عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: أجمل ما قال قيس لبنى

بِتُّ وَالهَمُّ يا لُبَينى ضَجيعي = وَجَرَت مُذ نَأَيتِ عَنّي دُموعَي
وَتَنَفَّستُ إِذ ذَكَرتُكِ حَتّى = زالَتِ اليَومَ عَن فُؤادي ضُلوعي
أَتَناساكِ كَي يُريغَ فُؤادي = ثُمَّ يَشتَدُّ عِندَ ذاكَ وَلَوعي
يا لُبَينى فَدَتكِ نَفسي وَأَهلي = هَل لِدَهرٍ مَضى لَنا مِن رِجوعِ



أُحِبُّكِ أَصنافاً مِنَ الحُبِّ لَم أَجِد = لَها مَثَلاً في سائِرِ الناسِ يوصَفُ
فَمِنهُنَّ حُبٌّ لِلحَبيبِ وَرَحمَةٌ = بِمَعرِفَتي مِنهُ بِما يَتَكَلَّفُ
وَمِنهُنَّ أَلّا يَعرِضَ الدَهرُ ذُكرَها = عَلى القَلبِ إِلّا كادَتِ النَفسُ تَتلَفُ
وَحُبٌّ بَدا بِالجِسمِ وَاللَونِ ظاهِرٌ = وَحُبٌّ لَدى نَفسي مِنَ الرَوحِ أَلطَفُ
وَحُبٌّ هُوَ الداءُ العَياءُ بِعَينِهِ = لَهُ ذِكَرٌ تَعدو عَلَيَّ فَأَدنَفُ
فَلا أَنا مِنهُ مُستَريحٌ فَمَيِّتٌ = وَلا هُو عَلى ما قَد حَيَيتُ مُخَفَّفُ



فإِن تَكُ لُبنى قَد أَتى دونَ قَربِها = حِجابٌ مَنيعٌ ما إِلَيهِ سَبيلُ
فَإِنَّ نَسيمَ الجَوِّ يَجمَعُ بَينَنا = وَنُبصِرُ قَرنَ الشَمسِ حينَ تَزولُ
وَأَرواحُنا بِاللَيلِ في الحَيِّ تَلتَقي = وَنَعلَمُ أَنّا بِالنَهارِ نَقيلُ
وَتَجمَعُنا الأَرضُ القَرارُ وَفَوقَنا = سَماءٌ نَرى فيها النُجومَ تَجولُ
إِلى أَن يَعودَ الدَهرُ سَلماً وَتَنقَضي = تِراتٌ بَغاها عِندَنا وَذُحولُ


وَلَقَد أَرَدتُ الصَبرَ عَنكِ فَعاقَني = عَلَقٌ بِقَلبي مِن هَواكِ قَديمُ
يَبقى عَلى حَدَثِ الزَمانِ وَرَيبِهِ = وَعَلى جَفائِكِ إِنَّهُ لَكَريمُ
فَصَرَمتِهِ وَصَحَحتِ وَهوَ بِدائِهِ = شَتّانَ بَينَ مُصَحَّحٍ وَسَقيمُ
وارَبتِهِ زَمَناً فَعاذَ بِحِلمِهِ = إِنَّ المُحِبَّ عَنِ الحَبيبِ حَليمُ


أُريدُ سُلُوّاً عَن لُبَينى وَذِكرِها = فَيَأبى فُؤادي المُستَهامُ المُتَيَّمُ
إِذا قُلتُ أَسلوها تَعَرَّضَ ذِكرُها = وَعاوَدَني مِن ذاكَ ما اللَهُ أَعلَمُ
صَحا كُلَّ ذي وِدٍّ عَلِمتُ مَكانَهُ = سِوايَ فَإِنّي ذاهِبُ العَقلِ مُغرَمُ


وَإِنّي لَمُفنٍ دَمعَ عَينِيَ بِالبُكا = حِذارَ الَّذي قَد كانَ أَو هُوَ كائِنُ
وَقالوا غَداً أَو بَعدَ ذاكَ بِلَيلَةٍ = فِراقُ حَبيبٍ لَم يَبِن وَهوَ بائِنُ
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ مَنيَّتي = بِكَفَّيكِ إِلّا أَنَّ ما حانَ حائِنُ



قَد زارَني طَيفَكُم لَيلاً فَأَرَّقَني = فَبُتُّ لِلشَوقِ أُذري الدَمعَ تَهتانا
إِن تَصرِمِ الحَبلَ أَو تُمسي مُفارِقَةً = فَالدَهرُ يُحدِثُ لِلإِنسانِ أَلوانا
وَما أَرى مِثلَكُم في الناسِ مِن بَشَرٍ = فَقَد رَأَيتُ بِهِ حَيّاً وَنِسوانا

وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِ = لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ
تُحَدِّثُني الأَحلامُ أنّي أَراكُمُ = فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ
شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍ = وَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ
وَإِنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى = سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ


بَكَيتُ نَعَم بَكَيتُ وَكُلُّ إِلفٍ = إِذا بانَت قَرينَتُهُ بَكاها
وَما فارَقتُ لُبنى عَن تَقالٍ = وَلَكِن شِقوَةٌ بَلَغَت مَداها
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس