أول مرة ذهب إلى الحج في "العهد العثماني" على ظهور الجمل






في مهمةٍ نادرة من نوعها لـeDair-alzor استطعنا أن نجد مبتغانا في قرية "السوسة" خلال رحلة البحث عن أكبر مُعمّرٍ في المدينة؛ فكان لنا ما أردنا.





ففي قرية "السوسة" التابعة لمدينة "البوكمال" التقينا "الحاج محمد المحيميد" الذي لا يزال صامداً أمام عواقب الدهر؛ ضارباً عرض الحائط كل مقاييس الزمن.

استقبَلنا أبناؤه وأحفاده في بيته الريفي المتواضع؛ وتحدثنا طويلاً عن مراحل حياته التي عاشها وعاصر خلالها عدة أجيال متلاحقة...

يقول ابنه "عايش أبو محمد": « والدي لم يعرف المدرسة في صغره، وبالرغم من ذلك استطاع تعلم قراءة القرآن على يد شيوخ الأزهر، ومن ثم بدأ بتعليم جميع أبناء قريته وحتى القرى المجاورة؛ حيث حول والدي مسجد القرية (والذي يعتبر أول مسجدٍ في القرية بني عام/1948/) كمدرسة لتعليم أصول تلاوة القرآن الكريم».

وتابع حديثه قائلاً: «كان والدي من أبرز الشخصيات التي حثت الناس على الجهاد ضد الاحتلال الفرنسي ومقاومته؛ وذلك لمكانته الدينية المتميزة بين أبناء قريته والقرى المجاورة».

وعند سؤالنا لـ"الحاج محمد" عن عدد مرات زيارته لبيت الله الحرام




منزل "المحيميد" في قرية "السوسة




أجاب: «ذهبت للحج عشرين مرة؛ وأول مرةٍ أذهب فيها للحج كانت زمن الاحتلال العثماني، حيث سافرنا على ظهور البعير"الجمل" واستغرقت الرحلة نحو ثلاثة أشهرٍ وعشرين يوماً ذهاباً وإياباً» .

والأمر الأكثر دهشةً وغرابة هو أن "الحاج محمد" لا يزال يتذكر اسم البدوي الذي أرشدهم في رحلتهم للحج أول مرة، حيث قال: «كان يسير أمامنا رجلٌ بدوي كدليلٍ لنا للطريق اسمه "غازي البجيدي"» .

وعند سؤالنا عن صحة والدهم أجاب ابنه: «إنه لا يشكو من أي مرضٍ هضمي أو عظمي؛ ولم يمرض يوماً، لكن منذ عام /2001/ فَقَدَ بصره من كثرة تلاوة القرآن، ما انعكس هذا المرض على صحته بالكامل؛ والآن هو ممددُ في الفراش طوال اليوم» .

وقبل أن ننهي زيارتنا؛ قدم أبناءه تفصيلاً عن نسل والدهم وكانت المفاجأة... إذ بلغ عدد أبنائه وأحفاده نحو //287// فرداً بين ذكرٍ وأنثى، مع العلم أن "الحاج محمد" لديه زوجتين فقط.

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات