
رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
{8} المؤمنون بالله عزوجل ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، على ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : مؤمن ظالم لنفسه ، وهو على قسمين
1ً - عنده استعداد للترقي ، إلا أنه بهذا الاستعداد لايميز بين الحظوظ النفسية والشهوات الدنيوية من حب الشهرة والسمعة وغيرها ، وبين الحظوظ الروحية العلوية ، ومع عدم وجود هذا التمييز لا يسلّم لمن يعرفه ويعلمه من أهل الاختصاص حتى يأخذ بنصحهم ، والدين النصيحة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2ً - عنده استعداد للترقي ، وباستعداده يميز بين الحظوظ النفسية وبين الحظوظ العلوية ، إلا أنه غلّب الحظوظ النفسية ، على الحظوظ الروحية ، حتى طمسها ، ولم تثمر ، فهو يتخبط في الظلمات بعلم لابجهل ، وهذا القسم ظلمه لنفسه أشد من ظلم القسم الأول .
الصنف الثاني : مؤمن موافق للشريعة والدين ، حسناته أكثر من سيئاته . هذا نرجوا الله عزوجل ، أن يعفو عنه بفضله تبارك وتعالى ، وأن لايعامله بعدله ، ومن هذا القسم أكثر عوام المؤمنين .
الصنف الثالث : مؤمن سابق بالخيرات ، وهذا القسم غلبت
ـــــــــــ ص 35 ـــــــــــــــــــــــــــ
علويتهم على حظوظهم جميعها ، الدنيوية والأخروية ، تركوا جميع الحظوظ ، ولم تلعب بهم الدنيا ولا النفس ولا الشهوات ولا المقامات ، ثابتون على الشريعة الظاهرة والباطنة ، مسلكهم وسيرهم وسلوكهم كله شهودي في مقام الإحسان ، محفوظون بحفظ الله عزوجل رضي الله عنهم ، ومع ذلك فهؤلاء في علويتهم لا يُنقصون من حقوقهم البشرية ، يأخذونها بأمر الله عزوجل كما قال تعالى : { ولَاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } . سورة القصص /77
وعلى المؤمن الصادق أن لايجعل نفسه مقياساً لهؤلاء الكرام رضي الله عنهم ، بل عليه أن يدعو الله عزوجل أن يفتح عليه وعلى غيره باب التحقيق حتى يلتحق بهؤلاء الأولياء الكرام رضي الله تعالى عنهم وعنا بجاههم الشريف . فإن قلت : هذه المراتب العالية التي سلكها السابقون بالخيرات صعبة وشاقة ، من يتبعها ؟ قلنا : إن الملامة على من اتبع الهوى ، والسلامة على من اتبع الهدى ، فالهدى بيّنٌ والهوى بَيّنٌ ، وربنا تبارك وتعالى نهانا عن اتباع الهوى ، واتباع من يتبع الهوى ، حتى لايكون الهوى إلهنا . قال تعالى :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}. سورة فاطر /32
ـــــــــــ ص 36 ـــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات