عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي القصد من تأليف كتاب تنزيه القلوب لنظر علاّم الغيوب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أحينا بحبك وحب نبيك وأشغلنا بك عن كل ما سواك وأظهر على ظواهرنا سلطان لا إله إلا الله وتجلى علينا بأنوار جمالك ورحمتك يا رب العالمين وصل وسلم على شمس الجمال سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

نقلاً عن مقدمة كتاب تنزيه القلوب لنظر علاّم الغيوب

وما أردت بهذا الكتاب أن يُقال بين الناس : هذا أثر فلان ، لا والله - أعوذ بالله من هذا - إنما أردت أن يقف المؤمن على باب قلبه ، حتى يستشعر بمعيَّة الله جلَّ وعلا : ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) [ الحديد : 4 ] ، وأنّه تعالى مطلع على قلبه عندئذ يحصل له الاستحياء من الله جلَّ وعلا ، فلا يخالفه ، وإذا خالفه بالطبيعة البشرية يستغفره ويرجع إليه ، لقوله تعالى ( وَ هُوَ الّذِى يَقْبَلُ التّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السيِّئَاتِ ) [ الشورى : 25 ] وقوله أيضاً : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [ الأنفال : 33] ، وقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبقي الاستغفار إلى يوم القيامة .
فالقصد من هذا الكتاب ، العمل بالتوجيهات التي فيه حتى نستفيد منه لما بعد الموت ، لأننا مسؤولون عن ذلك أمام الله تعالى يوم الحساب .
وليس قصدي الفائدة الدنيوية لأنَّ الله تكفَّل بأرزاق عباده ، فقال : ( ومَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) [ هود : 6 ] .
وإنَّني أبرأ إلى الله تعالى من نسبة هذا الكتاب إليَّ . كما أنَّني أستعذر من بعض الأحباب القُرَّاء إذا وجدوا فيما أكتب شيئاً من الأخطاء اللغوية ، لأنني لا أتفكر في قواعد اللغة العربية ، ولا في الأمور المتعلقة بالألفاظ ، فنرجو ممن اطَّلع على شئ من ذلك أن يُصلحه بقلم الإصلاح ، فالعدم لا يُنْقَد بالنقصان وإلا يكون تحصيل حاصل ، ولله درُّ سيبويه حيث يقول :
لسانٌ فصيحٌ معرِبٌ في كلامه = فياليتَهُ في موقف الحشر يَسْلَمُ
وهل ينفعُ الإعرابُ إن لم يكن تُقى ؟ = وما ضرَّ ذا تقوى لسانٌ معَجَّمُ
نرجو الله جلَّ جلاله أن ينفعنا بديننا وإسلامنا واعتقادنا الصحيح ، وأن يرحمنا يوم الحشر بفضله وكرمه لا بأعمالنا ، وأن يوفِّقنا لأن نُنَزِّه قلوبنا عن الأخلاق الذميمة والأوصاف الناقصة ، ونهيِّئها لنظر الله تعالى إليها ، فالقلب محل نظر الرب ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم 1 ) 2 .
اللهمَّ اجعلنا ممن يأتونك بقلوب سليمة ( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) [ الشعراء : 88 - 89 ]
وصلَّى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم .

احمد فتح الله جامي
خادم الطريقة الشَّاذِليَّة الدَّرقاويَّة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ليس معنى هذا الحديث كما يفهمه بعض الجهَّال أو المتجاهلين ، أنَّ من صلحت نيَّته وصفا قلبه لم يضرَّه ترك الواجبات والعبادات العملية . فإنَّ من صلح قلبه وصفت سريرته لا يمكن أن يكون مقصرِّاً في حقوق الله تعالى . وإنَّما معنى الحديث أنَّ التلبُّس بصور الطاعات والعبادات دون أن يكون لها جذور من صلاح القلب وإخلاصه لا يقرِّب العبد إلى الله شيئاً ، لأن الله تعالى كما يرى ظاهرَ أعمالك يرى ما قد استقرَّ في أعماق نفسك . [ أبحاث في القمَّة للدكتور محمَّد سعيد رمضان البوطي ] .
2- أخرجه مسلم .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-13-2012 الساعة 10:52 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس