عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2016
  #1
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 17
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي دعاء الإمام زين العابدين‏ عليه السلام يوم عرفة : دعاء كاف وا


دعاء الإمام زين العابدين‏ عليه السلام يوم عرفة : دعاء كاف واف شاف :







ـــــــــــــــــــ
" اَلْحَمْدُ للَّه رَبِّ الْعالَمينَ،
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
أَللّهُمَّ لَك الْحَمْدُ بَديعَ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ،ذَا الْجَلالِ وَالاِْكْرامِ، رَبَّ الاَْرْبابِ، وَإِلهَ كُلِّ مَأَلُوه، وَخالِقَ كُلِ‏ مَخْلُوق، وَوارِثَ كُلِّ شَي‏ء، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ، وَلا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ ‏شَي‏ء، وَهُوَ بِكُلِّ شَي‏ء مُحيطٌ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَي‏ء رَقيبٌ.
أَنْتَ اللَّه لاإِلهَ إِلاّ أَنْتَ الاَْحَدُ الْمُتَوَحِّدُ، الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ. وَأَنْتَ اللَّه لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ‏الْكَريمُ الْمُتَكَرِّمُ، الْعَظيمُ الْمُتَعَظِّمُ، الْكَبيرُ الْمُتَكَبِّرُ. وَأَنْتَ اللَّه لا إِلهَ إِلاّأَنْتَ الْعَلِيُّ الْمُتَعالِ، الشَّديدُ الِْمحالِ. وَأَنْتَ اللَّه لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الرَّحْمنُ‏ الرَّحيمُ، الْعَليمُ الْحَكيمُ. وَأَنْتَ اللَّه لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ السَّميعُ الْبَصيرُ،الْقَديمُ الْخَبيرُ. وَأَنْتَ اللَّه لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْكَريمُ الاَْكْرَمُ، الدّائِمُ ‏الاَْدْوَمُ. وَأَنْتَ اللَّه لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الاَْوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَد، وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَد. وَأَنْتَ اللَّه لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الدّاني في عُلُوِّهِ، وَالْعالي في دُنُوِّهِ.وَأَنْتَ اللَّه لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ذُو الْبَهاءِ وَالَْمجْدِ، وَالْكِبْرِياءِ وَالْحَمْدِ. وَأَنْتَ‏ للَّه لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ
الَّذي أَنْشَأْتَ الاَشْياءَ مِنْ غيْرِ سِنْخ، وَصَوَّرْتَ‏ ماصَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثال، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعاتِ بِلاَ احْتِذاء. أَنْتَ ‏الَّذي قَدَّرْتَ كُلَّ شَي‏ء تَقْديراً، وَيَسَّرْتَ كُلَّ شَي‏ء تَيْسيراً،وَدَبَّرْتَ ما دُونَك تَدْبيراً. أَنْتَ الَّذي لَمْ يُعِنْك عَلى خَلْقِك شَريك،وَلَمْ يُؤازِرْك في أَمْرِك وَزيرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَك مُشاهِدٌ وَلا نَظيرٌ.ولا مساند ولاظهير
أَنْتَ‏ الَّذي أَرَدْتَ فَكانَ حَتْماً ما أَرْدْتَ، وَقَضَيْتَ فَكانَ عَدْلاً ما قَضَيْتَ،وَحَكَمْتَ فَكانَ نِصْفاً ما حَكَمْتَ. أَنْتَ الَّذي لا يَحْويك مَكانٌ، وَلَمْ ‏يَقُمْ لِسُلْطانِك سُلْطانٌ، وَلَمْ يُعْيِك بُرْهانٌ وَلا بَيانٌ. أَنْتَ الَّذي‏ أَحْصَيْتَ كُلَّ شَي‏ء عَدَداً، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَي‏ء أَمَداً، وَ قَدَّرْتَ كُلَ‏ شَي‏ء تَقْديراً.
أَنْتَ الَّذي قَصُرَتِ الاَْوْهامُ عَنْ ذاتِيَّتِك، وَعَجَزَتِ‏ الاَْفْهامُ عَنْ كَيْفِيَّتِك، وَلَمْ تُدْرِك الاَْبْصارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِك. أَنْتَ الَّذي ‏لا تُحَّدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، ولَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ‏ مَوْلُوداً.
أَنْتَ الَّذي لا ضِدَّ مَعَك فَيُعانِدَك، وَلا عِدْلَ لَك فَيُكاثِرَك،وَلا نِدَّ لَك فَيُعارِضَك.
أَنْتَ الَّذِي ابْتَدَأَ وَاخْتَرَعَ، وَاسْتَحْدَثَ ‏وَابْتَدَعَ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ ما صَنَعَ. سُبْحانَك ما أَجَلَّ شَأْنَك! وَأسْنى‏ فِي الاَْماكِنِ مَكانَك! وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقانَك! سُبْحانَك مِنْ لَطيف‏ ما أَلْطَفَك! وَرَؤُوف ما أَرْأَفَك! وَحَكيم ما أَعْرَفَك! سُبْحانَك مِنْ‏ مَليك ما أَمْنَعَك! وَجَواد ما أَوْسَعَك! وَرَفيع ما أَرْفَعَك! ذُو الْبَهاءِ وَالَْمجْدِ، وَالْكِبْرِياءِ وَالْحَمْدِ.
سُبْحانَك بَسَطْتَ بِالْخَيْراتِ يَدَك،وَعُرِفَتِ الْهِدايَةُ مِنْ عِنْدِك، فَمَنِ الَْتمَسَك لِدين أَوْ دُنْيا وَجَدَك.
سُبْحانَك خَضَعَ لَك مَنْ جَرى في عِلْمِك، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِك ما دُونَ‏ عَرْشِك، وَانْقادَ لِلتَّسْليمِ لَك كُلُّ خَلْقِك.
سُبْحانَك لا تُحَسُّ، وَلاتُجَسُّ، وَلا تُمَسُّ، وَلا تُكادُ، وَلا تُماطُ، وَلا تُنازَعُ، وَلا تُجارى، وَلاتُمارى، وَلا تُخادَعُ، وَلا تُماكَرُ.
سُبْحانَك سَبيلُك جَدَدٌ، وَأَمْرُك ‏رَشَدٌ، وَأَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ.
قَوْلُك حُكْمٌ، وَقَضاؤُك حَتْمٌ،وَإِرادَتُك عَزْمٌ.
سُبْحانَك لا رادَّ لِمَشِيَّتِك، وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِك.
سُبْحانَك باهِرَ الآياتِ، فاطِرَ السَّماواتِ، بارِئَ النَّسَماتِ. لَك الْحَمْدُ حَمْداً يَدُومُ بِدَوامِك. وَلَك الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِنِعْمَتِك. وَلَك الْحَمْدُحَمْداً يُوازي صُنْعَك. وَلَك الْحَمْدُ حَمْداً يَزيدُ عَلى رِضاك. وَلَك‏ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حامِد، وَشُكْراً يَقْصُرُ عنْهُ شُكْرُ كُلِ‏ شاكِر، حَمْداً لا يَنْبَغي إِلاّ لَك، وَلا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلاّ إِلَيْك، حَمْداً يُسْتَدامُ بِهِ الاَْوَّلُ، وَيُسْتَدْعى بِهِ دَوامُ الاْخِرِ، حَمْداً يَتَضاعَفُ عَلى‏ كُرُورِ الاَْزْمِنَةِ، وَيَتَزايَدُ أَضْعافاً مُتَرادِفَةً، حَمْداً يَعْجِزُ عَنْ إِحْصائِهِ ‏الْحَفَظَةُ، وَيَزيدُ عَلى ما أَحْصَتْهُ في كِتابِك الْكَتَبَةُ، حَمْداً يوازِنُ‏ عَرْشَك الَْمجيدَ، وَيُعادِلُ كُرْسِيَّك الرَّفيعَ، حَمْداً يَكْمُلُ لَدَيْك ثَوابُهُ،وَيَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزاء جَزاؤُهُ، حَمْداً ظاهِرُهُ وَفْقٌ لِباطِنِهِ، وَباطِنُهُ‏ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ فيهِ، حَمْداً لَمْ يَحْمَدْك خَلْقٌ مِثْلَهُ، وَلا يَعْرِفُ أَحَدٌ سِواك فَضْلَهُ، حَمْداً يُعانُ مَنِ اجْتَهَدَ في تَعْديدِهِ، وَيُؤَيَّدُ مَنْ أَغْرَقَ‏ نَزْعاً في تَوْفِيَتِهِ،
حَمْداً يَجْمَعُ ما خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ، وَيَنْتَظِمُ ما أَنْتَ‏ خالِقُهُ مِنْ بَعْدُ،
حَمْداً لا حَمْدَ أَقْرَبُ إِلى قَوْلِك مِنْهُ، وَلا أَحْمَدَ مِمَّنْ‏ يَحْمَدُك بِهِ، حَمْداً يوجِبُ بِكَرَمِك الْمَزيدَ بِوُفُورِهِ، تَصِلُهُ بِمَزيد بَعْدَ مَزيد طَوْلاً مِنْك، حَمْداً يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِك، وَيُقابِلُ عِزَّ جَلالِك.رَبِّ صَلِّ عَلى سيدنا مُحَمَّد وَآلِ سيدنا مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ الْمُصْطَفى، الْمُكَرَّمِ الْمُقَرَّبِ،أَفْضَلَ صَلَواتِك،
وَبارِك عَلَيْهِ أَتَمَّ بَرَكاتِك، وَتَرَحَّمْ عَلَيْهِ أَمْتَعَ‏ رَحَماتِك.
رَبِّ صَلِّ عَلى سيدنا مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً زاكِيَةً، لا تَكُونُ صَلاةٌأَزْكى مِنْها،
وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً، لا تَكُونُ صَلاةٌ أَنْمى مِنْها،
وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً راضِيَةً لا تَكُونُ صَلاةٌ فَوْقَها.
رَبِّ صَلِّ عَلى‏ سيدنا مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُرْضيهُ وَتَزيدُ عَلى رِضاهُ،
وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةًتُرْضيك وَتَزيدُ عَلى رِضاك لَهُ،
وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا تَرْضى لَهُ إِلاّبِها،
وَلا تَرى غَيْرَهُ لَها أَهْلاً.
رَبِّ صَلِّ عَلى سيدنا مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُجاوِزُ رِضْوانَك، وَيَتَّصِلُ اتِّصالُها بِبَقائِك، وَلا يَنْفَدُ كَما لا تَنْفَدُ كَلِماتُك.
رَبِّ صَلِّ عَلى سيدنا مُحَمَّد وَآلِهِ،صَلاةً تَنْتَظِمُ صَلَواتِ مَلائِكَتِك وَأَنْبِيائِك وَرُسُلِك وَأَهْلِ طاعَتِك،وَتَشْتَمِلُ عَلى صَلَواتِ عِبادِك، مِنْ جِنِّك وَإِنْسِك وَأَهْلِ إِجابَتِك،وَتَجْتَمِعُ عَلى صَلاةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِك.
رَبِ‏ صَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ صَلاةً تُحيطُ بِكُلِّ صَلاة سالِفَة وَمُسْتَأْنَفَة،
وَصَلِ‏ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ صَلاةً مَرْضِيَّةً لَك وَلِمَنْ دُونَك،
وَتُنْشِئُ مَعَ ذلِك‏ صَلَوات تُضاعِفُ مَعَها تِلْك الصَّلَواتِ عِنْدَها، وَتَزيدُها عَلى ‏كُرُورِ الاَْيّامِ زِيادَةً في تَضاعيفَ لايَعُدُّها غَيْرُك.
رَبِّ صَلِّ عَلى‏ أَطائِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لاَِمْرِك، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِك،وَحَفَظَةَ دينِك، وَ خُلَفاءَك في أَرْضِك، وَحُجَجَك عَلى عِبادِك،وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإِرادَتِك، وَجَعَلْتَهُمُ‏ الْوَسيلَةَ إِلَيْك، وَالْمَسْلَك إِلى جَنَّتِك.
رَبِّ صَلِّ عَلى سيدنا مُحَمَّد وَآلِهِ،صَلاةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِها مِنْ نِحَلِك وَكَرامَتِك، وَتُكْمِلُ لَهُمُ الاَْشْياءَ مِنْ‏ عَطاياك وَنَوافِلِك، وَتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوائِدِك وَفَوائِدِك.
رَبِ‏ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، صَلاةً لا أَمَدَ في أَوَّلِها، وَلا غايَةَ لاَِمَدِها وَلانِهايَةَ لاِخِرِها.
رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِك وَما دُونَهُ، وَمِلء سَماواتِك وَما فَوْقَهُنَّ، وَعَدَدَ أَرَضيك وَما تَحْتَهُنَّ وَما بَيْنَهُنَّ،
صَلاةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْك زُلْفى، وَتَكُونُ لَك وَلَهُمْ رِضاً، وَمُتَّصِلَةً بِنَظائِرهِنَ‏ أَبَداً.
أَللّهُمَّ إِنَّك أَيَّدْتَ دينَك في كُلِّ أَوان بِإِمام أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبادِك، وَمَناراً في بِلادِك، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِك، وَجَعَلْتَهُ الذَّريعَةَ إِلى‏رِضْوانِك، وَافْتَرَضْتَ طاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثالِ ‏أَومِرِهِ، وَالاِْنْتِهاءِ عِنْدَ نَهْيِهِ، وَأَن لا يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَلا يَتَأَخَّرَ عَنْهُ ‏مُتَأَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَةُ اللاّئِذينَ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنينَ، وَعُرْوَةُالْمُتَمَسِّكينَ، وَبَهاءُ الْعالَمينَ.
أَللّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِيّك شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ، وَأَوْزِعْنا مِثْلَهُ فيهِ، وَآتِهِ مِنْ لَدُنْك سُلْطاناً نَصيراً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَأَعِنْهُ بِرُكْنِك‏ الاَْعَزِّ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ عَضُدَهُ، وَراعِهِ بِعَيْنِك، وَاحْمِهِ بِحِفْظِك،وَانْصْرْهُ بِمَلائِكَتِك، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِك الاَْغْلَبِ، وَأَقِمْ بِهِ كِتابَك ‏وَحُدُودَك وَشَرائِعَك، وَسُنَنَ رَسُولِك،
صَلَواتُك اللّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وَأَحْيِ بِهِ ما أَماتَهُ الظّالِمُونَ مِنْ مَعالِمِ دينِك، وَاجْلُ بِهِ صَداءَ الْجَوْرِعَنْ طَريقَتِك، وَأَبِنْ بِهِ الضَّرّاءَ مِنْ سَبيلِك، وَ أَزِلْ بِهِ النّاكِبينَ عَنْ‏ صِراطِك، وَامْحَقْ بِهِ بُغاةَ قَصْدِك عِوَجاً، وَأَلِنْ جانِبَهُ لاَِوْلِيائِك،وَابْسُطْ يَدَهُ عَلى أَعْدائِك، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ،وَاجْعَلْنا لَهُ سامِعينَ مُطيعينَ، وَفي رِضاهُ ساعينَ، وَإِلى نُصْرَتِهِ‏ وَالْمُدافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفينَ،
وَإِلَيْك وَإِلى رَسْولِك صَلَواتُك اللّهُمَّ عَلَيْهِ‏ وَآلِهِ بِذلِك مُتَقَرِّبينَ.
أَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى أَوْلِيائِهِمُ الْمُعْتَرِفينَ بِمَقامِهِمُ، الْمُتَّبِعينَ مَنْهَجَهُمُ،الْمُقْتَفينَ آثارَهُمُ، الْمُسْتَمْسِكينَ بِعُرْوَتِهِمُ، الْمُتَمَسِّكينَ بِوِلايَتِهِمُ،الْمُؤْتَمِّينَ بِإِمامَتِهِمُ، الْمُسَلِّمينَ لاَِمْرِهِمُ، الُْمجْتَهِدينَ في طاعَتِهِمُ،الْمُنْتَظِرينَ أَيّامَهُمُ، الْمادّينَ إِلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمُ،
الصَّلَواتِ الْمُبارَكاتِ‏ الزّاكِياتِ النّامِياتِ الْغادِياتِ الرّائِحاتِ،
وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَعَلى ‏أَرْواحِهِمْ. وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوى أَمْرَهُمْ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ، وَتُبْ‏ عَلَيْهِمْ إِنَّك أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ، وَخَيْرُ الْغافِرينَ، وَاجْعَلْنا مَعَهُمْ ‏في دارِالسَّلامِ، بِرَحْمَتِك يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
أَللّهُمَّ هذا يَوْمُ عَرَفَةَ، يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فيهِ‏ رَحْمَتَك، وَمَنَنْتَ فيهِ بِعَفْوِك، وَأَجْزَلْتَ فيهِ عَطِيَّتَك، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ‏ عَلى عِبادِك.
أَللّهُمَّ وَأَنَا عَبْدُك الَّذي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِك لَهُ، وَبَعْدَ خَلْقِك ‏إِيّاهُ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدينِك، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّك، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِك،وَأَدْخَلْتَهُ في حِزْبِك، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوالاةِ أَوْلِيائِك، وَمُعاداةِ أَعْدائِك.ثُمَّ أَمَرْتَهُ فَلَمْ يَأْتَمِرْ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ، وَنَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِك‏ فَخالَفَ أَمْرَك إِلى نَهْيِك، لامُعانَدَةً لَك، وَلاَ اسْتِكْباراً عَلَيْك، بَلْ‏ دَعاهُ هَواهُ إِلى ما زَيَّلْتَهُ وَإِلى ما حَذَّرْتَهُ، وَأَعانَهُ عَلى ذلِك عَدُوُّك‏ وَعَدُوُّهُ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عارِفاً بِوَعيدِك، راجِياً لِعَفْوِك، واثِقاً بِتَجاوُزِك، وَكانَ أَحَقَّ عِبادِك مَعَ ما مَنَنْتَ عَلَيْهِ أَلاّ يَفْعَلَ. وَها أَنَاذا بَيْنَ يَدَيْك صاغِراً ذَليلاً، خاضِعاً خاشِعاً، خائِفاً مُعْتَرِفاً بِعَظيم‏ مِنَ الذُنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ، وَجَليل مِنَ الْخَطايَا اجْتَرَمْتُهُ، مُسْتَجيراً بِصَفْحِك، لائِذاً بِرَحْمَتِك، مُوقِناً أَنَّهُ لايُجيرُني مِنْك مُجيرٌ، وَلا يَمْنَعُني‏ مِنْك مانِعٌ. فَعُدْ عَلَيَّ بِما تَعُودُ بِهِ عَلى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِك، وَجُدْ عَلَيَّ بِما تَجُودُ بِهِ عَلى مَنْ أَلْقى بِيَدِهِ إِلَيْك مِنْ عَفْوِك، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِما لايَتَعاظَمُك أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلى مَنْ أَمَّلَك مِنْ غُفْرانِك، وَاجْعَلْ لي في هذَا الْيَوْمِ نَصيباً أَنالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوانِك. وَلا تَرُدَّني صِفْراً مِمّا يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ َلك مِنْ عِبادِك،
وَإِنّي وَإِنْ لَمْ أُقَدِّمْ ما قَدَّمُوهُ ‏مِنَ الصّالِحاتِ، فَقَدْ قَدَّمْتُ تَوْحيدَك، وَنَفْيَ الاَْضْدادِ وَالاَْنْدادِ وَالاَْشْباهِ عَنْك، وَأَتَيْتُك مِنَ الاَْبْوابِ الَّتي أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتى مِنْها،وَتَقَرَّبْتُ إِلَيْك بِما لا يَقْرُبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْك إِلاّ بِالتَّقَرُّبِ بِهِ، ثُمَّ أَتْبَعْتُ ‏ذلِك بِالاِْنابَةِ إِلَيْك، وَالتَّذَلُّلِ وَالاِْسْتِكانَةِ لَك، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِك،وَالثِّقَةِ بِما عِنْدَك، وَشَفَعْتُهُ بِرَجائِك الَّذي قَلَّ ما يَخيبُ عَلَيْهِ ‏راجيك، وَ سَأَلْتُك مَسْأَلَةَ الْحَقيرِ الذَّليلِ، الْبائِس الْفَقيرِ، الْخائِفِ ‏الْمُسْتَجيرِ، وَمَعَ ذلِك خيفةً وَتَضَرُّعاً، وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً، لا مُسْتَطيلاً بِتَكَبُّرِ الْمُتَكَبِّرينَ، وَلا مُتعالِياً بِدالَّةِ الْمُطيعينَ، وَلا مُسْتَطيلاً بِشَفاعَةِ الشّافِعينَ، وَأَنَا بَعْدُ أَقَلُّ الاَْقَلّينَ، وَأَذَلُّ الاَْذَلّينَ، وَمِثْلُ‏ا لذَّرَّةِ أَوْ دُونَها.
فَيا مَنْ لَمُ يُعاجِلِ الْمُسيئينَ، وَلايَنْدَهُ الْمُتْرَفينَ، وَيا مَنْ يَمُنُّ بِإِقالَةِ الْعاثِرينَ، وَيَتَفَضَّلُ بِإِنْظارِ الْخاطِئينَ، أَنَا الْمُسي‏ءُ الْمُعْتَرِفُ،الْخاطِيُ الْعاثِرُ، أَنَا الَّذي أَقْدَمَ عَلَيْك مُجْتَرِئاً، أَنَا الَّذي عَصاك ‏مُتَعَمِّداً، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفى مِنْ عِبادِك وَبارَزَك، أَنَا الَّذي هابَ‏ عِبادَك وَأَمِنَك، أَنَا الَّذي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَك، وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَك، أنَاالْجاني عَلى نَفْسِهِ، أنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ، أنَا الْقَليلُ الْحَياءِ، أَنَا الطَّويلُ‏ الْعَناءِ.
بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ مِنْ خَلْقِك، وَبِمَنِ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِك، بِحَقِّ مَنِ‏ ا خْتَرْتَ مِنْ بَرِيَّتِك، وَمَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِك، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ ‏طاعَتَهُ بِطاعَتِك، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَهُ كَمَعْصِيَتِك، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ‏ مُوالاتَهُ بِمُوالاتِك، وَمَنْ نُطْتَ مُعاداتَهُ بِمُعاداتِك،
تَغَمَّدْني في يَوْمي‏ هذا بِما تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَأَرَ إِلَيْك مُتَنَصِّلاً، وَعاذَ بِاسْتِغْفارِك تائِباً،وَتَوَلَّني بِما تَتَوَلّى بِهِ أَهْلَ طاعَتِك، وَالزُّلْفى لَدَيْك، وَالْمَكانَةِ مِنْك،وَتَوَحَّدْني بِما تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفي بِعَهْدِك، وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ في ذاتِك،وَأَجْهَدَها في مَرْضاتِك. وَلا تُؤاخِذْني بِتَفْريطي في جَنْبِك،وَتَعَدّي طَوْري في حُدُودِك، وَمُجاوَزَةِ أَحْكامِك، وَلا تَسْتَدْرِجْني ‏بِإِمْلائِك لِي اسْتِدْراجَ مَنْ مَنَعَني خَيْرَ ما عِنْدَهُ، وَلَمْ يَشْرَكْك في‏ حُلُولِ‏ نِعْمَتِهِ بي. وَنَبِّهْني مِنْ رَقْدَةِ الْغافِلينَ، وَسِنَةِ الْمُسْرِفينَ،وَنَعْسَةِ الَْمخْذُولينَ، وَخُذْ بِقَلْبي إِلى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ الْقانِتينَ،وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدينَ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهاوِنينَ، وَأَعِذْني مِمّا يُباعِدُني عَنْك، وَيَحُولُ بَيْني وَبَيْنَ حَظّي مِنْك، وَيَصُدُّني عَمّا أُحاوِلُ لَدَيْك، وَسَهِّلْ لي مَسْلَك الْخَيْراتِ إِلَيْك، وَالْمسابَقَةَ إِلَيْها مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَ، وَالْمُشاحَّةَ فيها عَلى ما أَرَدْتَ. وَلا تَمْحَقْني في مَنْ‏ تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفّينَ بِما أَوْعَدْتَ، وَلا تُهْلِكْني مَعَ مَنْ تُهْلِك مِنَ‏ الْمُتَعَرِّضينَ لِمَقْتِك، وَلا تُتَبِّرْني في مَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفينَ عَنْ‏ سُبُلِك، وَنَجِّني مِنْ غَمَراتِ الْفِتْنَةِ، وَخَلِّصْني مِنْ لَهَواتِ الْبَلْوى،وَأَجِرْني مِنْ أَخْذِ الاِْمْلاءِ، وَحُلْ بَيْني وَبَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّني، وَهَوىً ‏يُوبِقُني، وَمَنْقَصَة تَرْهَقُني، وَلا تُعْرِضْ عَنّي إِعْراضَ مَنْ لا تَرْضى‏ عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِك، وَلا تُؤْيِسْني مِنَ الاَْمَلِ فيك، فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُمِنْ رَحْمَتِك، وَلا تَمْتَحِنّي بِما لا طاقَةَ لي بِهِ، فَتَبْهَظَني مِمّا تُحَمِّلُنيهِ مِنْ‏ فَضْلِ مَحَبَّتِك. وَلا تُرْسِلْني مِنْ يَدِك إِرْسالَ مَنْ لا خَيْرَ فيهِ، وَلاحاجَةَ بِك إِلَيْهِ، وَلا إِنابَةَ لَهُ، وَلا تَرْمِ بي رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ‏ رِعايَتِك، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَليْهِ الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِك، بَلْ خُذْ بِيَدي مِنْ ‏سَقْطَةِ الْمُتَرَدّينَ، وَوَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفينَ، وَزَلَّةِ الْمَغْرُورينَ، وَوَرْطَةِ الْهالِكينَ، وَعافِني مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقاتِ عَبيدِك وَ إِمائِك، وَبَلِّغْني‏ مَبالِغَ مَنْ عُنيتَ بِهِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَرَضيتَ عَنْهُ، فَأَعَشْتَهُ حَميداً،وَتَوَفَّيْتَهُ سَعيداً. وَطَوِّقْني طَوْقَ الاِْقْلاعِ عَمّا يُحْبِطُ الْحَسناتِ،وَيَذْهَبُ بِالْبَرَكاتِ، وَأَشْعِرْ قَلْبِيَ الاِْزْدِجارَ عَنْ قَبائِحِ السَّيِّئاتِ،وَفَواضِحِ الْحَوْباتِ، وَلا تَشْغَلْني بِما لا أُدْرِكُهُ إِلاّ بِك عَمّا لايُرْضيك عَنّي غَيْرُهُ، وَأَنْزِعْ مِنْ قَلْبي حُبَّ دُنْيا دَنِيَّة تَنْهى عَمّا عِنْدَك، وَتَصُدُّ عَنِ ابْتِغاءِ الْوَسيلَةِ إِلَيْك، وَتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُّبِ ‏مِنْك، وَزَيِّنْ لِيَ التَّفَرُّدَ بِمُناجاتِك بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَهَبْ لي عِصْمَةً تُدْنيني مِنْ خَشْيَتِك، وَتَقْطَعُني عَنْ رُكُوبِ مَحارِمِك، وَتَفُكُّني مِنْ‏ أَسْرِ الْعَظائِم.وَهَبْ لِىَ التَّطْهيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيانِ، وَأَذْهِبْ عَنّي ‏دَرَنَ الخَطايا، وَسَرْبِلْني بِسِرْبالِ عافِيَتِك، وَرَدِّني رِداءَ مُعافاتِك،وَجَلِّلْني سَوابِغَ نَعْمائِك، وَظاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَك وَطَوْلَك، وَأَيِّدْني‏ بِتَوْفيقِك وَتَسْديدِك، وَأَعِنّي عَلى صالِحِ النِّيَّةِ، وَمَرْضِىِّ الْقَوْلِ،وَمُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ. وَلا تَكِلْني إِلى حَوْلي وَقُوَّتي دُونَ حَوْلِك‏ وَقُوَّتِك، وَلا تُخْزِني يَوْمَ تَبْعَثُني لِلِقائِك، وَلا تَفْضَحْني بَيْنَ يَدَيْ‏ أَوْلِيائِك، وَلا تُنْسِني ذِكْرَك، وَلا تُذْهِبْ عَنّي شُكْرَك، بَلْ أَلْزِمْنيهِ‏ في أَحْوالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاتِ الْجاهِلينَ لاِلائِك، وَأَوْزِعْني أَنْ أُثْنِيَ‏ بِما أَوْلَيْتَنيهِ، وَأَعْتَرِفَ بِما أَسْدَيْتَهُ إِلَيَّ. وَاجْعَلْ رَغْبَتي إِلَيْك فَوْقَ‏ رَغْبَةِ الرّاغِبينَ، وَحَمْدي إِيّاك فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدينَ، وَلا تَخْذُلْني‏ عِنْدَ فاقَتي إِلَيْك، وَلا تُهْلِكْني بِما أَسْدَيْتُهُ إِلَيْك، وَلا تَجْبَهْني بِما جَبَهْتَ بِهِ الْمُعانِدينَ لَك. فَإِنّي لَك مُسَلِّمٌ، أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَك،وَأَنَّك أَوْلى بِالْفَضْلِ، وَأَعْوَدُ بِالاِْحْسانِ، وَأَهْلُ التَّقْوى، وَأَهْلُ ‏الْمَغْفِرَةِ، وَأَنَّك بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلى مِنْك بِأَنْ تُعاقِبَ، وَأَنَّك بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْك إِلى أَنْ تَشْهَرَ. فَأَحْيِني حَياةً طَيِّبَةً تَنْتَظِمُ بِما أُريدُ،وَتَبْلُغُ ما أُحِبُّ مِنْ حَيْثُ لا آتي ما تَكْرَهُ، وَلا أَرْتَكِبُ ما نَهَيْتَ ‏عَنْهُ، وَأَمِتْني ميتَةَ مَنْ يَسْعى نُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمينِهِ، وَذَلِّلْني‏ بَيْنَ يَدَيْك، وَأَعِزَّني عِنْدَ خَلْقِك، وَضَعْني إِذا خَلَوْتُ بِك، وَارْفَعْني‏ بَيْنَ عِبادِك، وَأَغْنِني عَمَّنْ هُوَ غَنِيٌّ عَنّي، وَزِدْني إِلَيْك فاقَةً وَفَقْراً،وَأَعِذْني مِنْ شَماتَةِ الاَْعْداءِ، وَمِنْ حُلولِ الْبَلاءِ، وَمِنَ الذُّلِّ وَالْعَناءِ،تَغَمَّدْني فيمَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنّي بِما يَتَغَمَّدُ بِهِ الْقادِرُ عَلَى الْبَطْشِ‏ لَولا حِلْمُهُ، وَالاخِذُ عَلَى الْجَريرَةِ لَوْلا أَناتُهُ. وَإِذا أَرَدْتَ بِقَوْم فِتْنَةً أَوْ سُوءاً فَنَجِّني مِنْها لِواذاً بِك، وَإِذْ لَمْ تُقِمْني مَقامَ فَضيحة في ‏دُنْياك، فَلا تُقِمْني مِثْلَهُ في آخِرَتِك، وَاشْفَعْ لي أَوائِلَ مِنَنِك‏ بِأَواخِرها، وَقَديمَ فَوائِدِك بِحَوادِثِها، وَلا تَمْدُدْ لي مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ ‏قَلْبي، وَلا تَقْرَعْني قارِعَةً يَذْهَبُ لَها بَهائي، وَلا تَسُمْني خَسيسَةً يَصْغُرُ لَها قَدْريَ، وَلا نَقيصَةً يُجْهَلُ مِنْ أَجْلِها مَكاني، وَلا تَرُعْني‏ رَوْعَةً أُبْلِسُ بِها، وَلا خيفَةً أُوجِسُ دُونَها.
إِجْعَلْ هَيْبَتي في ‏وَعيدِك، وَحَذَري مِنْ إِعْذارِك وَإِنْذارِك، وَرَهْبَتي عِنْدَ تِلاوَةِ آياتِك، وَاعْمُرْ لَيْلي بِإِيقاظي فيهِ لِعِبادَتِك، وَتَفَرُّدي بِالتَّهَجُّدِ لَك،وَتَجَرُّدي بِسُكُوني إِلَيْك وَإِنْزالِ حَوائِجي بِك، وَمُنازَلَتي إِيَّاك في ‏فَكاك رَقَبَتي مِنْ نارِك، وَإِجارَتي مِمّا فيهِ أَهْلُها مِنْ عَذابِك. وَلاتَذَرْني في طُغْياني عامِهاً، وَلا في غَمْرَتي سَاهِياً حَتّى حين، وَلاتَجْعَلْني عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ، وَلا نَكالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ، وَلا فِتْنَةً لِمَنْ نَظَرَ، وَلاتَمْكُرْ بي في مَنْ تَمْكُرُ بِهِ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري، وَلا تُغَيِّرْ لِي اسْماً،وَلا تُبَدِّلْ لي جِسْماً، وَلا تَتَّخِذْني هُزُواً لِخَلْقِك، وَلا سُخْرِيّاً لَك،وَلا تَبَعاً إِلاّ لِمَرْضاتِك، وَلا مُمْتَهَناً إِلاّ بِالاِْنْتِقامِ لَك. وَأَوْجِدْني بَرْدَعَفْوِك، وحَلاوَةَ رَحْمَتِك، وَرَوْحِك وَرَيْحانِك، وَجَنَّةِ نَعيمِك،وَأَذِقْني طَعْمَ الْفَراغِ لِما تُحِبُّ بِسَعَة مِنْ سَعَتِك، وَالاِْجْتِهادِ فيما يُزْلِفُ لَدَيْك وَعِنْدَك، وَأَتْحِفْني بِتُحْفَة مِنْ تُحَفاتِك. وَاجْعَلْ تِجارَتي‏ رابِحَةً، وَكَرَّتي غَيْرَ خاسِرَة، وَأَخِفْني مَقامَك، وَشَوِّقْني لِقاءَك،وَتُبْ عَلَيَّ تَوْبَةً نَصُوحاً، لا تُبْقِ مَعَها ذُنُوباً صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً، وَلاتَذَرْ مَعَها عَلانِيَةً وَلا سَريرَةً. وَانْزَعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْري لِلْمُؤْمِنينَ،وَأَعْطِفْ بِقَلْبي عَلَى الْخاشِعينَ، وَكُنْ لي كَما تَكُونُ لِلصّالِحينَ،وَحَلِّني حِلْيَةَ الْمُتَّقينَ، وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْق فِي الْغابِرينَ، وَذِكْراً نامِياً فِي الاْخِرينَ، وَوافِ بي عَرْصَةَ الاَْوَّلينَ. وَتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِك ‏عَلَيَّ، وَظاهِرْ كَراماتِها لَدَيَّ.
إِمْلاَْ مِنْ فَوائِدِك يَدَىَّ، وَسُقْ كَرائِمَ‏ مَواهِبِك إِلَيَّ، وَجاوِرْ بِيَ الاَْطْيَبينَ مِنْ أَوْلِيائِك فِي الْجِنانِ الَّت ي‏زَيَّنْتَها لاَِصْفِيائِك، وَجَلِّلْني شَرائِفَ نِحَلِك فِي الْمَقاماتِ الْمُعَدَّةِ لاَحِبّائِك، وَاجْعَلْ لي عِنْدَك مَقيلاً آوي إِلَيْهِ مُطْمَئِنّاً، وَمَثابَةً أَتَبَوَّؤها وَأَقَرُّ عَيْناً. وَلا تُقايِسْني بِعَظيماتِ الْجَرائِرِ، وَلا تُهْلِكْني يَوْمَ ‏تُبْلَى السَّرائِرُ، وَأَزِلْ عَنّي كُلَّ شَك وَشُبْهَة، وَاجْعَلْ لي فِي الْحَقِ‏ طَريقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَة، وَأَجْزِلْ لي قِسَمَ الْمَواهِبِ مِنْ نَوالِك، وَوَفِّرْعَلَىَّ حُظُوظَ الاِْحْسانِ مِنْ إِفْضالِك. وَاجْعَلْ قَلْبي واثِقاً بِما عِنْدَك،وَهَمّي مُسْتَفْرَغاً لِما هُوَ لَك، وَاسْتَعْمِلْني بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خالِصَتَك،وَأَشْرِبْ قَلْبي عِنْدَ ذُهُولِ الْعُقولِ طاعَتَك.وَاجْمَعْ لِيَ الْغِنى‏ وَالْعَفافَ، وَالدَّعَةَ وَالْمُعافاةَ، وَالصِّحَّةَ وَالسَّعَةَ، وَالطُّمَأْنينَةَ وَالْعافِيَةَ، وَلا تُحْبِطْ حَسَناتي بِما يَشوبُها مِنْ مَعْصِيَتِك، وَلا خَلَواتي ‏بِما يَعْرِضُ لي مِنْ نَزَغاتِ فِتْنَتِك، وَصُنْ وَجْهي عَنِ الطَّلَبِ إِلى‏ أَحَد مِنَ الْعالَمينَ، وَذُبَّني عَنِ الِْتماسِ ما عِنْدَ الْفاسِقينَ. وَلا تَجْعَلْني‏ لِلظّالِمينَ ظَهيراً، وَلا لَهُمْ عَلى مَحْوِ كِتابِك يَداً وَنَصيراً، وَحُطْني مِنْ‏ حَيْثُ لا أَعْلَمُ حِياطَةً تَقيني بِها. وَافْتَحْ لي أَبْوابَ توْبَتِك،وَرَحْمَتِك، وَرَأْفَتِك، وَرِزْقِك الْواسِعِ، إِنّي إِلَيْك مِنَ الرّاغِبينَ، وَأَتْمِمْ ‏لي إِنْعامَك إِنَّك خَيْرُ الْمُنْعِمينَ. وَاجْعَلْ باقِيَ عُمْري فِي الْحَجِ‏ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغاءَ وَجْهِك يا رَبَّ الْعالَمينَ.
وَصَلَّى اللَّه عَلى سيدنامُحَمَّد وَآلِهِ‏ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ،
وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَبَدَ الاْبِدينَ. "
ــــــــــــــ
منقول
ـــــــــ
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس