وكان يقول: أسرّ أيامي أصبح ليس عندي شيء. ويستشهد بعبارة أحد الربانيين: اهتمامك برزق غد يكتب عليك خطيئة .
وقيل له: إن همة هؤلاء الصوفية كِسْرة وخرقة فقال: لا أعلم أعظم قدراً من هذه صفته .
قال صالح بن أحمد: رأيت أبي يأخذ الكسر (الخبز) وينفض الغبار عنها ثم يصب عليها الماء ثم يأكلها بالملح .
وقد أرسل له مرة المتوكل طبيباً فقيل له: يا أمير المؤمنين إن أحمد بن حنبل ليس به علة في بدنه إنما هذا من قلة الطعام وكثرة الصيام والعبادة .
فقد كان رحمه الله يقول: الخوف منعني من الطعام والشراب .
وقال النحوي: رأيت الإمام أحمد وعليه ثياب غلاظ .
وقال أبو طالب الشابي: سئُل أحمد ما الزهد في الدنيا فقال: قصر الأمل والإياس مما في أيدي الناس .
وَبِأَحمَد المَولى المكرَّم مَـن غَـدا -
حِفْظُ الحَديثِ شِعارُهُ وَدثـارهُ
خَلِّصْ عُبَيْدَكَ مِن جَحيمٍ سُعِّرَتْ -
وَاجعلْ بِجَنَّاتِ النَعيـمِ قَـرارهُ
وَأعِنْهُ في الدَّارينِ وَاجعلْ سيِّدي -
بِجوارِ خَيـرِ الأَنبيـاءِ دِيـارهُ