
مِمَّا يُميِّز هذه الوصايا والحِكَم
فمِمَّا يُميِّز هذه الوصايا والحِكَم ـ وهذا سِرُّ فاعليَّتِها ـ أنَّه ـ حفظه الله ـ ما نقَلها من كتاب ، ولا تعلَّمها من معلِّم ، ولا هيّأها وجهَّزها مُسبقاً ، ولا حضَّرها من مراجع ، وإنَّما انسابت على لسانه الطّاهر من قلبه العامر بمدد إلهيٍّ باهر ، رزقاً للسّامعين ، وهدىً للسّائلين .
ففي اعتكاف عام ألفٍ وأربعِمائة وواحد وعشرين للهجرة ، قبل العيد بيومين ، نظر ـ حفظه الله ـ إلى دفاترنا الّتي كادت تمتلئ من كتابة وصاياه ، فقال : قبل أن تأتوا بيوم أو يومين تفكَّرت بيني وبين الله ، قلت : يا ربّ ! غداً يأتي الأحباب للاعتكاف ، ماذا أقول لهم ؟ تفكّرت . . . تفكّرت . . . واللهِ ما وَجدْتُ ولا كلمة ، ووجدْتُ نفسي فقيراً . انظروا الآن كمْ كتبتم ، واللهِ هذا ليس منّي ، هذا رزقكم أتاكم من ربِّكم ، فهو معنا ، كلَّما سألتم يأتي الجواب منه تعالى ، لأنّه يعرف ضعفنا ويعرف احتياجنا .
فاللهَ العظيم أسأل ، وبجاه نبيِّه الكريم أتوسَّل أن يَمُدَّ في عُمُر شيخنا مع كمال الصحّة والعافية ودوام التَّرقِّي ، وأن ينفعنا به وبوصاياه ، وينفع بها أهلَ الطّريق وعامّةَ المسلمين ، وأن يجزيَه عنّا خير الجزاء ، فإنّا عاجزون عن شكره .
وصلّى الله تعالى على سيِّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلِّم
|
من مقدمة كتاب سوانح قلبية
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات