تعظيم أهل لا إله إلا الله
في دروب الاصلاح
تعظيم أهل لا إله إلا اللهصدق من قال: أعلم الناس بالله أشدهم تعظيماً لأهل لا إله إلا الله! إنه كلام مفخم من ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب، فرضي الله عنه، وصلى وسلم على من علّم الناس رعاية الذّمم بل قيادة الأمم.
حقاً إن من يكون هذا مشهده في كل مسلم صغيراً كان أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، خاملاً أو مذكوراً على اختلاف طبقاتهم ومشاربهم، فإنه سيجلّهم، أليس عندهم الكنز العظيم، والكلمة الطيبة، والشهادة الحق التي يترتب على الإقرار بها سعادة الأبد والفوز الأكبر؟! لا إله إلا الله أثقل من السماوات والأرض، ولو كشف عن نورها حتى في صدر العاصي -كما قال بعض الصالحين- لطبّق ما بين السماء والأرض فكيف بنور الطائع؟!.
ويعجبني في هذا المقام قول بكر بن عبد الله المزني رحمه الله: "إذا رأيت من هو أكبر منك فعظمه، وقل: إنه سبقني إلى الإسلام والعمل الصاّلح، وإذا رأيت من هو أصغر منك فعظمه، وقل في نفسك إني قد سبقته إلى الذنوب، وإذا أكرمك الناس، فقل: هذا من فضل الله علي لا أستحقه، وإذا أهانوك فقل: هذا بذنب أحدثته، وإذا رميت كلب جارك بحصاة فقد آذيته".
ما هذا الأدب؟ واللهِ لا نفعَ لعلمٍ ولا لشهادات ولا لرتب عاليات دون هذا الخلق وهذا الذوق!.
بالله عليكم أخبروني! لو أننا تأدبنا على هذا المسلك أكان يشكو والد أو والدة من أولاد عاقين لا يزورونهم ولا يسألون عنهم، وقد شكت إليّ اليوم أم هجرها أولادها وقد تخرجوا من الجامعات!!!.
يقول: إذا رميتَ كلبَ جارك بحصاة فقد آذيته!!! رحم الله أهل الأدب، أصحاب المعالي والرتب عند الربّ!.
ورحم الله محمد بن واسع كان يقول: "لا يبلغ العبد مقام الإحسان حتى يحسن إلى كل من صحبه ولو ساعة، وكان إذا باع شاة يوصي بها المشتري"، ويقول: "قد كان لها معنا صحبة"!!!
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات