فَنَقُومَ دُونَ القَبرِ وِقفَةَ خَاضِعٍ = مُتَذَلِّلٍ فِي السِّرِّ وَالإِعلاَنِ
فَكَأنَّهُ فِي القَبرِ حَيٌّ نَاطِقٌ = فَالوَاقِفُونَ نَوَاكِسُ الأذقَانِ
مَلَكَتهُمُ تِلكَ المَهَابَةُ فَاعتَرَت = تِلكَ القَوَائِمَ كَثرَةُ الرَّجفَانِ
وَتَفَجَّرَت تِلكَ العُيُونُ بِمَائِهَا = وَلَطَالَمَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ
وَأتَى المسَلِّمُ بِالسَّلاَمِ بِهَيبَةٍ = وَوَقَارِ ذِي عِلمٍ وَذِي إيمَانِ
لَم يَرقع الأصوَاتَ حَولَ ضَريحِهِ = كَلاَّ وَلم يَسجُد عَلَى الأذقَان
هَذِي زِيَارَةٌ مَن غَدا مُتَمَسِّكاً = بِشَرِيعَةِ الإِسلاَمِ والإِيمَانِ
مِن أفضَلِ الأعمَالِ هَاتِيكَ الزِّيَا = رَةُ وَهيَ يَومَ الحَشرِ فِي المِيزَانِ
( ابن قيم الجوزية )
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا