أدنى أهل الجنة منزلة
قال الله تعالى (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )(سورة القصص/ءاية 83)
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في وصف الجنة: ( هي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، ونهر مطرد، وقصر مشيد ، وزوجة حسناء جميلة في مقام أبدي في حبرة ونضرة في دار عالية بهية) .
الحمد لله ذي الجلال والإكرام وصلّى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأمجاد الأعلام،
لن يدخل المؤمنون الجنة دفعة واحدة بل هم على مراتب ودرجات، فأول من يدخل الجنة الأنبياء وفي مقدمتهم حبيبنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ثم يتبعهم الأتقياء والصالحون ومن شاء الله من أمة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ثم من شاء من باقي الأمم، ويكون في النار قد بقي بعض المسلمين العصاة الذين شاء الله لهم العذاب على ذنوبهم فيقضون ما يقضونه في النار ثم يخرجون ، وفي ذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّّم: ( يخرج قوم من النار بعدما مسّّهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين) رواه البخاري.
وقبل الدخول يحصل أمر كما ورد عن رسول الله صلّّّى الله عليه وسّلم أنه قال: ( سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال:هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة فيقول :أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟
فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ُمُلك ملكٍ من ملوك الدنيا؟فيقول :رضيت ربي،فيقول :لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة : رضيت ربي ، فيقول : هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك ، فيقول :رضيت ربي ، قال (أي موسى) :رب فأعلاهم منزلة؟قال: أولئك الذين أردت ، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر) رواه مسلم.
فانظروا ما سيلقاه أدنى أهل الجنة من نعيم وهو مع كونه لأدناهم فإنه يحوي ما يحوي من فضل الله ونعمه وإكرامه فكيف بألأولين ومن تبعهم.
وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلّّم ما يحصل عليه أدنى أهل الجنة( إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة ، وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء).
وورد أن أهل الجنة عليهم تيجان وأن أدنى لؤلؤة منها تضيء ما بين المشرق والمغرب.
ويقول ربنا سبحانه وتعالى في الحث على عمل الخير والتزود من هذه الدنيا لدخول الجنة في الآخرة : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم ما تدعون نزلا من غفور رحيم).
فاعمل أخي المسلم لتكون من أهل النعيم المقيم وادع الله أن يحشرك مع سيد المرسلين محمد خاتم النبيين.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 02-28-2009 الساعة 09:07 PM