منتديات البوحسن - محمية العضامي

تلعب دورا هاما في حماية التنوع الحيوي والنباتي ..محمية العضامي ثروة طبيعية ثمينة لتطوير بادية حلب اقتصاديا واجتماعيا

حنان جنيكه ، سانا

تشكل محمية العضامي على طريق الحرير الرئة التي تتنفس منها المنطقة الجنوبية الشرقية من محافظة "حلب" وتلعب دورا هاما في حماية التنوع الحيوي والنباتي في المنطقة من خلال حفاظها على التربة من الانجراف وحمايتها للأنواع الحيوانية والأصول الوراثية للعديد من النباتات الطبيعية وخاصة في منطقة البادية.

http://esyria.sy/sites/images/aleppo...8_11_42_08.jpg

ولم تقتصر مهمة محمية العضامي في الحفاظ على التنوع الطبيعي والحيوي انما تجاوزت ذلك لتقوم بحماية الحيوانات البرية المهددة بالانقراض ورفد المحميات البيئية الجديدة في المحافظات بالحيوانات حيث تم نقل 39 غزالا منها إلى محميات طوال العبا في الرقة و مرج السلطان في ريف دمشق و الخضاريات في "حمص".

وقال المهندس "بدر الدين محمد" مدير فرع "حلب" للهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية في تصريح لسانا: «إن محمية العضامي تأسست عام 1981 وتقع جنوب شرق حلب بنحو 100 كيلو متر ممتدة على مساحة 3 الاف هكتار مشيرا إلى انها مزروعة بالشجيرات الرعوية كالروثا والقطف الملحي والرغل السوري والامريكي والغضا يتم استنباتها في مشتل المحمية الرعوي الذي تبلغ مساحته 12 هكتارا والمخصص لانتاج الغراس الرعوية».

استقدام طيور النعام لتربيتها في المحمية قريبا

وأضاف أن المحمية تضم أنواعا نباتية طبيعية كالقبا والخافور والنميص والخبيزة المصرية وجريدة الكمأة والمرار وبزر الدود والزباد والبختري والاربيان وتعيش فيها مجموعة من الطيور اهمها القبرة وابو الحن والبوم والهدهد واليمام والحمام البري والعصفور الدوري والباشق إضافة إلى الأرنب البري والافاعي مبينا أنه يمر بالمحمية سنويا عدد من الطيور المهاجرة كالاوز والعقاب واللقلق والكركي.

وأشار "محمد" إلى أن المحمية تحتوي مسيجا لتربية الغزلان بمساحة 75 هكتارا مجهزا بكل الوسائل اللازمة لحماية وتربية الحيوانات كالمظلات ومناهل المياه ومستودعات الاعلاف ونقاط الحراسة وكادر بشري مدرب للعناية بالغزلان بانواعها المختلفة الريم الشامي والفارسي والسوداني والتي يبلغ عددها 490 رأسا والمها العربي 8 روءوس اضافة إلى انه سيتم خلال الفترة القريبة القادمة استقدام طيور النعام لتربيتها في المحمية.

ولفت "محمد" إلى وجود خطة لتوسيع المسيج الخاص بتربية الغزلان إلى 300 هكتار ليتسع لأكبر عدد من الطيور والحيوانات مبينا ان المحمية تمثل مكانا ملائما لاقامة الندوات البيئية الخاصة بالتنوع الحيوي النباتي والحيواني واقامة نوادي اصدقاء البيئة وخاصة بعد نجاح تجربة اقامة ناديين بيئيين في منطقتي خناصر ورسم النقل القريبتين من المحمية اضافة إلى
تكبير الصورة
انشاء مركز للتوعية البيئية ضمنها للتعريف بها وبنشاطاتها بهدف تطوير السياحة البيئية وتوعية المجتمع المحلي حول اهميتها والاسهام بحمايتها.

وأشار "محمد" إلى سعي الهيئة من خلال المحميات لتطوير البادية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية واستغلال مواردها الطبيعية والبشرية وإعداد المؤشرات والرؤى المستقبلية والأبحاث العلمية والبرامج التنموية وتوفير فرص عمل للسكان المحليين ضمنها.

تزايد عدد الغزلان في المحمية بمعدل 100 بالمئة بسبب توفر الظروف المثالية والصحية

بدوره أشار "محمد عابدين" طبيب بيطري من المحمية إلى وجود كادر طبي متخصص في المحمية للعناية بالغزلان والمها العربي التي تتعايش مع بعضها وتفضل المناطق الصحراوية والرملية وتنشط في الصباح الباكر وعند الغروب للحصول على الماء والغذاء الذي يتكون من اعشاب حولية ودائمة وخاصة خلال الفترة الممتدة بين شهري آذار ونيسان من كل عام لافتا إلى انه خلال السنين الماطرة لا تحتاج الغزلان للعلف نظرا لتوفر الأعشاب الحولية والدائمة في المحمية.

ولفت "عابدين" إلى تزايد عدد الغزلان في المحمية بمعدل 100 بالمئة خلال العامين الماضيين بسبب توفر الظروف المثالية والصحية التي تعتمد بالدرجة الاولى على نوع التغذية وعزل المحمية عما حولها كنوع من الوقاية والحماية من الامراض الوافدة موضحا ان المصدر الذي استقدمت منه الغزلان سليم وخال من الامراض باستثناء بعض حالات التسمم الدموي المعوي والطبيعي في بداية فصل الربيع نتيجة تناولها الأعشاب الخضراء مع بعض الاتربة ما يؤدي إلى توقف حركة الأمعاء الضعيفة وبالتالي حدوث بعض النفوقات.

http://esyria.sy/sites/images/aleppo..._08.image1.jpg

وقال "عابدين": «تتم اضافة فيتامينات واملاح مع الغذاء خلال فترة الجفاف لتعويض النقص لدى الغزلان وتجنيبها الامراض لافتا إلى ان المحميات البيئية ثروة طبيعية تتطلب تكاتف جهود الجهات المعنية لتنمية دورها في الحفاظ على

التنوع الحيواني والنباتي واستثمارها سياحيا من خلال التعريف بها وتشجيع المجتمع المحلي على زيارتها والتعرف إلى عناصرها التي تمثل ثروة طبيعية ثمينة».

وتتميز بادية "حلب" بوجود 7 محميات تمتد على مساحة 31 ألف هكتار من أصل المساحة الاجمالية للبادية والبالغة 248 الف هكتار وهذه المحميات هي المراغي وعين الزرقة وعويسان ودلبوح والمتياهة ورسم العظيان والعضامي