شآم ما المجد أنت المجد لم يغب
http://www.damascus-online.com/Photos/sham/DSCN3393.jpg
شآم ما المجد أنت المجد لم يغب عبد العزيز محمود المصطفى كتب الله ان تكوني دمشقاً بك يبدأ وينتهي التكوين كثيرة هي المدن التي خرجت من غياهب النسيان وجاهلية الآثام وغبار الركام لتمتطي صهوة الأيام وتتربع على عرش الزمان وتصبح ملتقى للقريب والغريب وعلى لسان كل شاعر وأديب.. جمة هي المدن التي اشتهرت عبر القرون وخلدتها جل العلوم. فها هي «بيت لحم» مهد «السيد المسيح عليه السلام» في سويداء كل صغير وكبير، وما زالت وستبقى «مكة المكرمة» مسقط رأس النبي العربي «محمد ے» مهوى لجميع الأفئدة من كل فج عميق. وفي عصرنا الراهن ثمة مدن دخلت التاريخ لما حملت في طياتها فمن مدينة «نيويورك» ومجلس أمنها الى مدينة «لاهاي» ومحكمتها الدولية وصولاً الى «فيينا» ومقر الطاقة الذرية و «مدريد» ومؤتمر سلامها وغيرها من المدن كثير.. وكثير.. وبطبيعة الحال، فإن تلك المدن تزداد شموخاً ورفعة لأنها ضمت بين ذراعيها شخصيات عالمية ودولية في هذه المناسبة أو تلك وأقيمت فيها مهرجانات ثقافية وندوات علمية أو حوارات تربوية وربما اتخذت فيها قرارات دولية أو جوهرية. بيد أنني استطيع القول: ان دمشق في احتفاليتها كـ «عاصمة للثقافة العربية» للعام 2008 م لن تزداد ألقاً وجمالاً وسحراً أكثر مما هي عليه. بل ان الثقافة العربية نفسها هي التي ستعانق الجوزاء وتصافح قبة السماء ان ستضمها دمشق عاماً كاملاً بين جناحيها.. لم لا؟؟ وكل ذرة تراب فيها تحكي ثقافة غابرة عمرت قروناً وقروناً!! كل حي فيها يروي ويعبر عن حضارة من الحضارات التي تعاقبت عليها من «الرومان» الى «الأمويين» فـ «الأيوبيين» و «العثمانيين» الى أبنائها الغر الميامين وحتى يرث الله الأرض ومن عليها. ماذا عساني اكتب اليك وعنك يا دمشق؟؟ اعترف انني لست دمشقي الولادة ولا النسب ولا الجد ولا الحسب ولكني دمشقي الهوى حتى اللهب. حالي كحال الآلاف المؤلفة الذين قادتهم سفينة أقدارهم وسيرتهم طموحات أحلامهم فارتحلوا بعيداً عن ديارهم اليك فكنت الغصون الخضراء التي تظل السائر ساعة استعار الهاجرة والينبوع الصافي ذا الأنشودة الفضية الذي يروي المسافر في الواحة الخصبة بعد قحط الصحارى وجذب القفار. وأيم الله يا دمشق انك لجديرة بكل عطاء انك لعميقة عمق التاريخ في الرقم والكتب فمنك انطلق «الأمويون» في فتوحاتهم حتى وصلوا «نهر الراين» وفيك عربت دواوين الدولة العربية في عهد «عبد الملك بن مروان» سنة 81 هـ/ 699م وبين جنباتك أقيم مسجد «بني أمية» الذي يعجز القلم ويجف الحبر عن وصفه وسيستمر أيقونة الدنيا ومهد التلاقي والتسامح ومحط اعجاب القادمين والزائرين ولغزاً للمهندسين والدارسين. دمشق في عرسك كما أنت دوماً أنظار العالم تنظر اليك وتنتظر منك. ويكفيك شرفاً وفخراً وعزاً قول النبي العربي «محمد ے» اللهم بارك في شامنا ويمننا وقوله أيضاً «ألا إن الأمن والأمان إذا كثرت الفتن في الشام» أبعد هذا ماذا تريدين ان اكتب واسطر على وجنتيك هل يكفي ان أردد ما قاله الشعراء من «المتنبي» الى «محمد مهدي الجواهري» فـ «أحمد شوقي» و «نزار قباني» و «بدوي الجبل» أم أتمتم بترانيم «فيروز» فأقول: قرأت مجدك في قلبي وفي الكتب شآم ما المجد أنت المجد لم يغب الحديث عن دمشق عميق وطويل بعمق الحضارات التي ترادفت فيها وبطول المسافة بين سفح «قاسيون» و «قصر الحمراء في الأندلس» اسبانيا حالياً وعودة الى مقام «زينب» الحنون ومروراً بمكتبتك الوطنية وسوق الحميدية وانتهاء بالجامع العظيم وعلى يساره مقام «رقية» الجميل وقبلهما ضريح «صلاح الدين». هذا غيض من فيض أشواقي اليك وذكرياتي الكثيرة والطويلة أنثرها في فضائك بملء قلمي وصوتي وقلبي يردد كل صباح: لتحيَ دمشق العروبة.. لتحي دمشق التاريخ.. لتحي دمشق الثقافة.. كل عام وأنتم بخير.. _________________ |
الساعة الآن 09:57 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |