هل يجوز الاستنجاد بغير الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم,
هل يجوز الاستنجاد بغير الله؟ قال تعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين).
نعم يجوز, لكن بشرط أن يعتقد يقيناً أن جميع الأمور المثبَتة والمنفية كلها متعلقة بالله تعالى. فإذا كانت نيته أن الله تعالى يحب بعض عباده أكثر من بعض, ولذا فإنه يجعل واحداً من الأولياء واسطة بينه وبين الله تعالى، فهذا لا مانع منه. وإذا شككت في موضوع التوسّل والاستمداد, فاقرأ كتاب /محق التقوّل في مسألة التوسّل/ للشيخ محمد زاهد الكوثري. الذين يمنعون ذلك هم قسم من غير أهل السنة والجماعة, أما نحن فنتكلم عن اعتقاد أهل السنة والجماعة, فكما أنه في الآخرة توجد شفاعة - بعد الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام – للعلماء والصلحاء, فكذلك في الدنيا, الاستنجاد بهم جائز. أهل السنة والجماعة لا يمنعون ذلك منذ القديم, أما إذا رأيت من يمنع الاستغاثة بالأموات، ويستشهد باستغاثة سيدنا عمر رضي الله عنه بسيدنا ابن عباس، فإن دليله واهٍ. وقد قيّدنا أولاً بأن يعتقد أن كل شيء بأمر الله جل وعلا, لكن الذين يحبون الله ويحبهم الله, كما قال تعالى: ( يحبهم ويحبونه ), وقال أيضاً: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )، فهؤلاء - ما دام الله رضي عنهم - مقبولون عنده تعالى. رضي الله عنهم بصدقهم, ورضوا عنه بإعطاء الإنعام الأخروي والدنيوي.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات