منتديات البوحسن - وصايا من اعتكاف 1432 من مرعش لسيدي الشيخ أحمد الجامي حفظه الله

منتديات البوحسن (http://www.albwhsn.net/vb//index.php)

- رسائل ووصايا في التزكية (http://www.albwhsn.net/vb//forumdisplay.php?f=15)

وصايا من اعتكاف 1432 من مرعش لسيدي الشيخ أحمد الجامي حفظه الله

وصايا من اعتكاف 1432في مرعش
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
1_ نحن جميعا بعيدون من الله والله قريب منا.ولكن لا نفهم حقيقة ونسترسل مع الأوهام والوساوس والخيالات والله معنا. فلما لانتعلق بعلمه لما لا نكتف بعلمه؟!
2_ لا يمكن السلوك بالمحبة دون المجاهدة.المحبة شرط بين المريد والشيخ.
ومن لم يحب شيخه وما بعده إلى ... إلى ... رسول الله:124:فهو ليس من الصادقين ولو ادعى.وأما من يحب شيخه وما بعده إلى رسول الله:124:يخرج عند سكرات الموت مع الإيمان الكامل أقوى من فحول العلماء كما قال سيدي الجيلاني قدس الله سره.وهذا كذلك يكون بالمجاهدة لأن الشيطان يقع بين المريد والشيخ وبين المريد والله وبين المريد وبين رسول الله:124:.عدونا عداوته قديمة فلابد من الحذر .
والمجاهدة شرط الوصول إلى محبة الله ووحدانيته واتباع أهل السنة والجماعةقال تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) .يجاهد نفسه، فإذا كانت نفسه وزمامها بيد الشيطان يعترض على شيخه، وإذا جاهد يحصل المراد من قوله تعالى( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) كما أن المؤمن يصلِي ويقرأ القران الكريم ويذكر الله فأيضاً من أنواع العبادات اعتقاده ومحبته فتكون كلها بالله،وهوجل جلاله يراني ويعلم حالي.ولكن العبد يغفل عن هذا الاعتقاد فيترك هذا الاعتقاد. فهو في جانب المحبة الإعتقادي مطيع.اما في جانب مقتضيات الاعتقاد بأن ربي يراني يترك هذا الجانب ولا يطيع .وماذا يتبع؟! يتبع الأهواءوالخطرات والوساوس والخيالات والأوهام، ولا يجاهد . ويقول أعوذ بالله من هذا الشيطان .إذن ارجع إالى الله !
الله ينظر إلي وأنا أخالفه، وأتبع الأمورالدنيوية والوساوس في الماضي والمستقبل. الله المستعان .قال تعالى(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
3_ النفس الأمارة لطيفة داخلنا فهي ليست شخصاً آخر ،بل هي لطيفة لا تدركهاالحواس. ولكننا نسشتعر وننتبه لوسوسة الشيطان إلى النفس حيث يوجهنا الشيطان إلى شيء مخالف لأمرالله جل وعلا.والله قال (إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً)هذا الفرقان لطيفة أيضا لأن فهمنا وعقلنا يستشعر أنه يوجهنا إلى شيء فهل هو موافق لأمر الله ولأمر الشريعة أم لا؟فإذا كان مخالفاً لابد أن نستعين بالله على مخالفته ونتبع الشريعة .
4_ من عرف نفسه عرف ربه، ولا تعرف النفس إلا بالمعرف.
كل شي يعرض عليك يجب أن تقوله لشيخك. وأما إن تخفي في نفسك فإنه يكبر ويكبر، وإذا كبر فهذا صعب .
بينكم تفكروا كم من الأشخاص وقعوا على حقيقة الطريق، وكم من أشخاص لم يفهمواالطريق وذهبوا. هذا لا يخفى على أهل الدين . صاحب الدين يرى ويعتبر .
قال سيدي النورسي قدس الله سره (من أربعين رجل يخرج واحد مع الإيمان والباقي كلهم بدون إيمان لماذا قال سببه طاعون المادة قال الله تعالى (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) .
5_ إذا أعطاك ربك شيئا لابد أن تقنع به ،ولا تطلب فوقه ،فكلما تطلب فوقه زيادة ،يمرض رأسك ويكون وبالا عليك.وكف الطمع هذا ليس سهلاً ولا صعباً.فإذا قطع العبد عن حظوظ نفسه فكله سهل.فيخالف نفسه ويترك الهوى. نحن نظن أننا تركنا الهوى ولكن الحقيقة أننا ماتركنا الهوى .
6_ إذا قربت إلى النفحات الإلهية بكثرة الذكر وتطهير القلب من حب الدنيا حين ذاك تستشعر بريح طيب أفضل من المسك .هذه تجلياته عز وجل.
7_ لا ينبغي للعبد أن يطلب شيئا من ربه بنفسه التي يتعلق بها. أما الذي يتعلق برسول الله:124: يرى كيف يتجلى الله على رسوله:124: بالنفحات والأنوار الإلهية ومنه يتوزع إلى الكونين .
إذا تطهرت قلوبنا من حب الدنيا وحب الرئاسة يطلع العبد على ذلك . أنتم بعيدون عن الطريق.
واحد لحقني قال أجد عندك رائحة طيبة لم أجد مثلها. قلت هذه ليست رائحة، هذه نفحات الهية. هذا من فضل الله تعالى .
8_ علينا أن نطهر قلوبنا من حب الدنيا والرئاسة والمشيخة لا تتكئون ولا تتكلون عليها .
أما في ..... _ نعوذ بالله _ فأحدهم يجلس ويجتمع حوله عشرين من أحبابنا فيظن أنه شيخهم ويوجههم إلى نفسه لا إلى الله تعالى لا أنتم تستفيدون ولا هم يستفيدون.
تغرون بالمشيخة حتى يكبر عليكم هذا. نعوذ بالله. أما الصادق ممن حولكم فيستفيد بصدقه.أنت لست شيخهم فعليك أن توجههم إلى الله وإلى الطريق وإلى خادم الطريق.
لكن يعمل لنفسه وبنفسه ،ويخدم الطريق لنفسه،لا بالله ولا لله ولا بالطريق،و يحسب أننا لا نعرف.والله نعرف .
فعليه أن يخرج نفسه من البين ويشتغل بالله لله بالطريق وللطريق ويوجه إلى خادم الطريق الحي المأذون إلى رسول الله:124: فهم يعملون بنفسهم لنفسهم لا لله تعالى. وينزعجون إذا قلنا تفكروا واخرجوا أنفسكم من البين و تجردوا لربكم ولمحبة نبيكم عليه الصلاة والسلام ، ولمحبة الطريق ،فهكذا تستفيدون ويستفاد منكم.
اللهم انفعنا وحققنا بالقبول. آمين انتهى