منتديات البوحسن - منهج أهل السنة في عاشوراء

* مرت ذكرى وفاة سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب على صلحاء الوادي المبارك وأسلافنا الأكرمين، فما سمعنا منهم من يثير النفوس ولامن يزعزع الصدور بإثارة الشحناء والبغضاء على قوم قد مضوا ولقوا ربهم وهو الحاكم بين الأولين والآخرين

* كما لانرى فيهم من يهمل ذكر الفضائل، وذكر الفضل لأهله، وذكر الشرف لأهله كما مضى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولايجعلون من الأحداث أغراضا سياسية، ولامرادات دنيوية، ولا تأثيرات سلبية قبيحة قلبية يخطئون بها سواء السبيل.

* بل هم على قدم الاستقامة والسواء والوسط، لا يعرفون البغضاء ولا الشحناء على الأموات ولا على الأحياء، مضوا على قدم "ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"

*شأنهم في معاملات الناس والطوائف المختلفة ما أشار الشاعر له "ملكنا فكان العفو منا سجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح.. وحللتموا قتل الأسارى وطالما غدونا على الأسرى نعف ونصفح.. وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح"

*وليس في أواني الصحابة الذين رباهم من ظللته السحابة عليه الصلاة والسلام، ولا في أواني أهل بيته الطاهر المطهرين بنص القرآن إلا المسك والحسن والجمال والمكارم والفضائل..

فما سمعنا علي بن الحسين الذي قتل أبوه أمامه هو وإخوانه يسب أو يشتم أو يندد لا في خلوة ولا في جلوة..
لكن سمعناه يبكي من خشية الله، وسمعناه ينفق على عباد الله، وسمعناه يكثر السجود حتى أنه يصلي في الليلة ألف ركعة عليه رضوان الله تبارك وتعالى..

* هذا منهج الأكياس خيار الناس.. يراد أن يخرج الناس منه بدعوى محبة أو غيرها إلى سوء المسلك والمهالك والعياذ بالله

* مسلك رسول الله وأهل بيته وصحابته والصالحين على مدى القرون هو مسلك الطهارة والنقاء والتقى والأخلاق التي بعث محمد ليتمم مكارمها فينا، فمن يلهينا عن هذا المسلك بأي فلسفة وأي أسلوب فهو غاش وخائن للأمانة،

إننا نحتاج إلى كل مايقوم في القلوب خشية الله والمحبة في الله فيما بين المؤمنين..

ولسنا بحاجة أن نثير الشحناء ولا البغضاء ولا العداوة لأموات ولا لأحياء..

*أما من مات فإنه قد لقي الحاكم جل جلاله ليحكم له أو عليه ولسنا بحكام عليه..

وأما من كان حيا فهو أمانة في أيدينا، إن غششناه بملئ قلبه بسوء أو ببغضاء كان الحكم علينا يوم القيامة، وإن الله سائلنا عما نقول وعما نفعل ..

*فلنحيي أيها المؤمنون سير الصالحين، ولنسلك مسلك الاتباع لسيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه..

* رأينا الصلحاء الماضين إن كفرهم مكفر لم يقابلوه بالتكفير، وإن آذاهم مؤذي لم يقابلوه بالأذى، وسنة الله مع من صدق مع الله أنه يتولاهم ويتولى الصالحين من عباده، "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"..

"للحبيب عمر بن حفيظ"