الموضوع: الشريف والعبد
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2009
  #1
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
افتراضي الشريف والعبد



الشريف والعبد

يحكي أن بعض الشرفاء في بلاد خراسان كان أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه كان فاسقاً ظاهر الفسق ...

وكان هناك موسى أسود تقدم في العلم والعمل فأكب الناس على تعظيمه ...

فاتفق أن خرج يوماً من بيته يقصد المسجد فاتبعه خلق كثير يتبركون به ، فلقيه الشريف سكران فكان الناس يطردونه عن طريقه فغلبهم وتعلق بأطراف الشيخ وقال :
يا أسود الحوافر والمشافر يا كافر ابن كافر

أنا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذل وأنت تجل ، وأهان وأنت تعان ، فهمّ الناس بضربه .

فقال الشيخ : لا تفعلوا هذا محتمل منه لجده صلى الله عليه وسلّم و معفو عنه وإن خرج عن حده .

ولكن أيها الشريف بيضتُ باطني وسودتَ باطنك ، فرؤي بياض قلبي فوق سواد وجهي فحسنت ، وسواد قلبكَ فوق بياض وجهكَ فقبحت ..
وأخذتُ سيرة أبيكَ ، وأخذتَ سيرة أبي ، فرآني الخلق في سيرة أبيكَ، ورأوكَ في سيرة أبي ، فظنوني ابن أبيكَ ، وظنوكَ ابن أبي...
فعملوا معك ما يعمل مع أبي ، وعملوا معي ما يعمل مع أبيك ، ولهذا ونحو قيل :
ولا ينفع الأصل من هاشم = إذا كانت النفس من باهلة

أي لا ينفع في الامتياز على ذوي الخصال السنية إذا كانت النفس في حد ذاتها باهليّة رديّة ، ومن الكمالات عرّية .

{ باهلة في الأصل اسم امرأة من همدان كانت تحت معن بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان فنسب ولده إليها ، وقيل : بنو باهلة وهم قوم معروفون بالخساسة ، قيل : كانوا يأكلون بقية الطعام مرة ثانية وكانوا يأخذون عظام الميتة يطبخونها ويأخذون دسوماتها فاستنقصتهم العرب جداً حتى قيل لعربي أترضى أن تكون باهلياً وتدخل الجنة فقال : لا إلا بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني باهلي ، وقيل :
إذا قيل للكلب يا باهلي ... عوى الكلب من شؤم هذا النسب }
.

(( تفسير روح المعاني : للآلوسي ))
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس