عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2013
  #1
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 343
معدل تقييم المستوى: 17
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي المناجاة العلاوية

بسم الله الرحمن الرحيم

المناجاة العلاوية

للعارف بالله أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي قدس الله سره

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إلهي أسألك بأعز من ناجاك وأفضل من دعاك أن تمطر على قلبي شآبيب عطفك وسحائب رضاك وتلقي فيه حلاوة ذكرك وتيقظه من غفلاته حتى لا يشاهد سواك وتثبته على طاعتك وتقويه عل تقواك، يا من تحسنت الأشياء ببهاء جمالك الأقدس وازدهت بنور سناك آتنا كفلا من رحمتك وارزقنا نوراً نمشي به تنجلي أمامه تكاثف الظلمات وتتضح به مناهج السعادة وسبل الخيرات واغفر لنا ما مضى ولإخواننا المؤمنين ووفقنا فيما هو آت بحق : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ 000الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) وفي ذكره راغبون (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) توكلت على الحي الذي لا يموت أبدا والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذل وكبّره تكبيرا، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا (سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ) سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، سبحانك لا يحصي ثناء عليك إلا أنت، سبحانك لا يوحدك حيث كنت إلا أنت ، سبحانك لا يدركك كيف أنت إلا أنت، سبحانك لا يعرفك حيث أنت إلا أنت، سبحانك لا يعلمك أين كنت إلا أنت، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين،والحمد لله رب العالمين (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) (أإله مع الله ؟ تعالى الله عما يشركون ) لا إله إلا الله أعلى من كل شيء ، لا إله إلا الله أغلى من كل شيء، لا إله إلا الله أطيب من كل شيء، لا إله إلا الله أقرب من كل شيء، لا إله إلا الله أكبر من كل شيء ، لا إله إلا الله أظهر من كل شيء، لا إله إلا الله ليس كمثله شيء، لا إلا الله ليس قبله شيء، لا إله إلا الله ليس بعده شيء، لا إله إلا الله ليس فوقه شيء، لا إله إلا الله ليس تحته شيء، لا إله إلا الله ليس معه شيء، لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا قدير إلا الله لا مريد إلا الله، لا سميع إلا الله، لا بصير إلا الله، لا عليم إلا الله، لا رحيم إلا الله، لا حسيب إلا الله، لا رقيب إلا الله، لا باطن إلا الله، لا ظاهر إلا الله، لا كائن إلا الله، لا موجود إلا الله، لا إله إلا الله في الأرض والسماوات، لا إله إلا الله في النوم واليقظات، لا إله إلا الله في المحيا وفي الممات، لا إله إلا الله في الصحو والسكرات، لا إله إلا الله في العمد والهفوات، لا إله إلا الله في جميع اللحظات، لا إله إلا الله على سائر الحالات، اللهم يا من الهمتنا النطق بلا إله إلا الله تقبل منا الإيمان بلا إله إلا الله، اللهم يا من عصمت دماءنا وأموالنا بلا إله إلا الله إعصم منا الإيمان بلا إله إلا الله، اللهم يا من عرّفتنا بفضل لا إله إلا الله اجعلنا من أهل لا إله إلا الله قلت : (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) فها أنا ناديتك من ظلمات النفس وما استولى عليّ من الحس أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا أنت إني كنت من الجاهلين، لا إله إلا أنت إني كنت من الخاطئين، لا إله إلا أنت إني كنت من الهالكين، فاستجب لي كما استجبت لذي النون يا من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، وهل ترى أن يونس أحوج إلى الرحمة من غيره؟ لا والله، فمصيبة المذنبين أشد من مصيبته، فصرنا بهذا أفقر الورى وقد قلت: (إنما الصدقات للفقراء ) .
إلهي إن كان العفو منك وقفاً على المسيئين فقد استوجبناه وإن كان للمحسنين فلم يظهر معناه، اللهم إنك أنت العفوّ , والعفو لا يظهر إلا مع الجراءة وأنت المحسن والإحسان لا يظهر إلا مع الإساءة وهانحن قد ظهر منا ما نحن أهله فلم يبق إلا أن يظهر منك ما أنت أهله (فو رب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) اللهم إن كان في رحمتك ما هو ذخر للمذنبين فإننا استودعناك ذخيرتنا يا من لا تضيع عنده الودائع.
إلهي إنك تعلم إني أحب التوبة والتوابين لما علمتك أنك تحب التوابين وتحب المتطهرين، ولكن خشيت إن قلت تبتُ إليك نقضت توبتي كما هو من طبعي وعادتي، فإن كان ذلك لا يمنعني الوقوف عند بابك والاعتماد على جودك وكرمك فها أنا تبت إليك إن وفقتني ورجعت إليك إن رضيتني، وكيف لا تقبلني وقد قلت وأنت أصدق القائلين: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ ) فاجعلنا اللهم من أفرادهم فقد صح اعترافنا إليك بالعصيان فلم يبق منك إلا الامتنان بالغفران.
إلهي أو ليس قد نزلت على من حاز الشرف ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) فرضيت عنهم بمجرد النطق بكلمة الإخلاص فإن كان هذا نعتك فقد تحقق الخلاص لأننا آمنا بها إيمانا وكررناها مرارا وهي على ما هي عليه قاطعة للشرك من أصله وإننا وإن عصيناك فما كفرناك وإن خالفناك فما جحدناك ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار، ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار) .
إلهي إنك أمرتنا بالسؤال وتكفلت لنا بالنوال فها نحن سألناك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا أو ليس قد قلت في محكم القرآن ( أجيب دعوة الداعي إذا دعان) فإن كانت إجابتك للمطيعين فمن ذا الذي يجيب المسيئين ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ) إذا لم يجب الكريم عبده فيا شقاوة المذنبين فقد ضاع حظهم من الله لولا أن قلت ( ولا تيئسوا من روح الله ) .
إلهي لقد أخرست المعاصي لساني وأظلمت الغفلات جناني ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) وإني على علم من أن الذنوب لم تبق لي جاهاً عندك ولا يداً معك لما فرطت في جنبك وضيعت من حقك فكم من توبة عقدتها ثم نقضتها وكم من معصية تجنبتها ثم اقترفتها فكان عفوك عني بقدر جراءتي عليك وها أنا أستغفرك مما كان من الذنوب وما يكون اعتماداً على قولك (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).
اللهم إني أستغفرك من كل مخالفة ومعصية وأتبرأ لك من سائر أفعالي وأفعال الأشقياء (لو شئتَ أهلكتَهم من قبلُ وإياي) فيا سبحانك ما ألطفك بي وما أقلّ حيائي منك! ولكن فعلك معي كما نرضاه هو الذي صيّر فعلي معك كما تراه فجودك الغزير هو الذي عودني التقصير فكم عصيتك فأكرمتني وكم بارزتك فأمهلتني ومع هذا كلما سألتك أعطيتني فجودك المديد هو الذي أنساني بطشك الشديد إلهي لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).
اللهم إنك أعطيتنا الإيمان قبل السؤال وهو أعز شيء تكرمت علينا به والكريم لا يرجع في هبته والموصوف لا يتخلف عن وصفه،اللهم أنت الشاهد على ديني وإيماني وأنت الشاهد على إسلامي وإحساني وأنت الشاهد على قلبي ولساني (ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير) إلهي فهل في العالمين من هو أحوج للرحمة مني؟ فوحق ذاتك ونور وجهك إن افتقاري إليك بقدر غناك عني فإني مستوجب الرحمة منك بالفرض (كتب ربكم على نفسه الرحمة) فإن كانت رحمتك للمسيئين فقد استوجبناها بإساءتنا وإن كانت للمحسنين قد فاتتنا بشقاوتنا ولولا أن بقي رجاؤنا فيك وحسن التوكل عليك ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
إلهي إني استعظمت ذنبي قبل أن نقرنه بعفوك ولما انتبهت وجدت الرحمة منك سابقة لغضبك.
إلهي لو أردت أن توحشني من مقامك لما أطلعتني على كرمك وأي كرم أعظم من قولك في بعض كلامك: ما غضبت على أحد كغضبي على من أذنب ذنباً فاستعظمه في جانب كرمي فعلمت أنه لا ينبغي للمؤمن أن يستعظم شيئا هو محتقر لديك بالنظر لكرمك وجودك وذهاباً مع الخشية منك والإنابة إليك وإلا لما استطاع المذنب الوقوف بين يديك فو العجب كيف يتسنى لي أن أعصيك وأنا في حضرتك؟ أم كيف أبارزك بما أفضته عليّ من آلائك؟ أم كيف أسألك من النعم ما ربما أصرف جله في مخالفتك؟ فهل يحسن من العبد الآبق أن يسأل مولاه الإعانة على الطريق؟ أم يصح من العاصي أن يسأل مولاه ما يتقوى به على المعاصي؟ فوحقك ما تجرأنا على عصيانك ظناً منا بعجزك ولكن جودك المديد هو الذي أنسانا بطشك الشديد فحلم السيد هو الذي يقضي بإساءة العبيد إلهي فإن كان الحِلم من أخصّ أوصافك أزلاً وفي الآباد فهل يصح تخلفه منك في المعاد؟ إلهي لما أطلعتني على أن الكل بقضائك وقدرك علمتني أن نشتكي إليك منك إذ لا ملجأ منك إلا إليك وإني أشهدك على ما في قلبي وأنت خير الشاهدين أن الظن فيك جميل وأنت حسبنا ونعم الوكيل وأن مع تفريطي في جنبك وتقصيري في حقك.
إلهي لولا إساءتي لم يظهر منك الإحسان ولولا معصيتي لم يظهر منك الغفران فالمخالفة مني هي التي أظهرت ما أبطنته الموافقة من غيري إلهي إنك كلفتني إصلاح القلب مني وأن أجمعه عليك وكيف تكلفني إصلاح شيء هو بيدك فوحقك لو ملكته ساعة لرددته إليك ولو صرّفتني فيه لحظة لجمعته عليك فها هو تحقق مني التقصير وأنت على جمعه إذا تشاء قدير.
إلهي إني على علم من جرأتي عليك وتقصيري في حقك كما أنك على علم أن الجرأة مني لم تبلغ إلى حد الإشراك بك ولا إلى الافتراء عليك وإن فاتتني الطاعة لم يفتني الإيمان بك ولا الافتقار إليك (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) وأنت بالإجابة جدير كما أنك على كل شيء قدير، إلهي فإن خفتك فمن حقي لأنك مقتدر عظيم وإن رجوتك فمن صدقي لأنك حليم كريم، إلهي فأي خير فاتني إن كنت بك عارفا وأي فضل أعوزني إن صرت منك خائفا فو العجب أمع الخوف العصيان ومع المعصية الغفران فهذا هو حد الفضل ومنتهى الامتنان، إلهي فبحق عزك إلاّ ما عطفت على ذلي وبحق علمك إلا ما صفحت عن جهلي أو ليس ذكرت من نعت العلماء (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وقد سمعت مني الخطاب فأسمعني منك الجواب.
إلهي إن نظرت إلى فعلي مقتني وإن نظرت إلى وصفي عذرتني فالفعل عني منقطع والوصف مني متبع فهل تعاملني بالعرض الزائل أم بالوصف الحاصل؟ فحسبك من العاصي ما يكابده من ذل المعاصي.
إلهي عزمت عليك بأعز الوسائط إليك وبحقك عليك إلا ما صفحت عن جهلي ولا تزدني ذلاً على ذلي (أشكو بثي وحزني إلى الله) (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) إلهي فهل يليق بك أن تقبح وجهاً كان لك ساجدا أم تعذب بدناً كان لك عابدا أم تحرق لساناً كان لك ذاكرا أم تطمس بصراً كان لك ناظرا أم تؤلم قلباً كان بك عارفا أم تطرد عبداً كان منك خائفا فإن كان ذلك مما يقتضيه العدل فقد ينازعه الفضل والواقع منك والأنسب أن الرحمة سابقة للغضب.
إلهي وهل تلك الرحمة لا تشملني والحالة إنها وسعت كلَّ شيء وحتى لو قلتَ إنك كتبتها للمتقين فهل لا يكون منها حظ للمؤمنين الذين أنا من أفرادهم.
إلهي إنك أتحفتني بالإيمان وامتحنتني بالعصيان فهل تعاملني بما منحتني أم تجازيني بما امتحنتني فكل ذلك سائغ معقول ومنك لذيذ مقبول إن كان لا يطردنا عن بابك ولا يمنعنا من خطابك.
إلهي أوجبت علينا إغاثة الملهوف وأنت أولى بالإغاثة منا (إن الله بالناس لرؤوف) فأدركنا بنصرتك فإن الذنوب كادت تقطعنا عن بابك وتمنعنا التعرض لنفحاتك فيا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسيا.
إلهي إني على علم من أن مقامي لم يبلغ عندك جاهاً أرتجيه ولا قدمت من أعمالي فعلا أرتضيه إلا مجرد التوحيد فإني شاهد على وحدانيتك وأنت خير الشاهدين.
إلهي توفني مسلماً وألحقني بالصالحين إلهي كيف أشفع إليك بشهادتي وأنت الذي استشهدتني؟ أم كيف أتقرب إليك بعبادتي وأنت الذي استعبدتني؟ أم كيف أتوسل إليك بذكري وأنت به ذكرتني؟ كفاني من الجزاء أن صيرتني للعمل أهلا قبلته مني أم لم تقبل فأنا عبدك على كل حال وإني على عهدك ووعدك ما استطعت لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله.
إلهي إنك على علم من ميل قلوبنا إليك وحنوّها عليك وإن لم تجتمع بك فأنت على جمعها إذا تشاء قدير فاجمعها اللهم عليك يا جامع الناس ليوم لاريب فيه.
إلهي وإن كانت الذنوب منا شنيعة فإننا ما نوينا بها القطيعة فاجعلها منا اللهم هفوات فقد جاء عن نبيك ( إنما الأعمال بالنيات ).
إلهي إنك أمرتنا بالعفو عمن ظلمنا وإننا ظلمنا أنفسنا وأنت أولى بالعفو منا (وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) إلهي إن كانت أفعالي الحسان لا تأثير لها في الاتصال فكيف يكون ما ساء منها سببا في الانفصال.
إلهي ما عبدك العابدون مهما عبدوا ولا عرفك العارفون مها عرفوا ولا وحدك الموحدون مهما وحدوا ولا وصفك الواصفون مهما وصفوا وكيف يدرك الموجود كنه من أوجده؟ أم كيف يوفي العابد حق من استعبده؟ فسبحان من حكّم الغيب على الشهادة! فالظاهر غيب والغيب شهادة إلهي إنك أمرتني بالتوحيد وأن أكون على ذلك شهيد وكيف يوحدك من لا وجود له مع التوحيد؟ أم كيف لا يوحدك وأنت على كل شيء شهيد؟
إلهي كيف أوحدك والتوحيد هو الذي أسقطني؟ أم كيف لا أوحدك والتوحيد هو الذي أثبتني؟ أم كيف أعرفك وأنت الباطن الذي لا تتكيف؟ أم كيف لا أعرفك وأنت الشاهد في كل شيء تتعرف؟ أم كيف أجدك والوجدان منك بعيد؟ أم كيف لا نجدك وأنت أقرب إلينا من حبل الوريد؟
إلهي كيف تخفى وأنت الظاهر؟ أم كيف تغيب وأنت الحاضر؟ أم كيف تُعصَى وأنت القاهر؟ سبحانك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ومن ثنائي عليك أن حيرتني فيك اللهم زدني فيك تحيرا واجعل حظنا منك حظاً موفورا وأغننا بك عن العالمين.
اللهم إن كان في أحبابك من أغنيته عن السؤال منك فإني لا أسألك الغنى بك عنك إنما أسألك الغنى بك عمن سواك اللهم إنك على علم من أني لا أحب السؤال من الخلق ولا أحب من يسألهم ولكن الحوائج ردتنا إليهم فاجعل اللهم حوائجنا كلها إليك واجمع همنا عليك حتى لا يكون التجاؤنا إلا إليك ولا يقع نظرنا إلا عليك.
اللهم لك أسلمت وبك آمنت وإليك أنبت وعليك اعتمدت اللهم أنت ربي وأنا عبدك على كل حال وإني على عهدك ووعدك مااستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت اللهم افعل بنا ما أنت أهله ولا تفعل بنا ما نحن أهله اللهم اعصم منا البصر والبصيرة وطهر منا الفؤاد والسريرة وقنا اللهم شر أنفسنا ولا تؤاخذنا بذنوبنا (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ) (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .
اللهم إن قدّرت علينا محنة فلا تجعلها في ديننا وإن قدّرت علينا مصيبة فلا تجعلها في قلوبنا وإن قدرت علينا فتنة فلا تجعلها في آخرتنا وإن قدّرت علينا معصية فلا تجعلها عاقبة أمرنا.
اللهم إني لا أسألك دفع ما تريد ولكني أسألك التأييد فيما تريد، اللهم إني أسألك أن تسلمنا للقدر وتسلم القدر إلينا حتى لا نتعجل ما أجلت ولا نتأجل ما عجلت (إن الله يفعل ما يريد) .
اللهم لا تلهمنا ما لا ينفعنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ولا تكلنا إلى أنفسنا (وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ).
اللهم كن لي ناصراً ومجيرا واجعل العقل مني وزيرا (كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا) .
اللهم قلّت حيلتي وضعفت قوتي وكلّت عزيمتي و(وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقيا) ها أنا أستمد الإعانة منك على دوام اليقين فإني خشيت أن يطرقه ما يضعفه فيما بقي من السنين (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) (ربنا لا تفتنا ولا تجعلنا فتنة للظالمين ).
اللهم إني استودعتك ديني وإيماني فأدخلني بهما في الصالحين (ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ) (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ).
اللهم اجعل سيئاتي سيئات من أحببت ولا تجعل حسناتي حسنات أبغضت، اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا واهدنا واهد بنا وارضنا وارض عنا (ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم) ،اللهم لا تفتنا في ديننا ولا في دنيانا ولا في مماتنا ولا في محيانا ولا تجعلنا فتنة للظالمين.
اللهم متعنا بنعمتك وجنبنا من نقمك (من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ) .
اللهم ارزقنا من العلم ما فيه كفاية ومن الفهم ما فيه كفاية ومن العقل ما فيه كفاية ومن الصبر ما فيه كفاية ومن الحزم ما فيه كفاية ومن الحفظ ما فيه كفاية ومن الشوق ما فيه كفاية ومن الذوق ما فيه كفاية ومن التوفيق ما فيه كفاية (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) اللهم اكفنا ما أهمنا في المحيا وفي الممات اللهم اكفنا ما أهمنا في جميع الحالات اللهم اكفنا ما أهمنا من شر المخلوقات (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) ( فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين ).
اللهم أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا وأمتنا ما كان الممات خيراً لنا وأعذنا من شر أنفسنا (إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) اعتصمت بالله من مكائد النفس والشيطان، اعتصمت بالله من شياطين الإنس والجان، أعوذ بالله من عذاب الله، أعوذ بالله من سخط الله، أعوذ بالله من مكر الله، اللهم إني أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون.
اللهم إني التجأت إلى بابك وتوكلت على كرمك وتحصنت باسمك بسم الله قبل كل شيء بسم الله بعد كل شيء بسم الله مع كل شيء بسم الله في كل شيء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
اللهم إني أسألك بإسمك العظيم الأعظم وهو بسم الله الرحمن الرحيم الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات ووجلت من خشيته القلوب أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأن تقضي حاجاتنا وتفرج كرباتنا وتقيل عثراتنا وتغفر زلاتنا وتثبت أقدامنا وتبلج حجتنا وتؤيد أتباعنا وتنزلنا وإياهم منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين.
اللهم احرسنا بالعين التي لا تنام واكنفنا بالكنف الذي لا يضام وأدخلنا في الحصن الذي لا يرام واجعل عاقبة أمرنا دار السلام.
اللهم إني أسألك لعموم المؤمنين فقد ضاقت بهم الأسباب وسدت دونهم الأبواب وإليك المرجع والمئاب يا من يُرتجى لكشف الكربات ويا من يُقصد عند المهمات (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ) ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ000 الْعَظِيمِ).
اللهم إني أسألك بكل قلب ولسان أن تصلي وتسلم على رسول الرحمة سيد ولد عدنان سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه في كل شأن وأنت كل يوم في شأن، فالشؤون منك لا تعد والمدد منك لا ينفد (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا).
اللهم اجعل كلماتك هاته للصلاة عددا ورحمتك الواسعة للسلام مددا، اللهم إني صليت على النبي فاستغرقت أنواع العدد واستوفيت أصناف المدد فانتبهت فوجدت عددك لا يعد ومددك لاينفد، اللهم إني أسألك أن تنهي العدد في الصلاة عليه فيما لا يعد والمدد فيما لا ينفد.
اللهم صل على سيدنا محمد وأعطه الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، اللهم عظّم شأن محمد وبيّن برهان محمد وأبلج حجة محمد ووضح فضيلة محمد وتقبل شفاعة محمد وأيّد شريعة محمد وسدد أمة محمد وانصر أتباع محمد وقوّ أشياع محمد وارزقنا محبة محمد وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأشياعه وأنصاره وأزواجه وأصهاره وذرياته ومحبيه وأمته إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين يا أرحم الراحمين يا رب العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي من القربات أتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه من أول النشأة إلى ما لا نهاية للكمالات، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس