عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011
  #13
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,199
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الملاحق - ملحق قسطموني


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 200
والخصومة ويكون موضع استفادة أهل الباطل والضلال على حساب اصحاب الحق واهله.
ان حادثة الاعتراض في استانبول تومئ الى ان بعض العلماء المعجبين بمشربهم والانانيين من المتصوفة وبعض المرشدين وأهل الحق ممن لم يقتلوا نفوسهم الأمارة بالسوء ولم ينجوا من ورطة حب الجاه سيعترضون على رسائل النور وطلابها، حفاظاً على رواج مشربهم ومسلكهم، وتوجّه اتباعهم اليهم. بل هناك احتمال قوي ان تكون المقابلة شديدة.. فعند حدوث مثل هذه الحوادث علينا بالتأني، وضبط النفس، والثبات، وعدم الولوج في العداء، وعدم التهوين من شأن رؤساء الطائفة المعارضة...
فلو افترض - فرضاً محالاً - ان اعتراضاً على رسائل النور ورد حتى من القطب الاعظم ومن مكة المكرمة، فان طلاب رسائل النور يثبتون ولا يتزعزعون، بل يتلقون اعتراض ذلك القطب الاعظم على صورة التفاتة كريمة وتحية وسلام. ويحاولون كسب توجهه وتقبيل يده وايضاح مدار الاعتراض لاستاذهم العظيم.
***

[مرض العصر]
نعم يا اخوتي !
انه في خضم التيارات الرهيبة والحوادث المزلزلة للحياة والعالم ؛ ينبغي ان يكون الانسان على ثبات وصلابة لاتحد بحدود، وضبط للنفس لانهاية له، واستعداد دون حدود للتضحية.
ان تفضيل المؤمنين الحياة الدنيا على الاخرة مع ايمانهم بالاخرة ومعرفتها حق المعرفة ، وترجيح قطع زجاجية تافهة على الالماس الثمين مع معرفة وعلم بها ورغبة فيها، وذلك بسيطرة دوافع الحس العمياء التي لاتبصر العقبى، وترجيح لذة آنية حاضرة على رطل من لذات صافية آجلة.. ان هذا مرض مخيف اصاب هذا العصر بل هو مصيبة من مصائبه، وبلية من بلاياه، وهو مضمون اشارة الاية الكريمة:


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 201
(يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة)(ابراهيم: 3)
ومن جراء هذه المصيبة يقع المؤمنون الحقيقيون احياناً في خطأ جسيم كموالاتهم أهل الضلالة. نسأله تعالى ان يجنّب أهل الايمان وطلاب رسائل النور من شر هذه المصيبة. آمين .
سعيد النورسي
***

[رزق طالب العلم]
لقد اقتنعت قناعة تامة بعد حوالى ألف من التجارب أنه:
في اليوم الذي اكون في خدمة رسائل النور أشعر بانكشاف وانبساطٍ وفرح وبركة في قلبى وفي بدني وفي دماغي وفي معيشتي حسب درجة تلك الخدمة. وقد شعرت من اخوتي الكثيرين - سواءً هنا أم هناك - الحالة نفسها ومازلت أشعر بها، وكثيرون يعترفون قائلين: "اننا نشعر بها ايضاً". حتى أنني اعتقد - كما كتبته لكم في السنة الماضية - ان السر في عيشي الكفاف وما يقيم الأود قد كان من تلك البركة.
وهناك رواية عن الامام الشافعي رضي الله عنه انه قال: انا ضامن رزق طالب العلم الخالص؛ لان في رزقهم بركة وسعة.
ولما كانت الحقيقة هي هذه وان طلاب رسائل النور قد اظهروا الأهلية التامة لعنوان "طالب العلم" في هذا الزمان، فلا ينبغي التخلي عن خدمة رسائل النور تجاه هذا القحط والجوع المنتشر. مع ادراك ان افضل علاج لهذا هو الشكر والقناعة والارتباط بصفة الطالب لرسائل النور، وعدم ترك الخدمة بحجة الضرورة لهاثاً وراء متطلبات العيش.
نعم ان هموم العيش هذه قد احاطت بالناس كلهم من كل جهة. وأهل الضلالة يستغلون هذا الوضع. ويجد أهل الدين انفسهم معذورين قائلين: ماذا نعمل انها ضرورة. لذا فعلى طلاب رسائل النور مواجهة بلاء الجوع والضرورة برسائل النور


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 202
ايضاً. فوظيفة كل طالب ليس هو انقاذ ايمانه وحده بل هو مكلف ايضاً بالحفاظ على ايمان غيره، ولا يكون ذلك الاّ بالاستمرار الجاد في الخدمة.
لقد كتبنا لكم: لا تواجهوا المعارضين بالعداء. بل اتخذوا طور الصداقة مع اهل التقوى واهل العلم قدر المستطاع. وعليكم الأخذ بهذا: لا تقحموا في صفوفكم من يمكن ان يسبب ضرراً برسائل النور ويمس صلابة طلابها، لان امثال هؤلاء ان لم ينضموا الى الدائرة بنية خالصة ربما يورثون الفتور. وان كانوا يحملون انانية وحباً للذات يكسرون صلابة طلاب رسائل النور ويجلبون انظارهم الى خارج رسائل النور ويشتتون افكارهم. يلزم في الوقت الحاضر اليقظة التامة والاخذ بالحذر...
سعيد النورسي
***

[معجزة معنوية]
ان رسائل النور ليست طريقة صوفية بل حقيقة، وهى نور مفاض من الآيات القرآنية ولم تستق من علوم الشرق ولا من فنون الغرب، بل هى معجزة معنوية للقرآن الكريم خاص لهذا الزمان.
***

[تتبع اخبار الحرب]
"جواب لسؤال ورد من قبل طلاب رسائل النور"
سؤال: لقد سألناكم في السنة الماضية: ها قد مرت خمسون يوماً ولم تلتفتوا الى التيارات الجارية في العالم ولم تسألوا عنها وقد أجبتم لنا في حينه. ولكن رغم ان ذلك الجواب كان حقيقة وكافياً، الاّ انه كان من المفروض ان تنظروا الى تلك التيارات ولو قليلاً من زاوية انتشار رسائل النور والعمل لها وإفادة العالم الاسلامي. أفلا يدفعكم الفضول الى الاهتمام بها والسؤال عنها من هذه الزاوية؟


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 203
الجواب: ان الانسان الذي يخوض غمار هذه الحرب الطاحنة يمثل اصدق تمثيل الآية الكريمة (انه كان ظلوماً جهولاً) (الاحزاب: 72) لذا لايجوز النظر الى المظالم المحيرة فضلاً عن موالاة تلك التيارات وتتبع اخبارها والاستماع الى دعاياتهم الكاذبة الخدّاعة ومشاهدة معاركها بأسىً وحزن. لأن الرضى بالظلم ظلم واذا ما مال اليه يكون ظالماً. واذا ما ركن اليه ينال زجر الآية الكريمة (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) (هود: 113).
نعم، لأن هذه الحرب المدمرة ليست لأجل إحقاق الحق وإرساء الحقيقة ولا لأجل اعلاء شأن الدين واقرار العدالة، بل تستند الى العناد والعصبية القومية والمصلحة النوعية واشباع انانية النفس، فترتكب مظالم شنيعة ومآسي أليمة لم يُرمثيلها في العالم. والدليل على ذلك:
إفناء الابرياء من اطفال وعوائل وشيوخ ومرضى بالقنابل المدمرة بحجة وجود جندي أو اثنين من جنود الاعداء فيما بينهم.. واتفاق أعتى المستبدين من البرجوازيين مع الفوضيين والارهابيين الذين هم المتطرفون من الاشتراكين والشيوعيين واهدار دماء الوف بل ملايين من الابرياء.. والاستمرار في هذه الحرب الضارة للانسانية جمعاء.. وردّ الصلح والسلام.. لذا فان الاسلام والقرآن الكريم بريئان بلاشك من مثل هذه الحروب المدمرة التي لا تنسجم مع أي قانون كان من قوانين العدالة ولا مع الانسانية ولا مع اي دستور كان من دساتير الحقيقة وقوانين الحقوق. ولا يتنازلان ولا يتذللان لمعاونة اولئك؛ لأن فرعونية رهيبة ومصلحية عجيبة تستحوذان فيهم بحيث لا يمدون يد العون الى القرآن والاسلام بل يحاولون جعلهما آلتين طيعتين في سبيل مآربهم. فلا شك ان أحقية القرآن تأبى الاستناد الى سيوف ظالمين كهؤلاء. بل الفرض على اهل القرآن والواجب عليهم الاستناد الى قدرة رب العالمين ورحمته بدلاً من الاستناد الى قوة عجنت بدماء ملايين الابرياء.
ولما كان الالحاد يسحق اهل الدين مستنداً الى احدى القوتين المتصارعتين وان الانحياز الى التيار المخالف للزندقة يبدو كوسيلة للنجاة من جورهم، الاّ ان التجارب اثبتت ان ذلك الانحياز - في الوقت الحاضر - يولد اضراراً كثيرة دون ان يجدي نفعاً.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 204
ثم ان الزندقة تدور - بسبب النفاق - حيث دارت مصلحتها، الى اي جهة كانت. وتجعل صديقك حليفها وتدفعه الى معاداتك. فتبقي الآثام التي اكتسبتها من الانحياز ثقيلة في عنقك.
وحيث ان وظيفة طلاب رسائل النور هى الايمان، لا تهمهم الامور الجارية في الحياة ولا يدفعهم الفضول الى النظر اليها بلهفة.
وبناء على هذه الحقيقة: فلي الحق الاّ انظـر اليها طوال ثلاث عشرة سنة وليس ثلاثة عشر شهراً فحسب.
فلقد نظرتم انتم اليها فماذا كسبتم غير الآثام؟ وماذا فقدت أنا ولم انظر اليها؟
السؤال الثاني:
ماالسبب وماوجه التخصيص لطلاب رسائل النور الخواص، انهم ضمن الطائفة المعرّفة بالآية الكريمة
(الذين انعمت عليهم) في سورة الفاتحة، وضمن الطائفة المجاهدة في آخر الزمان المعرّفة في الحديث الشريف (لا تزال طائفة من امتي) 1 وانهم فرد من افراد المعنى الاشاري للآية الكريمة (الاّ الذين آمنوا)..الخ، من سورة العصر.؟
الجواب: السبب هو: ان رسائل النور قد كشفت وحلّت ما يقرب من مائة من طلاسم الدين واسراره ومعميّات الحقائق القرآنية. بحيث ان الجهل بطلسم وسرّ يوقع الكثيرين في الشبهات والشكوك ولا ينجون من الريوب. بل قد يفقدون ايمانهم، اما الآن وبعد فك تلك الاسرار وحل تلك المغاليق لا يجرأ الملحدون على الظهور والغلبة ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.
وقد اشرنا الى قسم منها في المكتوب الثامن والعشرين (العنايات السبع). وستُجمع تلك الطلاسم باذن الله في مجموعة مستقلة.
***
_____________________
1 رواه البخارى في كتاب الاعتصام ، ومسلم في كتاب الايمان برقم 247 وكتاب الامارة برقم 170،173، 174 .



الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 205
[رسائل النور سانحات قلبية]
ان مسائل رسائل النور ليست نابعة من العلم، وإعمال الفكر، وبالنية والقصد والارادة، بل هي - بالاكثرية المطلقة - سانحات وظهورات قلبية وتنبيهات وإخطارات على القلب.
***

[كيف نجوتُ من ألم الشفقة؟]
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
لقد شعرتُ - بدافع العطف الانساني - بحزن أليم جداً للبشرية المضطربة في هذا لشتاء القارس، والشتاء المعنوي الرهيب الذي يلطخ البشرية بالدماء، فأمدّت حكمة الخالق الكريم ورحمته تعالى قلبي المحزون، وهو ارحم الراحمين واحكم الحاكمين - كما بينته ذلك في كثير من الاماكن - فورد هذا المعنى الى القلب:
ان تألمك هذا الشديد، يجرى مجرى الانتقاد لحكمة ذلك الحكيم ورحمة ذلك الرحيم سبحانه وتعالى. فلا رأفة - في دائرة الامكان - تسبق الرحمة الآلهية، ولا حكمة اكمل من حكمته الربانية. فكّر: ان العصاة ينالون جزاءهم والابرياء والمظلومون سينالون ثوابهم بعشرة اضعاف مما قاسوا. فعليك النظر الى الحوادث الواقعة خارج دائرة اقتدارك من زاوية رحمته وحكمته وعدالته وربوبيته تعالى.
وهكذا نجوت من الألم الشديد النابع من الشفقة بفضل الله.
يُنقل ادناه جواب سعيد القديم حول سؤال، اورده في مؤلفه "المناظرات" المطبوع قبل ثلاثين سنة.
لقد سئل قبل ثلاثين سنة اثناء تجواله بين العشائر:
سؤال: أما تكون الشكوى من الزمان والاعتراض على الدهر اعتراضاً على بدايع صنعة الصانع جل جلاله؟
الجواب: كلا، ثم كلا، بل ربما تعني الشكوى ما يأتي:


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 206
كأن الشاكي يقول: ان ماهية العالم المنظمة بدستور الحكمة الأزلية غير مستعدة لانجاز الأمر الذي أطلبه، والشئ الذي أبغيه، والحالة التي اشتهيها، ولايسمح به قانون الفلك المنقش بيد العناية الأزلية، ولاتوافقه طبيعة الزمان المطبوعة بمطبعة المشيئة الأزلية، ولا تأذن له الحكمة الإلهية المؤسّسِة للمصالح العامة.. لذا لا يقطف عالمُ الممكنات من يد القدرة الإلهية تلك الثمرات التي نطلبها بهندسة عقولنا وتَشَهّي هوانا وميولنا. وحتى لو أعطتها لَماَ تمكن من قبضها والاحتفاظ بها، ولو سقطتْ لَمَا تمكّن من حملها. نعم لا يمكن أن تسكن دائرة عظيمة عن حركاتها المهمة لاجل هوى شخص...
هذا وتُلحق رسائل النور هامشاً في بحث الزلزلة، كالآتي:
بينما لكل عنصر من العناصر وكل حادثة من الحوادث المادية والمعنوية - كالشتاء والزلزال - مئات من النتائج والغايات الخيرة. فان ايقافه لئلا يأتي شرٌ ونتيجةٌ ذات ضرر وشر، ارتكابٌ لمئات الشر، بترك تلك المئات من النتائج الخيرة، وهذا منافٍ للحكمة والحقيقة والربوبية.
ولكن الافراد الذين يتضايقون من القوانين الكلية، يمدّ الرحمن الرحيم سبحانه كل فرد عاجز ضعيف منهم بالعنايات الخاصة والامدادات الخصوصية والاحسانات المخصوصة ويسعفهم بدواء لدائهم. ولكن ليس وفق هوى ذلك الفرد، بل وفق منفعته الحقيقية، وقد يُعطى له ألماساً في الاخرة على ما طلبه من زجاج في الدنيا.
***

[هموم العيش الثقيلة]
كنت شديد القلق لاحتمال انفراط تساند طلاب رسائل النور - واكثرهم فقراء - وتزعزعهم امام هذه الحالات الرهيبة من هموم العيش التي اثقلت كاهل الفقراء والقحط الذي المّ بالناس - ضمن الوفرة - حيث بلغ الغلاء مبلغه في هذا الشتاء المادي والمعنوي. فأنتم يا اخوتي محتاجون ومكلفون في هذه العواصف الهوج اكثر من اي وقت آخر بالحفاظ على ترابطكم واتحادكم وغض النظر عن تقصيرات اخوانكم وعدم نشر الانتقاد فيما بينكم. حذار حذار ان يمتعض احدكم من


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 207
الاخر... فلا ينتقدنّ أحدكم الآخر... وبخلاف ذلك فان اظهاركم ولو قليلاً من ضعف يستغله اهل النفاق فيلحقون بكم اضراراً بليغة.
وتجاه ضرورة هموم العيش عليكم الالتزام بالاقتصاد والقناعة. وحيث ان المصالح الدنيوية ساقت كثيراً من اهل الحقيقة واهل الطريقة الى نوع من المنافسة، فأنا قلق من هذه الجهة التي لم تزعزع طلاب رسائل النور الى الآن، ونسأل الله ألا تزعزعهم في المستقبل ايضاً. ولكن ليس الجميع على النمط نفسه من الاخلاق. واذا ما اراد البعض راحته ضمن الدائرة المشروعة فلا تعترضوا عليه. والطالب الذي يعاني حالة الضرورة يمكنه ان يقبل الزكاة. وانه ليعدّ نوعاً من خدمة رسائل النور ايضاً، مدّ يد العون بالزكاة الى الاركان - من طلاب النور - الذين نذروا وقتهم لخدمة رسائل النور والى الساعين في الخدمة. بل يجب معاونتهم. ولكن يجب الاّ يكون بالحرص والطمع والسؤال بلسان الحال. والاّ يفتح الميدان لتعرض أهل الضلالة الذين يقولون: هؤلاء ضحوا بدينهم في سبيل الحرص والطمع اذ يقيسونكم على انفسهم ويتهمونكم بقولهم: ان قسماً من طلاب رسائل النور ايضاً قد جعلوا دينهم اداةً لدنياهم.
عليكم بقراءة رسالة "الاخلاص والاقتصاد" فيما بينكم تارة، وتارة اخرى رسالة "الهجمات الست".
ان ثباتكم الخارق وصلابتكم المتينة وتساندكم التام واتفاقكم العظيم سيكون مدار فخر لهذه البلاد بل هى بدرجة تستطيع ان تنقذ مستقبلها. احذروا الاّ تفسد تساندكم العاصفة الجديدة المقبلة.
***
[حقيقة تتعلق بأرباب العلم]
باسمه سبحانه
اخواني الاعزاء!
ان لرسالة الحزب النوري كرامةً معنوية تعود الى شخصي، والآن جاء دور بيانها: عندما انقلب سعيد القديم الى سعيد الجديد قبل ثلاثة وعشرين عاماً، واختار مسلك


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 208
التفكر، بحثتُ عن سرّ (تفكرُ ساعةٍ خير من عبادة سنة) وفي كل عام او عامين كان ذلك السرّ يغيّر من شكله فينتج إما رسالة عربية او رسالة تركية. وقد دامت تلك الحقيقة وهي تتلبّس الاشكال المختلفة ابتداء من رسالة "قطرة" العربية، وانتهاء الى رسالة "الآية الكبرى"، حتى اخذت شكلها الدائمي في "الحزب النوري". ومنذ عشرين عاماً، كلما تملكني الضيق واصاب الفكر والقلب إرهاق، ولجأت الى قراءة قسم من ذلك الحزب بتأمل، الاّ وكان يزيل ذلك الضيق والسآمة والارهاق. وقد تكرر ألف مرة انه لم يبق اي اثر للملل والتعب - الناتجين عن الانشغال طوال خمس او ست ساعات من الليل - بقراءة سدس ذلك الحزب قبيل الفجر. نعم ان هذه الحال تدوم حتى الآن.
ولمناسبة هذه الحقيقة ابُين مسألة وحقيقة عظيمة تتعلق في الوقت الحاضر بارباب المدرسة الشرعية والعلماء:
لقد انقادت طائفة المدارس الشرعية لطائفة التكايا والزاويا الصوفية منذ سالف العصور، أي سلّموا لهم القياد وراجعوهم للحصول على ثمار الولاية. وتحرّوا عندهم أذواق الايمان وانوار الحقيقة. حتى كان عالم كبير من علماء المدرسة الشرعية يقبّل يد شيخ ولي صغير من أولياء الزاوية الصوفية ويتبعه، فطلبوا ذلك النبع الفياض بالماء الباعث على الحياة في التكايا والزوايا .
بينما أظهرت رسائل النور بالمعجزة المعنوية للقرآن الكريم - كما هو ماثل امامكم - ان في المدارس الشرعية ايضاً طريقاً قصيرة توصل الى انوار الحقيقة، وفي العلوم الايمانية ينبوع ثر هي أصفى وانقى من غيرها. وانه في العلم الشرعي، وفي الحقائق الايمانية وعلم كلام أهل السنة، طريقاًِ للولاية هي اسمى واحلى واقوى من العمل والعبودية والطريقة الصوفية.
بينما يلزم - بل الالزم - سعي علماء المدرسة الشرعية لموالاة رسائل النور باعتزاز وشوق، فان اكثرهم لا يعرفون - يا للاسف - ان هذا الكنز العظيم الباقي، وهذا النبع الفياض الباعث على الحياة، مُلك مدرستهم نفسها، ولا يبحثون عنه، ولا يحاولون الحفاظ عليه.


الملاحق - ملحق قسطموني، ص: 209
ولكن الآن ولله الحمد بدأت تباشير ذلك حيث جذبت مجموعة "الكلمات" العلماء والمعلمين معاً الى الانوار.
***

[الحاجة الى الحقائق الايمانية ماسة]
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
حمداً لله وشكراً له بما لا يتناهى من الحمد والشكر، اذ جعل ولاية اسبارطة مدرسة الزهراء والجامع الازهر والذي كان هدف خيالي منذ مدة. فاقلامكم تغنى رسائل النور عن المطبعة ونشركم بالرونيو هذا العدد الكبير من النسخ المضبوطة المتسمة بالتوافق في وقت قصير أثبت دعواي الذي قلته صباحاً ثم اتى "امين" بهذه النسخ ثمرات رياض الجنة قبيل الظهيرة والدعوى هي: ان الحقائق الايمانية التي تخدمها رسائل النور هى اجلّ من كل شئ والحاجة اليها على اشدها في الوقت الحاضر، ولكن الملحدون اماتوا قلوبهم وأطاشوا نفوسهم بالاهواء فينكرون الحاجة الى حقيقة الايمان فيقولون: ان الذي يحرك اهل الدين والعلم نابع من مقاصد دنيوية وحاجاتها. وهكذا يتهمونهم ويعرضونهم لظلم شديد بموجب ذلك الاتهام. إن اسكات هؤلاء الملحدين التعساء إسكاتاًَ تاماً وفعلياً يلزم وجود مضحين لا تشبع حاجاتهم الى الحقائق الايمانية اعظم مشاغل الدنيا، بل حتى اضرارها الجسيمة لا تشغلهم عنها.
- ترى هل هناك احد من هذا القبيل؟
- نعم، وها ولاية اسبارطة وحواليها امامكم...
***

عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس