عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي مقاييس الطول والمساحة في التراث

مقاييس الطول والمساحة في التراث





وردت في معجم البلدان ألفاظ تدل على الطول والمساحة، بعضها عربي والآخر مترجم، قام ياقوت الحموي بتفسيرها، ومنها: البريد والفرسخ والميل والكورة والمخلاف.
فأما البريد، ففيه خلاف وذهب قوم إلى أنه بالبادية اثنا عشر ميلاً وبالشام وخراسان ستة أميال. وقال أبو منصور البريد الرسول وإبراده إرساله. وقال بعض العرب الحمى بريد الموت، أي أنها رسول الموت تنذر به. والسفَر الذي يجوز فيه قصر الصلاة أربعة برد، ثمانية وأربعون ميلاً بالأميال الهاشمية التي في طريق مكة وقيل لدابة البريد بريد لسيرها في البريد. قال الشاعر
وإني أنص العيشَ حتى كأنني

عليها بأجواز الفلاة بريد

وقال ابن الأعرابي كل ما بين المنزلين بريد، وحكى بعضهم ما خالف به من تقدم ذكره فقال: من بغداد إلى مكة مائتان وخمسة وسبعون فرسخاً وميلان، ويكون أميالاً ثمانمائة وسبعة وعشرين ميلاً، وهذه عدة ثمانية وخمسين بريداً وأربعة أميال، ومن البريد عشرون ميلاً. هذه حكاية قوله، والله أعلم. وخبرني بعض من لا يوثق به، لكنه صحيح النظر والقياس، أنه إنما سميت خيل البريد بهذا الاسم لأن بعض ملوك الفرس اعتاق عنه رسل بعض جهات مملكته فلما جاءته الرسل سألها عن سبب بُطئها فشكوا من مروا به من الولاة وأنهم لم يحسنوا معونتهم فأحضرهم الملك وأراد عقوبتهم فاحتجوا بأنهم لم يعلموا أنهم رسل الملك فأمر أن تكون أذناب خيل الرسل وأعرافها مقطوعة لتكون علامة لمن يمرون به ليزيحوا عللهم في سيرهم فقيل بُرَيد أي قُطِع فعرب فقيل خيل البريد، والله أعلم. وأما الفرسخ، فقد اختلف فيه أيضاً فقال قوم هو فارسي معرب وأصله فَرسَنك. وقال اللغويون الفرسخ عربي محض، يقال انتظرتك فرسخاً من النهار أي طويلاً. وقال الأزهري أرى أن الفرسخ أخذ من هذا. وروى ثعلب عن ابن الأعرابي قال سمي الفرسخ فرسخا لأنه إذا مشى صاحبه استراح وجلس. قلت كذا قال وهذا كلام لا معنى له، والله أعلم. وقد روي في حديث حذيفة ما بينكم وبين أن يصب عليكم الشر فراسخ إلا موت رجل فلو قيل قد مات صب عليكم الشر فراسخ. قال ابن شميل في تفسيره: وكل شيء دائم كثير فرسخ. قلت أنا أرى الفرسخ من هذا أخذ لأن المشي يستطيله ويستديمه ويجوز في رأي أن يكون تأويل حديث حذيفة أنه يصب عليكمَ الشر طويلاً بطول الفراسخ ولم يُرد به نفس الطول وإنما يراد به مقدار طول الفرسخ الذي هو علم لهذه المسافة المحدودة، والله أعلم. وقالت الكلابية فراسخ الليل والنهار ساعاتهما وأوقاتهما ولعله من الأول، وإن كان هذا هو الأصل فالفرسخ مشتق منه كأنه يراد سير ساعة أو ساعات، هذا إن كان عربياً. وأما حده ومعناه فلا بد من بسط يتحقق به معناه ومعنى الميل معاً.
وأما الميل. فقال بطليموس في المجسطي الميل ثلاثة آلاف ذراع بذراع الملك، والذراع ثلاثة أشبار، والشبر ستة وثلاثون إصبعا، والإصبع خمس شعيرات مضمومات بطون بعضها إلى بعض؛ قال والميل جزء من ثلاثة أجزاء من الفرسخ، وقيل الميل ألفا خطوة وثلاثمائة وثلاث وثلاثون خطوة. وأما أهل اللغة، فالميل عندهم مدَى البصر ومنتهاه. قال ابن السكيت وقيل للأعلام المبنية في طريق مكة أميال لأنها بنيت على مقادير مدى البصر من الميل إلى الميل، ولا نعني بمدى البصر كل مرأى، فإنا نرى الجبل من مسيرة أيام، إنما نعني أن ينظر الصحيح البصر ما مقداره ميل.
وأما الكورة، فقد ذكر حمزة الأصفهاني الكورة اسم فارسي بحت يقع على قسم من أقسام الأستان واستعارتها العرب وجعلتها اسما للأستان، فالكورة والإستان واحد. قلت أنا الكورة كل صقع يشتمل على عدة قرى، ولا بد لتلك القرى من قصبة أو مدينة أو نهر يجمع اسمها ذلك اسم الكورة كقولهم دارا بجرد مدينة بفارس لها عمل واسع يسمى ذلك العمل بجملته كورة دارا بجرد
وأما المخلاف، فأكثر ما يقع في كلام أهل اليمن وقد يقع في كلام غيرهم وهو واحد مخاليف اليمن وهي كورها، ولكل مخلاف منها اسم يعرف به وهو قبيلة من قبائل اليمن أقامت به وعمرته فغلب عليه اسمها.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس