عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2014
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: رسالة ما يجب معرفته على كل مسلم ومسلمة للشيخ محمد سعيد البرهاني

- فصل هام -

اعلم أن علم الغيب مختص بالله تعالى ، كما هو مذكور في القرآن الكريم في آيات كثيرة ، وما وقع على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الإخبار بالغيبيات ، فمن الله تعالى إما بوحي أو بإلهام لإثبات نبوته صلى الله عليه وسلم .
وفي الحديث الشريف " والله لا أعلم إلا ما علمني ربي " .
وقد يقع لغيره من الأولياء في بعض الأحيان ويسمى كشفا . وأما المنجم إذا قال : أعلم الغيب فإنه يكفر ، وكذا كل من يعتقد أن أحدا - غير الله - يعلم الغيب ، فهو مرتد كافر ، وفي فتاوى العلامة سيدي أحمد بن حجر رحمه الله تعالى : إذا قال المنجم : إن الله سبحانه اطردت عادته بأن هذا النجم ، إذا حصل له كذا ، كان ذلك من علامة على وقوع كذا ، فهذا لا مانع منه ، ثم قال : وذكر ابن الحاج المالكي ( فيمن قال: النجوم تدل على كذا ، ولكن بفعل الله يجري في خلقه ) : غنه بدعة من القول ، منهي عنها ، فيؤدب ولا يُكفر ، إلا إن جعل للنجم تأثيرا فيٌقتل . ا هـ .
وقال أيضا العلامة ابن حجر رحمه الله تعالى : إن دعوى الكسوف ليست من علم الغيب في شيء لأنه يدركه بالحساب ، فلا ضلال فيه ولا كفر ، لكن يكره الإشتغال به ، لأنه مما لا يعني . وفي الخبر قبل وروده ضرر ، لأن الجاهل إذا سمع به ظن أنه من علم الغيب ، فيزجر عن ذلك فاعله ، ويؤدب عليه ، لأنه من جملة حبائل الشيطان .
وذكر أيضا : ولا يحل لمسلم أن يصدق المنجم في ما يقول ، وكيف يحل له تصديقه مع قوله تعالى " قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله " وغير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى استأثر بعلم الغيب . ويمكن أن يصادف في بعض الأحيان ، فيكون من حبائل الشيطان ، فلا يغتر به أحد ، إذ لا يعلم الأمور على تفاصيلها إلا علام الغيوب ، أو من أطلعه الله من أنبيائه ، ليكون دليلا على صحة نبوته ، أو أوليائه ليكون دليلا على صحة ولايته .
انتهى بهض ما نقلته من كلام سيدي ابن حجر في فتاويه .

واعلم أن الوعيد الوارد في الحديث الشريف ليس في تصديق المنجم فقط ، بل يشمل الكاهن والرّمال وغيرهما أيضا ، ثم ومن المعلوم أنه ما سُمع بل لم يذكر في التواريخ أن منجما أو رمالا أو أي دجال كان ، اهتدى على كنز دفين أو على دفينة أو خبء ، أو على معدن من معادن الأرض ، أو على نفط ، بل ولا منبع ماء ، بل نراهم دائما فقراء بؤساء متحيرين في تأمين معيشتم ، ومما قاله العلامة ابن حجر : وما يقع من هؤلاء إنما مصادفة لا قصد ، إذ لو فتشتهم لم تجد لهم سبيلا إلى علم المغيبات ، إلا مجرد الحزر والتخمين ، وهذا يشاركهم فيه سائر الناس . ا هـ . ثم ومن جملة ما ذكر : ما ذكره منلا علي القاري في شرحه : فلا يجوز اتباع المنجم والرمال وغيرهما ، كالضارب بالحصى ، وما يُعطى هؤلاء من الأجرة حرام بالإجماع ، كما نقله البغوي والقاضي عياض .

- فائدة -

بعض الناس إذا أراد أن يبرىء نفسه يقول لخصمه : الله يظلمني إن كنت ظلمتك ، أو الله يخونني إن كنت خنتك ، فالظلم والخيانة ونحوهما من صفات المخلوقين ، والله سبحانه وتعالى منزه عن صفات المخلوقين .

بل عليه أن يقول : الله ينتقم مني ، إن ظلمتك ، أو خنتك ، فمن قال : الله يظلمني معتقدا أن الله يظلم ، يُكفر ، والمصائب التي تصيب أكثر الناس فبسبب ذنوبهم ، قال الله تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " .

- خاتمة -

في عدة وصايا

1- ( الوصية الأولى ) : يجب على كل مؤمن أن يضع أمام عينيه مخافة الله سبحانه ، وانه ناظر إليه ، ومطلع على سره وجهره وفي خلوته ، لا يخفى عليه من أمره شيء ، ويتجنب كل محرم حرمه الله عليه ونهاه عنه ، إذ رُب معصية واحدة تورد صاحبها موارد الهلاك .
ومن يقع في محرم من المحرمات ، يجب عليه أن يندم ويتوب حالا ، ويعزم على عدم العودة . والحذر كل الحذر من التمادي في المعاصي ، يكون قد عرض نفسه للكفر والخلود في النار ، نعوذ بالله من ذلك .
قال تعالى " ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " . فالتوبة واجبة فورا عقب كل ذنب وتأخيرها معصية أخرى ، وربما يأتيه الأجل ويموت عاصيا .

2- ( الوصية الثانية ) : يلزم إمعان النظر فيما نقلت عن الإمام الغزالي في أول هذه الراسلة ، بشأن تربية الأولاد على الأخلاق الإسلامية ، ولا سيما المسائل المتعلقة بالعقائد ، فاعتنوا بتأديبهم وتهذيبهم وتعليمهم محاسن الأخلاق وبحفظهم من قرناء السوء ، وقد حث حجة الإسلام سيدي الغزالي على تعليمهم القرآن وأحاديث الأخبار وحكايات الأبرار وأحوالهم ، لينغرس في نفوسهم حب الصالحين ، وينبغي تمرينهم على الصدق والكرم والإيثار وإرادة الخير لإخوانه وجيرانه وأقاربه وللناس أجميعن . وينبغي أن لا يمكن للولد من الأمور المذمومة - كالكذب والغيبة والنميمة والإنهماك في الدنيا بالكلية - ويبين له ان الدنيا زائلة ولا بقاء لها وأن الموت يقطع نعيمها وانها دار ممر لا دار مقر ، وأن الآخرة دار مقر لا دار ممر ، وأن الموت منتظر في كل لحظة وان العاقل من تزود في الدنيا للآخرة ، وينبغي أيضا ان لا يمكن من الإفتخار والتكبر والعجب والرياء والحقد والحسد ، فالولد إذا لم تتمكن فيه الأخلاق الكريمة وترك الأخلاق الذميمة ، ففي الغالب يشقى ويهلك ، والأولياء مسؤولون عنهم بسبب تقصيرهم . وكذا يجب تعليمهم الطهارة من النجاسة وكيفية الوضوء والصلاة والصوم ، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا ثوا أنفسكم وأهليكم نارا " فالوقاية من النار لا تكون إلا بالتمسك بالأخلاق والآداب الشرعية
.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس