منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=92)
-   -   أحمد بن عبد الله الفاسي (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=3247)

عبدالقادر حمود 05-14-2009 07:14 AM

أحمد بن عبد الله الفاسي
 
أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن الأندلسي الفاسي




هو الشيخ الصالح البركة أبو العباس أحمد بن الشيخ الشهير بأبي عبد الله محمد بن عبد الله معن الأندلسي الفاسي و المولود سنة 1042 هـ, القاطن في حي المخفية من عدوة فاس الأندلس، و بها ولد و نشأ رحمه الله, أخذ عن أبيه المذكور و بعد وفاته عن الشيخ قاسم الخصاصي و هو يعد من أصحاب أبيه, و سلب له الإدارة و لازمه من سنة 1064 هـ إلى موته سنة 1083هـ, و خدمه خدمة لم يسمع بمثلها و هو عمدته في الطريقة الصوفية و إليه ينتسب على التحقيق, و كان شيخه سيدي قاسم يشهد بخصوصيته و يشير إلى أنه الوارث له, و قال له يوما: "أنا عبدك", و كان يوما آخر غائبا في حاله فجعل يقول: "تعالى خذ متاعك عني" يشير إلى وراثته لحاله ، و أنه هو الذي يأخذ ما عنده, و قال يوما: " إن هذا الذي بهذه الزاوية لا يوجد في بلاد ", و كان يعنيه و أشار إلى أنه هو المقصود من الناس المجتمعين عليه و قال لولا سيدي أحمد لم يجد أحدا إلي سبيلا. و بعد وفاة شيخه المذكور صحب العارف بالله أحمد بن محمد اليمني و كان بينهما قرب كبير و أكيد و اتصال قوي شديد, و كان صاحب الترجمة يصله بأنواع المواصلات و يواسيه أعظم المواساة.
بعد وفاة الشيخ أبي القاسم أحاط خليفته و وارث سره الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي بإرثه واسترجع بذلك الولاية إلى بيت العبدلاويين ،فقام بإصلاح زاوية أبيه وتصدى للدلالة على الله بها,فانتفع به خلق كثير و تخرج على يده العلماء الأجلاء منهم السادة القادريون الطيب بن عبد السلام و أخوه محمد العربي وكذا السادة أبناء الوزير الغساني الأندلسي أحمد و أخوه عبد الوهاب و كذا السادة الفاسيون الفهريون منهم السيد محمد المهدي
وفي خلال فترة أبي العباس أحمد أقبل على الزاوية طلبة من سوس و تادلا و الريف و جميع الجهات فكانوا يقيمون بها ،ويتقوتون مما يقدم للطلبة بها ومنهم من كان يجلب أسرته معه من بلاد سوس أو تادلا كالشيخ المعداني ،و كان منهم من تقلد مناصب مهمة في دولة السلاطين العلويين المولى اسماعيل وكذا حفيذه المولى محمد بن عبد الله. لقد استطاع سيدي أحمد بن عبد الله معن أن يجمع الكثير من الأتباع و الأشياع وداع صيته بذلك إلى أن بلغ دار الحكم, مما جعله محط اهتمام أصحاب الزمان,و قد كان يسلم له أهل وقته و يحترمونه كثيرا و كانت لهم به معرفة كبيرة فلا يجرؤ أحد على التكابر أمامه أمثال القائد الروسي المكنى بسفاح العلماء لما ألحق من بطش بالعلامة عبد السلام جسوس في قضية الحراطين, فقد كان الروسي يتفادى التصادم مع الشيخ أبي العباس أحمد و يشخى شوكته فكان دائما يخلوا سبيله ولا يحايله
لقد كانت للشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الله علاقة كبيرة مع السلطان المعظم المولى اسماعيل العلوي الحسني ، وابتدأت تلك العلاقة منذ أن بعث السلطان المولى اسماعيل كتابا إلى الشيخ أبي العباس أحمد عن طريق وزيره أبي الربيع سليمان الزرهوني يطلب منه النصح و الإرشاد و الدعاء,فرفض الشيخ أبي العباس الجواب و تكرر ذلك مرات إلى أن يإس صبر السلطان المولى اسماعيل من رد الشيخ ،فرد عليه بكتاب ثان كتب فيه عبارة "يا سبحان الله" مرات عديدة فلم ينل بذلك جوابا ،فثار السلطان في و جه الوزير أبي الربيع و هدده بالقتل و التعذيب إن لم يتمكن من إقناع الشيخ أبي العباس بالرد انحناء عند رغبته فهو الذي يقهر معارضيه و لا يجعل لهم الأثر و قد حدث له ذلك مع الكثير من العلماء.و بعد قرار السلطان الإنتقام من الوزير في حالة غياب الرد ،استنجد هذا الأخير بالشيخ ابي العباس أحمد و رجاه بأن يرد على الكتاب حفظا لحياته ،فرد الشيخ بكتاب كان مطلعه : "بلغني من الجواب خوف الفتنة ،فمن توجه إليه السلاطين توجهت إليه الناس من كل البقاع ،فإن كان طالبا للدنيا فتنوه عن دنياه ،وإن كان طالبا للآخرة فتنوه عن آخرته...". وبعد وقوع هذا الجواب اطمأن السلطان من جانب الشيخ و بلغ في نفسه المرتبة العليا,خصوصا وانه تأكد من خصوصية هذا الشيخ و من صدق نيته ومن اخلاص دعوته إلى الله ،بعيدا عن كل الأطماع من بينها الإنتهازية لنيل المناصب العليا في دار الحكم أو السعي إلى ادراك الإمتيازات الكبرى لتحقيق المصلحة الشخصية,فكان ذلك بعيدا عن نفس أبي العباس و عن جميع العبدلاويين من بعده ،حيث ظلوا بعيدين عن كل ما قد يشوب صفاء دعوتهم و يخرجهم مما حصلوه عن أجدادهم من دين و خير.فقد أبى الشيخ أبي العباس دعوة السلطان المولى اسماعيل ،ليس على شيء غير انه لا يريد أن تبعده الدنيا و السلطة عن الدلالة على الله ليس كما قال آخرون أنه كان من المعارضين لنظامه, فنجد أنه ممن يعترف و يقر و يثبت شرف السادة العلويين كما جاء في كتاب الإستقصا للناصري بالحرف "وعن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الله بن معن الأندلسي أنه كان يقول ما ولي المغرب بعد الأدارسة أصح نسبا من شرفاء تافيلالت وبالجملة فإن شرف هؤلاء السادة السجلماسيين مما لا نزاع في صراحته ولا خلاف في صحته عند أهل المغرب قاطبة بحيث جاوز حد التواتر بمرات رضي الله عنهم ونفعنا بهم وبأسلافهم امين."إهـ
و كان علماء الوقت يقصدون زيارته و يسلمون له ظاهرا و باطنا و يصيرون بين يديه كالمتعلمين, و كان صاحب الترجمة يوما جالسا فوقف عليه رجل سوسي فتكلم بلغة البربر و قال ما معناه: " أما بقيت في الدنيا مصابيح يقتبس الضوء منها ", فترجم بعض الحاضرين ذلك للشيخ فقال له قد بقيت و لكن من جاء يقتبس أتى بفتيلة مبلولة, فقال له السوسي ما معنى بللها؟ فقال له الشيخ لا أقل من أن يطلب أو يترجى الولاية, فوضع السوسي يده على جبهته ساعة ثم انصرف.
من خلال هذا نال الشيخ أبي العباس مكانة رفيعة في قلب السلطان و باء بذلك المكانة الرفيعة عند أهل وقته. لقد كانت حيات الشيخ أبي العباس مليئة بالجد و الإجتهاد و السعي في نشر العلم و قد تبحر في ذلك ،ومنه التقاؤه بالشيخ الكبير أحمد اليمني وقد كان هذا الأخير من أهل الطريقة القادرية ،فأحسن إليه و بوأه مكانة رفيعة في زاويته ،و جعل له مقاما في حي رأس الزاوية حبسا عليه و على عائلته يقيم فيها و تكون لأبنائه و ذريته من بعده, و قد كان ذلك بظهور الشيخ اليمني أصبحت الزاوية العبدلاوية محط أنظار طلبة الطريقة القادرية خصوصا و أنه كان ممن أذن له بالتصدي لتلقينها ، فعرفت الزاوية بذلك شهرة كبيرة و قصدها الطلبة من كل الأرجاء و تخرج منها العلماء و الشيوخ
و كان رحمه الله صارما في الحق نصوحا لعباد الله لا يداهن السلطان فمن دونه سيان عنده في القريب و البعيد و حصل له من الحضرة عند الدولة و سماع الكلمة ما لم يكن لغيره, و هو من أعيان الطريقة و أكابر أهل الحقيقة على قدم السلف الصالح و المنهج القويم الواضح آية في السخاء و الجود و الكرم
لقد توفي الشيخ سيدي أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي يوم الإثنين ثالث جمادى الأولى عام 1120هـ, و ارتجت هذه المدينة لموته ارتجاجا و دفن بقبة والده, رأسه عند رجليه خارج باب فتوح و خلف وراءه ذرية صالحة ممن اتبعوا نهجه و ساروا على طريقه و تخلقوا بخلقه ,و قبره مشهور الآن يزار و يتبرك به نفعنا الله به.

عبدالقادر حمود 05-14-2009 07:19 AM

رد: أحمد بن عبد الله الفاسي
 



فائدة في نسبه الشريف

http://alalawi.1934.free.fr/modules/...alahnaskhi.gif




العبدلاويون




العبدلاويون، يسمون سابقا بأولاد بن عبد الله معن الأندلسي نسبة إلى جدهم محمد بن عبد الله معن الأندلسي ، وبيتهم من أكبر البيوتات العلمية الأندلسية التي استوطنت الحاضرة الفاسية حاملة معها إرث تلك الحضارة الممتدة طيلة الثمانية قرون منذ الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الإبيرية حتى سقوط غرناطة في عهد أبو عبد الله محمد الصغير آخر أمراء بني الأحمر
ينحدر نسب العبدلاويين من عقب أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي مؤسس دولة الموحدين ومن أبناءه الذين استقروا في الأندلس حكاما للولايات الخاضعة لنفوذ دولتهم
الإستقرار بفاس
هاجر العبد لاويون إلى بلاد العدوة بعد سقوط الأندلس حاملين معهم ثروة أجدادهم واستقروا بفاس الملاذ الآمن لكبرى العائلات في المغرب و الأندلس ومارسوا التجارة كنشاط أساسي و ملكوا المزارع و الأصول فكان لهم في هذه الحاضرة العديد من الدور التي سكنها بنوهم والتي كان ينتفع من عائدات أكريتها وقد كان من هذه العائلة العديد من الشيوخ العلماء و الأساتذة الأفاضل الذين لعبوا الدور الفعال في نشر العلم و تلقين المسلمين مبادئ الدين و لهم بفاس زاوية تنسب إليهم, وبها اشتهر أجدادهم محمد بن عبد الله معن الأندلسي وابنه أحمد بن عبد الله معن الأندلسي ابن سيدي أحمد وهو سمي جده محمد بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وكذا محمد العربي بن أحمد عبد الله معن الأندلسي بعده ابنه أبو محمد عبد الله بن محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي
إن المتتبع لتاريخ العلوم الصوفية في المغرب يجد أن العبدلاويون لعبوا الدور الأكبر في نشر الطرق الصوفية المهمة آنذاك, حيث عملوا على تلقين الطريقة القادرية بفاس بالإضافة إلى الطريقة الشادلية فكانتا لهم, فقد أخذ الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي الفهري لطريقة الشاذلية عن شيخه عبد الرحمان المجدوب و كان الوارث له, و لقنت الطريقة الشاذلية عند آل الفاسي منذ يوسف الفاسي و الذي استخلفه أخوه الشيخ أبو زيد عبد الرحمان و بقيت كذلك مدة سنين إلى أن ظهر بريق الشيخ أبي عبد الله محمد بن السيد محمد بن عبد الله معن الأندلسي ابن أحد تجار فاس و أعيانها و قد كان لأبيه بفاس تجارة مهمة و ثروة لا يمكن الإستهانة بهما, وبعد عبد الرحمان الفاسي أخذ محمد بن عبد الله معن مشعل العلوم حيث اجتمعت الأمة على كونه وارث سر الشيخ عبد الرحمان، فأذن له للإنتصاب للدلالة على الله, و قد أتاه الطلبة من كل أرض, فعظم شأنه و اشتدت شوكته و داع صيته و بلغ بذلك المكانة الكبرى عند أصحاب الزمان، فلم يزده ذلك إلا زهدا و ورعا و سيرا على طريقة السلاف, و بعدها شرع في بناء زاويته التي باقصى حومة المخفية وبها تسمى حي رأس الزاوية من بعد ذلك, فتصدى لدلالة الخلق على الله و تخرج على يده العديد من العلماء و الطلبة فلا طالبا للطريقة الشاذلية من بعده إلا و قد اخذها عنه أو عن عقبه وبعد وفاته رحمه الله ترك العديد من البنين و البنات من بينهم ابنه البار أبو العباس احمد الذي كان من أتباع أبيه فلم يستطع أن ينال إرث أبيه من حمل مشعل الشاذلية فاتفق العامة على أن وريث سر الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن إنما هو صاحبه الشيخ الصوفي أبي القاسم الخصاصي الذي كان من أتباع شيخه و قد لازمه مدة سنين فتصدى الشيخ أبي القاسم للدلالة على الله في الزاوية العبدلاوية مدة وقد لازمه تلميذه المخلص أبي العباس أحمد ابن الشيخ أبي عبد الله محمد, و بعد وفاة الشيخ أبي القاسم أحاط خليفته و وارث سره الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي بإرثه واسترجع بذلك الولاية إلى بيت العبدلاويين، فقام بإصلاح زاوية أبيه وتصدى للدلالة على الله بها, فانتفع به خلق كثير و تخرج على يده العلماء الأجلاء منهم السادة القادريون الطيب بن عبد السلام و أخوه محمد العربي وكذا السادة أبناء الوزير الغساني الأندلسي أحمد و أخوه عبد الوهاب و كذا السادة الفاسيون الفهريون منهم السيد محمد المهدي
وفي خلال فترة أبي العباس أحمد أقبل على الزاوية طلبة من سوس و تادلا و الريف و جميع الجهات فكانوا يقيمون بها، ويتقوتون مما يقدم للطلبة بها ومنهم من كان يجلب أسرته معه من بلاد سوس أو تادلا كالشيخ المعداني، و كان منهم من تقلد مناصب مهمة في دولة السلاطين العلويين المولى اسماعيل وكذا حفيذه المولى محمد بن عبد الله لقد استطاع سيدي أحمد بن عبد الله معن أن يجمع الكثير من الأتباع و الأشياع وداع صيته بذلك إلى أن بلغ دار الحكم, مما جعله محط اهتمام أصحاب الزمان, و قد كان يسلم له أهل وقته و يحترمونه كثيرا و كانت لهم به معرفة كبيرة فلا يجرؤ أحد على التكابر أمامه أمثال القائد الروسي المكنى بسفاح العلماء لما ألحق من بطش بالعلامة عبد السلام جسوس في قضية الحراطين, فقد كان الروسي يتفادى التصادم مع الشيخ أبي العباس أحمد و يشخى شوكته فكان دائما يخلوا سبيله ولا يحايله لقد كانت للشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الله علاقة كبيرة مع السلطان المعظم المولى اسماعيل العلوي الحسني، وابتدأت تلك العلاقة منذ أن بعث السلطان المولى اسماعيل كتابا إلى الشيخ أبي العباس أحمد عن طريق وزيره أبي الربيع سليمان الزرهوني يطلب منه النصح و الإرشاد و الدعاء, فرفض الشيخ أبي العباس الجواب و تكرر ذلك مرات إلى أن يإس صبر السلطان المولى اسماعيل من رد الشيخ، فرد عليه بكتاب ثان كتب فيه عبارة "يا سبحان الله" مرات عديدة فلم ينل بذلك جوابا، فثار السلطان في و جه الوزير أبي الربيع و هدده بالقتل و التعذيب إن لم يتمكن من إقناع الشيخ أبي العباس بالرد انحناء عند رغبته فهو الذي يقهر معارضيه و لا يجعل لهم الأثر و قد حدث له ذلك مع الكثير من العلماءو بعد قرار السلطان الإنتقام من الوزير في حالة غياب الرد، استنجد هذا الأخير بالشيخ ابي العباس أحمد و رجاه بأن يرد على الكتاب حفظا لحياته، فرد الشيخ بكتاب كان مطلعه :
"بلغني من الجواب خوف الفتنة، فمن توجه إليه السلاطين توجهت إليه الناس من كل البقاع، فإن كان طالبا للدنيا فتنوه عن دنياه، وإن كان طالبا للآخرة فتنوه عن آخرته" وبعد وقوع هذا الجواب اطمأن السلطان من جانب الشيخ و بلغ في نفسه المرتبة العليا, خصوصا وانه تأكد من خصوصية هذا الشيخ و من صدق نيته ومن اخلاص دعوته إلى الله، بعيدا عن كل الأطماع من بينها الإنتهازية لنيل المناصب العليا في دار الحكم أو السعي إلى ادراك الإمتيازات الكبرى لتحقيق المصلحة الشخصية, فكان ذلك بعيدا عن نفس أبي العباس و عن جميع العبدلاويين من بعده، حيث ظلوا بعيدين عن كل ما قد يشوب صفاء دعوتهم و يخرجهم مما حصلوه عن أجدادهم من دين و خيرفقد أبى الشيخ أبي العباس دعوة السلطان المولى اسماعيل، ليس على شيء غير انه لا يريد أن تبعده الدنيا و السلطة عن الدلالة على الله ليس كما قال آخرون أنه كان من المعارضين لنظامه, فنجد أنه ممن يعترف و يقر و يثبت شرف السادة العلويين كما جاء في كتاب الإستقصا للناصري بالحرف "

وعن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الله بن معن الأندلسي أنه كان يقول "ما ولي المغرب بعد الأدارسة أصح نسبا من شرفاء تافيلالت وبالجملة فإن شرف هؤلاء السادة السجلماسيين مما لا نزاع في صراحته ولا خلاف في صحته عند أهل المغرب قاطبة بحيث جاوز حد التواتر بمرات رضي الله عنهم ونفعنا بهم وبأسلافهم امين"
من خلال هذا نال الشيخ أبي العباس مكانة رفيعة في قلب السلطان و باء بذلك المكانة الرفيعة عند أهل وقته لقد كانت حيات الشيخ أبي العباس مليئة بالجد و الإجتهاد و السعي في نشر العلم و قد تبحر في ذلك، ومنه التقاؤه بالشيخ الكبير أحمد اليمني وقد كان هذا الأخير من أهل الطريقة القادرية، فأحسن إليه و بوأه مكانة رفيعة في زاويته، و جعل له مقاما في حي رأس الزاوية حبسا عليه و على عائلته يقيم فيها و تكون لأبنائه و ذريته من بعده, و قد كان ذلك بظهور الشيخ اليمني أصبحت الزاوية العبدلاوية محط أنظار طلبة الطريقة القادرية خصوصا و أنه كان ممن أذن له بالتصدي لتلقينها، فعرفت الزاوية بذلك شهرة كبيرة و قصدها الطلبة من كل الأرجاء و تخرج منها العلماء و الشيوخ
لقد توفي الشيخ سيدي أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي يوم الإثنين ثالث جمادى الأولى عام 1120هـ, و ارتجت هذه المدينة لموته ارتجاجا و دفن بقبة والده, رأسه عند رجليه خارج باب فتوح و خلف وراءه ذرية صالحة ممن اتبعوا نهجه و ساروا على طريقه و تخلقوا بخلقه فقد كان من أبنائه ولدان أولهما الشيخ الكبير سمي جده سيدي محمد بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وكذا الشيخ سيدي محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وهو ممن وقع له الفتح على يد أبيه، ولد رحمه الله يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة 1079هـ -1668م، و ترعرع في بيئة يغلب عليها طابع العلم و التدين و الزهد و الورع ، و قد أخذ عن أبيه الطريقة الشاذلية كما أخذ عن الشيخ سيدي أحمد اليمني الطريقة القادرية فقيل فيه مجمع البحور بحر القادرية و بحر الشادلية لقد أحاط الشيخ محمد العربي بإرث أبيه الروحي و حمل مشعل العلم من بعده و لقن طريقته للعامة وأضاف عنها إضافات مما أخذه من الطريقة القادرية و اجتهد في ذلك، فداع صيته و قصده الطلبة من كل مكان و عرفت الزاوية في عهده نهضة كبيرة، فقد كان له من الأتباع و الأشياع الكثير ممن داع صيتهم من بعده و علا شأنهم في الطريق، فقد كان اتصاله مفخرة عند العلماء و كانت استشارته مرغوبة عند كل طالب حاجة أو السائر في مسار، وقد تخرج على يده الكثير من الشيوخ و الأقطاب منهم الولي العارف سيدي علي الجمل العمراني الحسني، فقد لازمه هذا الأخير مدة 16 سنة إلى أن توفي رحمه الله و أخذ منه و انتفع به و فتح الله له على يده فبلغ بذلك الشأن العظيم، كانت حياته مليئة بالجد و الإجتهاد على نهج سلف الصالح و قد عاصر العديد من الأحداث التي مر بها المغرب آنذاك، وبعد وفاته رحمه الله ورثه ابنه البار الشيخ الولي الصالح عبد الله بن محمد العربي بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي، فسار في طريق أبيه و جده امتدادا لرابع الأجيال، وقد كان له الشأن الكبير في الطريقة، فقد انتفع به العديد من الشيوخ الكبار أمثال الشيخ التاودي بنسودة و الشيخ سيدي أحمد التيجاني صاحب الطريقة التيجانية
وللعبدلاويين مراقدهم العائلية التي اتخذوها للدفن وهي بأعلى الهضبة من خارج باب الفتوح والتي بها قبة جدهم أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن الأندلسي وبجانبه داخل القبة مرقد ابنه أبي العباس أحمد وكذا سائر أبنائه و بناته وأحفاذه وأزواجه وكذا أصهاره وبعض أصحابه
أرخ فيهم كبار مؤرخي عصرهم كالعلامة مولاي عبدالسلام بن الطيب القادري الحسني (ق10ه)الذي ألف فيهم العديد من المجلدات ككتابه المقصد الأحمدي والذي تطرق فيه لسيرة شيخه أبي العباس أحمد بن عبد الله معن الأندلسي كما اقتصر عليهم وخصهم بالذكر أكابر شيوخ الأسرة الفاسية الفهرية الذين ألفوا فيهم العديد من الكتب و القصائد

الكتب التي ألفت فيهم وفي سيرتهم:
- كتاب المقصد الأحمدي "المقصد الأحمد في ذكر سيدنا ابن عبد الله أحمد" للعلامة الطيب القادري
- كتاب الإلماع فيمن لم يذكر في ممتع الأسماع للعلامة المهدي الفاسي
- كتاب نسمة الآس في حجة أبي العباس القادري
- كتاب المقباس في فضائل أبي العباس

انظر كذلك:
- زهر الآس في بيوتات فاس
- الدرر البهية والجواهر النبوية
- شجرة النور الزكية
-صفوة من انتشر

الـــــفراتي 05-14-2009 02:15 PM

رد: أحمد بن عبد الله الفاسي
 
جزاكم الله خيرًا على هذه المعلومات النيرة

عبدالقادر حمود 05-15-2009 05:41 PM

رد: أحمد بن عبد الله الفاسي
 
واياكم اخي الفراتي


مرور كريم

هيثم السليمان 05-21-2009 07:54 PM

رد: أحمد بن عبد الله الفاسي
 
:sm221:

:extra94:

عبدالقادر حمود 05-24-2009 01:14 AM

رد: أحمد بن عبد الله الفاسي
 
حياكم الله وبياكم


الساعة الآن 01:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى