منتديات البوحسن - صورة الإسلام في يد أهل السوائل الحارقة

صورة الإسلام في يد أهل السوائل الحارقة

مقالات سابقة للكاتب

علي سعد الموسى

أدين بصلب فكرة مقال اليوم إلى الزميل الكبير "سمير عطا" وهو يتساءل ما قبل الأمس في شرفته بالشرق الأوسط عن اختطاف الإسلام من قبل أهل "السوائل الحارقة" فيما قادة الفكر يتفرجون بلا حراك. وكنا من قبل نلقي باللوم مباشرة على الشرق والغرب في بناء الصورة النمطية السالبة عن الإسلام والمسلمين ثم كشف لنا العقد الأخير أننا من نقدم لهم وبأيدينا هذه الصورة حتى على مقعد من طائرة. تدهشني "يوفوريا" كوادر تنظيم القاعدة من مخبئها في جبال اليمن من أن النيجيري "عمر الفاروق" كان رسالة انتقام إلى أولئك الذين حاولوا نثر استراحتهم في كهف وكأنهم كانوا هناك يتدارسون في معمل أبحاث عن آخر ثورات الخلايا الجذعية أو السيطرة على خلايا الدماغ المنقسمة نحو التسرطن، فيما هم يبحثون عن أي مدينة يستهدفون وعن أسهل طائرة يهوون بالأبرياء فيها إلى الأرض.
والنتيجة أن الإسلام وأهله هم من يدخل دائرة الاتهام والشك، ولا أبلغ من هذا إلا المفارقة التي تحدث عنها أحد ركاب تلك الطائرة بعفوية تستحق التأمل وهو يقول: عشت مع العرب 17 عاماً متصلة، ويومها كانت تلك الفترة في السبعينات أكثر أيامي أمناً وصفاءً ولكنني أصدقكم اليوم إن قلت إنني أشعر بالرعب عندما ألمح شرق أوسطيا يسير بجواري نحو الطائرة. واليوم أيضاً، هل تحولت دورات المياه بالطائرات إلى كابوس حين يدخل إليها مسلم ثم يطيل المكوث بمثل ما فعل عمر الفاروق في رحلته الأخيرة؟ أصبحنا شبهة لأننا لا نقوم بالفعل الصحيح وكأننا لا ننفذ أعظم ديانات الرب رغم أننا من يحصد ثمار هذا الشذوذ الذي يتنامى مع الإسلام بمثل ما ترفضه الفطرة الإنسانية فأي مبرر نسكت عليه ونحن نشاهد 300 مسافر تحت رحمة قنبلة؟
سكت أهل الفكر ليتركوا الساحة لأصحاب السوائل الحارقة فمن هو الذي يقدم هذا الدين العظيم إلى هذا العالم بأسره اليوم إلا أصحاب الكهوف والمغارات؟ فمن هو الذي أدان هذا الفعل واستنكره من بين كل منظمات المسلمين الرسمية؟ صورة الإسلام اليوم تحتكرها منظمة واحدة وصلت إلى أن تقدمه باسم "عمر الفاروق" ولكم أن تتخيلوا هذه الصدفة النادرة بكل الفوارق الهائلة بين رسالة ابن الخطاب وبين رسالة حامل اسمه حين ضلت الأهداف وحين تم تزوير أول اسم للفاروق إلى مجرد قنبلة.

نقلا عن "الوطن" السعودية