"يقول لك الرب في حضرة الربوبية: " يا عبد! أنت صورتي، أنت خليفتي، أنت كنـزي، أنت مصباح، بك عرفت، ولولاك ما تجلَّى سرُّ الربوبية... .
أظهرت فيك سر السميع البصير، وتجلَّيت لك باسم" الحكيم"، " الخبير". وحملتك أمانة السرِّ العزيز، فاشهد فيك أنوار"القريب"، وتنعَّم في رياض المعية، فأنا لك مجيب، سعد العالم بأنوار ظهوري فيك، فاسعد أنت بي، فالحبيب يوافيك.
ويقول لك الحق في حضرة الألوهية: من أنت حتى تطمع في الوصل إليّ؛ وأنا الغني الكبير؟. أنت العدم، وأنا صاحب القدم، أنت الظلمة، وأنا النور. النقص وصفك، والكمال وصفي، عند ذلك ينتفي الغرور، ويتجلى الحق للعبد الشكور.
ويقول لك في حضرة اسمه "الظاهر": أنا المتجلِّي بأسراري للفكر والعقول، أنا المشهود بأنواري، وأنا المسؤول ليس في الوجود إلا ظهور أنواري، وانكشاف معاني وأسراري فلا تشهد بالقلب والروح إلا أنوار تجلياتي.
ويناديك الحق من حضرة اسمه "الباطن": إياك أن تحكم عليَّ بشهودك، فأنا "الباطن" عن عيون الأرواح، فضلاً عن الأشباح، فعجزك عن المعرفة هو المعرفة، وعجزك عن الشكر هو الشكر، فما عرف الله إلا هو.
ويناديك الحق من حضرة عزته فيقول لك: أيُّ نسبة بيني وبينك؟. أنت الظلمة وأنا "النور". وأنا : "القدُّوس، الصَّمد" وأنت الظلوم الجهول، بالأزل والأبد، فاعرف من أنت، ومن أنا، تفز مني بالغنى.
ويناديك الحقُّ من حضرة القيُّومية، فيقول لك: أنت قائمٌ بي في كل الأحوال، وعواطفي تواليك في الأفعال والأقوال، فاشهد فيك حسن ولائي، واقرأ فيك آيات عطائي.
فمن العارفين: المسرور بالجمال.
ومنهم: الخاضع للجلال. والعبد الكامل هو الذي منح كل الحضرات وورث سيد السادات صلى الله عليه وآله وسلم." اهـ152
(يتبع إن شاء الله تعالى مع: "علوم اليقين .... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات