منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=7)
-   -   العصبية المذهبية في الفتوى تناقض سعة الإسلام (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=6517)

نوح 05-31-2011 03:48 PM

العصبية المذهبية في الفتوى تناقض سعة الإسلام
 
إذا كان تعدد اجتهادات فقهاء الإسلام قديماً وحديثاً من مظاهر الرحمة والسعة في شريعتنا الإسلامية فعلينا أن نستفيد من كل الآراء والاجتهادات الفقهية المتعلقة بالمعاملات والعبادات، وعدم التقيد بمذهب معين أو الإصرار على رأي فقهي يحمل عنتاً أو تشدداً يضيق على المسلمين ما وسعه الله عز وجل
هذا الكلام كما يقول الدكتور نصر فريد واصل، أستاذ الشريعة الإسلامية، مفتي مصر الأسبق ليس موجهاً فقط لعلماء ودعاة الإسلام الذين يتعصبون لرأي فقهي في مسألة ما ويهملون ما عداه من الآراء والاجتهادات التي تحمل قدراً كبيراً من التيسير . . لكن هذا الكلام موجه لجماهير المسلمين التي تتعصب لرأي دون رأي وتشدد على أنفسها أو تتحلل من قيم ومبادئ الدين، استناداً إلى رأي ضعيف لا يجد ما يسانده من الأدلة والبراهين الشرعية .

ويؤكد الدكتور واصل وهو أحد أبرز فقهاء التيسير في العصر الحديث أن التحرر من العصبية المذهبية مطلب شرعي وحاجة عصرية لتأكيد سماحة الإسلام ويسره ورحمته، ويقول: من أبرز مظاهر التيسير والرحمة بالناس عدم التقيد بمذهب واحد أو اتجاه فقهي معين يؤخذ به في جميع الأبواب والمسائل العبادية والمعاملاتية، خاصة إذا كان هذا الرأي أو التوجه فيه تعسير وتضييق على الناس، فالمذهب الواحد قد يضيق في بعض المسائل والقضايا، ولكن الشريعة الإسلامية بنصوصها ومقاصدها ومجموع مذاهبها وتراث فقهائها، فيها من السعة والمرونة ما يعطي حلاً لكل مشكلة .

آفة التقليد

وهنا ينبه الدكتور واصل إلى آفة خطيرة يقع فيها الكثيرون من علماء ودعاة الإسلام المعنيين بتبصير المسلمين بأحكام دينهم، سواء عن طريق منابر ودروس المساجد أو عن طريق وسائل الإعلام، وهي آفة التقليد، حيث يلجأ كل واحد من هؤلاء إلى نقل آراء وفتاوى السابقين إلى من يستفتونه دون أن يكون له جهد عقلي أو فكري أو اجتهادي، بل حتى دون أن يبذل جهداً في التمحيص والترجيح بين الآراء، ومثل هؤلاء العلماء ورجال الفتوى يضعون الناس في حيرة شديدة ويضيقون عليهم من خلال الآراء والاجتهادات التي ينقلونها لهم . . وهذا التقليد مذموم في شريعتنا الإسلامية التي تتخذ جميع وسائل الحث والتوجيه لإعمال العقول في اجتهادات جديدة تتواكب مع تطورات الحياة وتراعي ما استجد في حياة المسلمين . . بل إن بعض العلماء المحققين لم يعتبروا المقلد عالماً، بل هو تابع لغيره .

المقصود من التحرر

والتحرر من العصبية المذهبية كأحد مظاهر التيسير لا يعني إهمال المذاهب الفقهية وعدم الاعتماد على ما أنتجه الفقهاء العظام من ثروة فقهية متجددة العطاء . . كما أن هذا التحرر كما يقول الفقيه الكبير الدكتور يوسف القرضاوي لا يعني الاستغناء عن فقه المذاهب وكتبها وما حفلت به من تعليلات وتخريجات وتفصيلات ومناقشات ثرية، لا يشك في قيمتها دارس ينشد الحق ويبحث عن الصواب بأدلته .

إنما المقصود بالتحرر من العصبية المذهبية ألا يقيد الفقيه نفسه بغير ما قيده الله به ورسوله، فيأخذ من أي مذهب كان ما يراه أقوى حجة وأرجح ميزاناً في ضوء المعايير الشرعية، وفي هذا توسعة للأمة وتيسير كبير عليها وإعطاؤها مجالاً رحباً للانتقاء والترجيح وفق مقاصد الشرع ومصالح الخلق .

ويضيف الدكتور القرضاوي: لقد التزمت في كتبي وبحوثي الفقهية وكل ما يصدر عني من فتاوى بمنهج الاستفادة من كل المذاهب الفقهية . . ففي كتاب “فقه الزكاة” مثلاً أخذت بمذهب أبي حنيفة في زكاة الزروع والثمار وإيجابها في كل ما أخرجت الأرض أخذاً بعموم الآية: “ومما أخرجنا لكم من الأرض” ولكنني لم آخذ بمذهب أبي حنيفة في عدم اشتراط النصاب في ذلك، كما لم آخذ به في عدم إيجاب الزكاة في أموال الصغار والمجانين، وإن بلغت الملايين، ولم آخذ به في إيجاب الزكاة على حلي المرأة وإن كانت في إطار المباح المعتاد المستعمل . . وأخذت بمذهب الشافعي في مقدار ما يعطى الفقير والمسكين من الزكاة، بإعطائه “كفاية العمر” لا مجرد “كفاية السنة” ما دام في حصيلة الزكاة متسع، وذلك لما يدعمه ويسنده من الحديث النبوي ومن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إذا أعطيتم فأغنوا .

والأخذ بما فيه تيسير وبما يحقق الهدف والمصلحة من مذاهب عدة ليس “تلفيقاً” كما يقول الدكتور القرضاوي، لأن التلفيق الممنوع هو أخذ جزئية من مذهب وأخرى من مذهب آخر وهكذا حتى يتكون من مجموعها صورة لا يقول بها واحد من المذاهب، وذلك على سبيل التقليد المحض دون نظر إلى الدليل . . أما الاستفادة مما في المذاهب كلها من أوجه تيسير تساندها الأدلة والحجج والبراهين فهذا مطلوب ومشروع، بل تفرضه الحاجة إلى التيسير .

إعمال العقل

والسؤال الآن: لماذا نرفض تقليد السابقين ونقل آرائهم واجتهاداتهم الفقهية؟ ولماذا نعلن راية العصيان على العصبية المذهبية في أمور العبادات والمعاملات؟

يقول المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا: الاجتهادات الفقهية هي جهد بشري في مسائل معينة فرضتها ظروف مر بها المسلمون في مختلف العصور، ومع احترامنا وتقديرنا الكامل لهذه الاجتهادات وضرورة دراستها واستيعابها والاستفادة بما هو صالح ومناسب منها فإننا مطالبون بإعمال عقولنا في مشكلاتنا المعاصرة وفي كل ما نواجهه من قضايا تحتاج إلى إعمال العقل في ضوء النصوص والعلم بالثوابت الشرعية والتمسك بالقواعد والأصول . . وهنا فنحن لسنا مطالبين بالتقيد بمذهب معين، لأن التقيد بالمذاهب التزام بما لا يلزم، ولا يجب ديناً وشرعاً، فالواجب هو ما أوجبه الله ورسوله، ولم يفرض علينا الله ورسوله اتباع مذهب معين من مذاهب الأئمة، إنما أوجب اتباع الكتاب والسنة .

ومن هنا لابد من الاجتهاد المستمر والبعد عن العصبية المذهبية والاستفادة من كل الآراء والاجتهادات التي تجسد التيسير الإسلامي .

فاروق العطاف 09-26-2011 10:48 AM

رد: العصبية المذهبية في الفتوى تناقض سعة الإسلام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو معاويه (المشاركة 35690)
إذا كان تعدد اجتهادات فقهاء الإسلام قديماً وحديثاً من مظاهر الرحمة والسعة في شريعتنا الإسلامية فعلينا أن نستفيد من كل الآراء والاجتهادات الفقهية المتعلقة بالمعاملات والعبادات.


الفائدة لن تحصل إلا بثلاثة شروط :
1_ أن يكون صاحب القول إمام مجتهد أي توفرت فيه شروط الاجتهاد .
2_ أن تكون المسألة اجتهادية فلايجوز الاجتهاد في مسائل الاجماع أي القطعيات .
3_ أن يثبت هذا القول عن هذا الإمام فيعلم حكمه في المسألة ويعلم شروط الحكم واستثناءاته إن وجدت .

ولهذا السبب حرم أئمة المسلمين الأخذ بغير المذاهب الأربعة .
قال الإمام الصاوي في شرحه على الجوهرة :
[ فيجب عند الجمهور على كل من لم يكن فيه أهلية الاجتهاد المطلق الأخذ بمذهب عالم من هؤلاء الأربعة ، ولا يجوز تقليد غيرهم بعد عقد الإجماع عليهم لأن مذاهب الغير لم تدون ولم تضبط بخلاف هؤلاء فإنهم أحاطوا علما بأقوال جميع الصحابة أو غالبها وعرفت قواعد مذهبهم ودونت مذاهبهم وخدمها تابعوهم وحرروها وصارت متواترة ، ليخرج في الأحكام الفرعية من عهدة التكليف بهذا التقليد لأن المذاهب لا تموت بموت أصحابها ] آ.هـ شرح الصاوي على الجوهرة صـ 342 ط دار ابن كثير - دمشق

ولكن هذه الدعوة التي يدعو إليها بعض الكتاب تحت مظلة التيسير هدفها أمران :
الأول:أن يشعر المسلم كأنه في عنت من أمور الدين .وفي الحقيقة أننا لانجد هذا العنت الذي يقولون.
الثاني :التفلت من الأوامر الشرعية التي كانت هي سر ترابط وقوة المسلم.

ومولد هذا الاتجاه في عالمنا الإسلامي، يعود إلى تاريخ الاحتلال البريطاني لمصر.فقد احتلت بريطانيا يومئذ مصر، وهي تعلم ان اعتمادها على القوة العسكرية وحدها لن يفيدها الاستقرار، ولن يمكن لها موطئ قدمها في البلدة التي احتلتها، خصوصا وإن العالم الإسلامي قريب العهد بانهيار الخلافة الإسلامية، فرأت –كما هو شأنها دائماً- أن لابد من الاستعانة بمنهج فكري يغير من تفكير المسلمين تغييرا يقصيهم عن هذه الشدة في التمسك بالدين، والتضحية من أجله، والاعتماد عليه وحده. ويجعلهم يلتقون مع الفكر الأوروبي في أوسع قدر ممكن من سبل الحياة.

وقامت بريطانيا بهذا الدافع، بتطبيق ما أطلقت عليه اسم (الإصلاح الاجتماعي والديني) كما يزعمون وكان الميدان الاول لهذا (الإصلاح) هو الجامع الأزهر المتمثل في مناهجه الدرسية وطريقته الفكرية.
فلم يكن لينجح أي (إصلاح) ديني أو فكري من وجهة نظر بريطانيا إلا إذا بدأ بالأزهر.

وفي ذلك يقول اللورد لويد، المندوب السامي لمصر إذ ذاك، في مذكراته التي سماها ( Egypt Since Cromer : مصر منذ أيام كرومر ) :
" إ ن التعليم الوطني عندما قدم الإنكليز كان في قبضة الجامعة الازهرية الشديدة التمسك بالدين، والتي كانت أساليبها الجافة تقف حاجزاً في طريق أي إصلاح تعليمي، وكان الطلبة الذين يتخرجون من هذه الجامعة يحملون معهم قدراً عظيماً من غرور التعصب الديني...)

وقد تصدى لحركة التفلت من الأحكام الشرعية كثير من العلماء بكتابات كثيرة تعالج شتى الاتجاهات فمنهم .
الإمام كيوسف الدجوي في فتاويه.

والإمام محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة في الخلافة الإسلامية العثمانية في كتابه اللامذهبية قنطرة إلى اللادينية .
والشيخ يوسف النبهاني في كتابه شواهد الحق .
والشيخ :محمد الحامد في كتابه لزوم اتباع المذاهب الأربعة .
رحم الله الجميع
والشيخ وهبي سليمان غاوجي في كتابه :سهام طائشة على الفقه الإسلامي .

وغيرها من الكتابات

فاروق العطاف 09-26-2011 11:00 AM

رد: العصبية المذهبية في الفتوى تناقض سعة الإسلام
 
وإذا حصل حرج على المسلم في مسألة ،ولم يجد في مذهبه مخرجاً فيمكن له الأخذ بقول آخر في أحد المذاهب الأربعة ،فينتفي الحرج ولله الحمد.

عبدالقادر حمود 09-26-2011 01:46 PM

رد: العصبية المذهبية في الفتوى تناقض سعة الإسلام
 
بارك الله بكم سيدي فاروق وجزاكم خيرا


http://www.albwhsn.net/vb/showthread.php?t=6432

عبدالرزاق 09-26-2011 02:27 PM

رد: العصبية المذهبية في الفتوى تناقض سعة الإسلام
 
جزاكم الله خيرااااا


الساعة الآن 12:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى