منتديات البوحسن

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)
-   ركن وادي الفرات (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=79)
-   -   "الفار" مدينة سورية تنصفها الاكتشافات (http://www.albwhsn.net/vb//showthread.php?t=6839)

عبدالقادر حمود 09-17-2011 11:36 AM

"الفار" مدينة سورية تنصفها الاكتشافات
 
دمرت تماماً في العصر العباسي
"الفار" مدينة سورية تنصفها الاكتشافات
دمشق - رشا بدر:



http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall.../15/173753.jpg

تقع مدينة “الفار”، أو ما يعرف قديماً بحصن “مسلمة بن عبد الملك” شمال مدينة “الرقة” السورية بنحو 75 كم، وتتوضع على الكتف الأيسر من وادي نهر “البليخ”، وهناك اليوم العديد من المدن التي تحمل اسم مدينة “الفار”، قرب مدينة “معرة النعمان”، و”مسكنة” . وعلى ما يبدو أن العباسيين هم الذين أطلقوا عليها اسم مدينة “الفار”، والهدف منه تشويه سمعة العائلة الأموية، والنيل من رجالاتها، ومنهم “مسلمة بن عبد الملك”، الذي ترك بعض مواقعه للبيزنطيين، فدعيت هذه المواقع “الفار” .

عن هذا الموقع الأثري المهم في محافظة “الرقة”، يقول الباحث الأثري محمد العزو: تتكون مدينة “الفار” من مجموعة من الخرائب والأطلال المتهالكة، وبلغ طول المدينة من الشمال إلى الجنوب نحو 1400م، وعرضها من الشرق إلى الغرب، حوالي 900م، وتخترق هذه المساحة قناة أو نهر صغير جاف صيفاً، وفي السنوات المطيرة تكون مياهه جارية حتى في الصيف . وإلى الشرق توجد قناة كبيرة وهي مأخوذة من نهر البليخ لإرواء الأراضي الزراعية المحيطة بالمدينة، أما حدود المدينة من الجهتين الشرقية والجنوبية، فهي غير واضحة المعالم بسبب التعديات، التي تعرض لها الموقع في تلك الأطراف من قبل الأهالي، أثناء حراثة الأراضي البعلية بواسطة الجرارات الحديثة، وفي بداية العصر العباسي تعرضت المدينة لتدمير كامل أتى على كل بنيتها المعمارية، لذلك نجد أن الهضاب والمرتفعات القليلة الارتفاع، تخفي في ثناياها البقايا المعمارية، التي تتكون منها مدينة “الفار” القديمة، وتشير هذه المرتفعات إلى وجود فناءات، وباحات تلتف حولها مجموعة من الغرف، كانت في الماضي تشكل دور وبيوت السكان وبعضها كان لها صفة تجارية، وهذا الأمر لم يتضح إلا بعد إجراء التنقيبات الأثرية في الموقع، تمتد مباني المدينة على أرض منبسطة باستثناء بعض المرتفعات الخفيفة .

وعن الحفريات الأثرية في مدينة “الفار” قال العزو بدأت الحفريات الأثرية المنهجية في مدينة الفار منذ عام 1981 ولكن بشكل متقطع، إذ إنه خلال الثمانينات من القرن الماضي، لم تنفذ إلا ثلاثة مواسم تنقيبية، وشاركت في موسم عام ،1989 ففي المواسم السابقة قسم الموقع إلى ثلاثة قطاعات، وفي هذا الموسم استمر العمل في القطاعات الثلاثة لمدة ثلاثة شهور .

وفي المواسم اللاحقة كشف عن أهم المجموعات السكنية في المدينة، والموقع يضمّ مجموعة من الحفر السطحية، وتشاهد اللقى المتناثرة في هذه الحفر السطحية، التي تشير إلى وجود أبنية بقي منها فقط الجدران بارتفاعات تتراوح بين المتر الواحد والنصف متر، وهي مبنية من مادة الآجر المحروق على أساسات من الحجر الحواري الأبيض . ويشير إلى أن عثر على بئر بالقرب من صهريج الماء من الجهة الشمالية، كانت مملوءة بالأنقاض، التي ضمت كسراً فخارية بعضها يعود إلى القرن التاسع الميلادي وبعضها إلى القرن الثامن الميلادي .

وعن أنواع الفخار المكتشف في مدينة “الفار” يوضح العزو أن النوع الأول هو الفخار العادي، ويشير إلى صناعة متطورة، النوع الآخر هو من الجرارِ العادية ذات العروة العرضانية والعنق المرتفع، ويبدو أن هذه الجرار كانت تصنع لحفظ المواد الدسمة مثل السمن واللحوم المجففة، وغير ذلك من الاحتياجات السكانية . والنوع الثالث من الجرارِ الفخارية، التي تشكل القاعدة الواسعة للصناعات المحلية في مدينة “الفار”، هي الجرار التي وجدت عليها كتابات عربية، ولها عنق مرتفع وهذا العنق مزين بحزوز أفقية . ويضيف: هناك أنواع أخرى من الأواني مثل الأباريق والمخامر، وقدور الطهي المصنوعة من التربة الحمراء، وفي متحف “الرقة” نماذج من صحون صغيرة الحجم لها في الوسط زر مرتفع على شكل مقبض، عثر عليها في مدينة “الفار” وهي تشبه ما عثر عليه في قصر “هارون الرشيد” في “الرقة” التي تعود إلى القرن التاسع الميلادي .

وحول الواقع الأثري والتاريخ لمدينة “الفار”، يقول محمد سرحان الأحمد، مدير الآثار والمتاحف في “الرقة”، تعمل في الموقع بعثة سورية ألمانية، وذلك منذ عام 1986 وبشكل متقطع، وكشف عن مجموعة من القصور شيدت أساساتها من الحجر المشذب، أما الجدران فبنيت من الآجر والجص، وكذلك ما تبقى من الباب الشمالي والجنوبي، وتذكرنا هندسة عمارتها بهندسة قصور “البادية” الأموية، كما في قصور “الحير” الشرقي والغربي، و”الخرانة” و”الأزرق” و”الحلابات”، وقد زينت جميع الأبواب والنوافذ، ومحاريب الصلاة في المباني المكتشفة بأفاريز جصية ذات طبعات تختلف عن رسوم التزيينية لنباتات الكرمة، وهي ذات مواضيع مدهشة .

ويضيف: كشف كذلك خزانات، وأحواض تجميع المياه، وقنوات صغيرة تحيط بالأبنية الأصلية في التجمع البنائي الشمالي لأغراض الحمامات والمطابخ، ومنها حمام صغير يقع إلى يمين مركز الحصن، و16 عموداً منخفضة ودائرية تحيط بحوض مثمن الأضلاع ذي طينة وملاط غير نافذ للمياه، وتهدمت المباني بفعل الهزات الأرضية المتلاحقة التي ضربت المنطقة سابقاً .

وحول أعمال البعثة المنقبة في موقع مدينة “الفار”، يقول “الأحمد”: تعمل البعثة الوطنية السورية في الموقع للموسم الثالث وكشفت في الموسم السابق عن بناء يعود لقصر الإمارة الخاص بحصن “مسلمة بن عبد الملك”، والعديد من الغرف لسكن الأعيان، ووجود خزانات مياه، والبوابة الشرقية، ومكتشفات أثرية سلمت لأمانة المتحف الوطني في الرقة أصولاً .

وحول المكتشفات الأثرية لموسم ،2010 يلفت إلى العثور على جرة فخارية فاقدة جزءاً منها، وثلاث قطع نقدية معدنية إسلامية، وصدفة، ودعة، ومسمار معدني صدئ، وسراج فخاري، ومسن حجري مثقوب، ومدق حجري، والعديد من الكسر الزجاجية، والفخارية لأوانٍ وبقايا أطر جصية عليها رسوم نباتية .


الساعة الآن 01:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى