ـ وشارع التكايا ، وحسن الطه ، والجبيلة ، وشارع سينما فؤاد ، والشارع العام ، تزامن ذلك مع انفجار المزيد من العبوات في كل من حيي القصور والجورة ، والتي ترافقت مع ظهور جديد للسلاح في المنطقة المحيطة بدوار غسان عبود.
وبحسب المعلومات التي وصلتنا فإن الضحايا هم :
محمود عبدالوهاب
حذيفة الغدير
محمود عويد
محمد الحميدي
عبدالله مهيدي
عمار محمد سعيد بعاج
وليد صالح العفوش
وديع حيجي
عبدالحميد الحشتر
فيما تشير معلومات أخرى إلى وجود عدد من المصابين الذين يتلقون علاجهم حالياً في بعض مشافي المدينة .
النتيجة أنه يوم دامٍ ، أعلن بغير رحمة سقوط المزيد من الأرواح ، وأن الحيلة الوحيدة التي نمتلكها هي القول : لابد من محاسبة المخطئين ، ولابد من التعقل أمام مايجري ، والنظر إلى مصلحة الوطن قبل وبعد كل شيء ، ولابد من الترحم على من غادرنا بدون ذنب ، وإن كان مذنباً فهو الآن بين يدي الله وهو ( الأرحم منا جميعاً ) .