رد: الشيخ المجاهد العالم العامل بديع الزمان النورسي
وفاته :
توفي بديع الزمان النورسي في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1379هـ الموافق للثالث والعشرين من شهر آذار 1960م تاركاً موسوعة علمية، أدبية ، إيمانية ضخمة تسد حاجة هذا العصر ، وتخاطب مدارك أبنائه ، وتدحض أباطيل الفلاسفة الماديين ، وتزيل شبهاتهم من أسسها ، وتثبت حقائق الإيمان وأركانه بدلائل قاطعة ، وبراهين ناصعة ، جمعت في ثمانية مجلدات ضخام ، هي : الكلمات – المكتوبات – اللمعات – الشعاعات – إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز – المثنوي العربي النوري – الملاحق – صيقل الإسلام ، وقد ترجمت إلى اللغات العربية والإنكليزية ، والألمانية ، والأردية ، والفارسية ، والكردية ، والفرنسية ، والروسية وغيرها ، ودفن في مدينة (أورفه).
وبعد الانقلاب العسكري في تركيا في 27/5/1960 قام الانقلابيون العسكر بنقل رفات الإمام النورسي إلى جهة غير معلومة.
وقد وصف شقيقه الشيخ عبد المجيد النورسي نقل رفات أخيه بديع الزمان في مذكراته ، بعد خمسة أشهر من وفاته ، فقد قالوا له : سنقوم بنقل رفات أخيك الشيخ سعيد النورسي من أورفه.. وقاموا بهدم قبر بديع الزمان ، وقلت في نفسي: ( لابد أن عظام أخي الحبيب قد أصبحت رماداً ، ولكن ما إن لمست الكفن ، حتى خيل إلي أنه قد توفي بالأمس ، كان الكفن سليماً ، ولكنه كان مصفراً بعض الشيء من جهة الرأس كانت هناك بقعة واحدة على شكل قطرة ماء).
وهكذا نقله العسكر بطائرة مروحية إلى جهة مجهولة ، وكأن الله العلي القدير قد استجاب لرغبة الإمام بديع الزمان ، بأن يكون قبره مجهولاً.
ضاق الأوباش بالإمام حياً ، فاضطهدوه ، وضاقوا به ميتاً فدفنوه في مكان لا يعرفه أحد.. وكذلك يفعلون ولكن هذا لا يضير الإمام ، فهو من الصالحين ومع الصالحين، ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ، والله متم نوره ولو كره الكافرون ) وها هم أولاء تلاميذ النورسي يملؤون تركيا ، ويعملون من أجل الإسلام ودحض الكفر والشرك والعمالة والظلم ، مهما غلا الثمن لأن سلعة الله أغلى.