علينا معاشر المؤمنين الشاذليين أن نكون من الصادقين
:sm152:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
:extra159:
علينا معاشر المؤمنين الشاذليين أن نكون من الصادقين في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا ، لأن هذا الطريق الشاذلي المبارك من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر حياتنا باقٍ بإذن الله تعالى ، ولا يخلو هذا الطريق من الصادقين ، فإذا اجتمعنا على الصدق فاجتماعنا يكون حجة ، كما كان اجتماع من قبلنا حجة ، المهم أن نكون صادقين فإذا لم يوجد الصدق فينا فهذا الطريق لا يقبلنا . يقول الله تعالى وتقدس : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } سورة التوبة / 119
فمن قصر في محبة الخالق يكون تقصيره بسبب عدم صدقه مع الخالق الرب الرحيم جل سلطانه وتبارك وتعالى وتقدس هذا أولاً ، وثانياً : ميله إلى عالم الأسباب ، وكلما زاد الميل إلى عالم الأسباب ضعف الإيمان . ولم ينتقل من علم اليقين إلى عين اليقين فضلاً أن يكون في مرتبة حق اليقين ليكون من الصديقين ـــ علماً أنه لا تأثير للأسباب في القدَر عند أهل السنة والجماعة ـــ ولهذين السببين لا يترقى العبد ولا يخرج من طبيعته البشرية التي هي الكثافة الترابية ، ويبقى محروماً من المحبة الذاتية التي وعد بها ربنا جل وعلا ، ومحروماً كذلك من الرضا ، لأن الله تبارك وتعالى جعل ثمرة الصدق الرضا ، فقال تعالى : { قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة المائدة / 119
وإذا أخرج العبد حب الدنيا من قلبه ، واسودت الدنيا في بصيرته ، وانتقل من بصيرته إلى بصره ، ونور بصيرته بنور عين اليقين فإنه لا يمكن أن يدخل في صدقه ما يشوش عليه محبة ربه عزوجل . فوجب على كل واحد فينا أن يكون حريصاً على بصيرته لأن تجليات الله سبحانه وتعالى لائحة على عبده ما لم يحصل الحجاب ، وذاك الحجاب هو اشتغال العبد بغير الله تعالى .
فكن حريصاً على بصيرتك كما تكون حريصاً على بصرك أن لا يدخل فيه غبار ، فإذا حافظت على بصيرتك يكون ظاهرك منوراً ، وباطنك بمحبة ربك معمَّراً .
اللهم ارحمنا برحمتك الخاصة ، ووجهنا إليك ، واشرح قلوبنا للإسلام المقيد بالشريعة والسنة ، ووفقنا لاتباع حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم . لأنك قلت : { إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } سورة آل عمران / 31
وارزقنا بفضلك مقام الذين اهتدوا فزدتهم هدى ، كما قلت : { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } سورة محمد / 17
وإن لم نكن أهلاً لهذا ، فأنت أهل لذاك أهل التقوى وأهل المغفرة ،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
الوصية 298 من كتاب الدرر البهية لسيدي وسندي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله وبارك في عمره وأطال لنا في بقاءه وأمدنا من فيوضه واسراره ونفعنا بعلومه وبركاته وجعلنا من الذين قالوا سمعنا وأطعنا
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات