الموضوع: الصيام جُنة
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الصيام جُنة

د . سالم ارحمة

ينفرد الصوم من بين العبادات بأنه قمعٌ للغرائز عن الاسترسال في الشهوات، التي هي أصل البلاء على الروح والبدن، وفطمٌ لأمهات الجوارح عن أمهات الملذات .

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ :(الصيَامُ جُنةٌ) . (رواه البخاري ومسلم) ومعناه :مانع من المعاصي والآثام ومن النار .

إن في الصوم جوعاً للبطن، وشبعاً للروح، وإضواء للجسم، وتقوية للقلب، وهبوطاً باللذة، وسمواً بالنفْس .

وهو تدريب على ترك المعاصي، والسمو بالنفس من حضيض الشهوات ومستنقع الرذائل إلى درجات المعالي .

قالت عائشة رضي الله عنها: “أقلوا الذنوب، فإنكم لن تلقوا الله عز وجل بشيء أفضل من قلة الذنوب” .

خَل الذنُوبَ صَغِيرَهَا وَكَبْيرهَا ذَاك التقى

وَاصنَع كَمَاشٍ فَوقَ أرضِ الشَوكِ يَحْذَرُ مَا يَرى

لاَ تَحْقِرَن صَغِيرةً إِن الجبَالَ مِن الحَصَى

فبقدر ما يصغر الذنب عند العاصي بقدر ما يعظُم عند الله، وبقدر ما يعظم عند العاصي يصغر عند الله .

قال بلال بن سعد: “لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت” . وقال وهيب بن الورد: اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك” .

والذنب دين في ذمة فاعله لا بد من أدائه . قال أبو الدرداء رضي الله عنه: “البر لا يبلى والإثم لا ينسى” .

قال الفضيل بن عياض: “ما عملت ذنباً إلا وجدته في خلق زوجتي ودابتي” .

وقال ابن سيرين حين ركبه الدين واغتم لذلك: “إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة” .

وقال أبو سليمان الداراني: “لا تفوت أحد صلاة الجماعة إلا بذنب” .

لذا فإن المؤمن العاقل يجتهد في البعد عن الذنوب، ويهجر أهل المعاصي والذنوب، فإن شؤم معصيتهم يبلغه .

والسعيدُ مَنْ أصلح ما بينَه وبينَ الله، فإنه من أصلح ما بينه وبينَ الله أصلح الله ما بينه وبين الخلق .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس