منتديات البوحسن - قطع الرحِم جريمة

يطلق الرحم على الأقارب، وهم من بينك وبينهم نسب، سواء كنت ترث القريب أم لا، وسواء كان ذا محرم أم لا، فيدخل فيهم أولاد الأعمام والعمات والأخوال والخالات.. الخ.

وقد حث القرآن الكريم على صلة الرحم، قال تعالى:

“يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا” (سورة النساء:1).

* “وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله” (سورة الأنفال:75)

وحض الرسول صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم:

* عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه، قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك؟ قالت: بلى يارب، قال: فهو لك” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاقرؤوا إن شئتم: “فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم” (أخرجه البخاري ومسلم).

وفي حديثه الشريف قال صلى الله عليه وسلم: “... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه.. (رواه البخاري) وعن سلمان بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي القرابة اثنتان: صدقة وصلة” (رواه أحمد).

وإذا كان الإسلام قد حث على صلة الرحم ورتب عليها نتائج عظيمة لا يوجد مثلها ولا قريب منها في اي مذهب من المذاهب الفكرية الأخلاقية قديمها وحديثها، فإن الإسلام قد حذر أشد التحذير، ونفر غاية التنفير من قطع الرحم:

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم” (رواه أحمد والبخاري

وفي رواية للشيخين عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يدخل الجنة قاطع” أي قاطع رحم، (رواه أحمد) وإذا كانت صلة الرحم تزيد الرزق وتكثر المال وتبارك في العمر وتنسئ في الأجل وتؤدي إلى محبة في الأهل وعمار في الديار، وتفرج الكروب وتزيل المحن وتدفع ميتة السوء وتخفف الحساب يوم القيامة، وتدخل الجنة ويكفي أن من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، فهل يليق بنا أن نقطع أرحامنا؟!!

اللهم طهرنا من هذا الداء واجعلنا يارب ممن يصلون أرحامهم حتى لو قطعونا مصداقاً لقول حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم: “ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها” (رواه البخاري وأحمد).