[وصية:
احذر يا أخي أن تريد علواً في الأرض والزم الخمول وإن أعلى الله كلمتك فما أعلى إلا الحق وإن رزقك الرفعة في قلوب الخلق فذلك إليه عز وجل والذي يلزمك التواضع والذلة والانكسار فإنه إنما أنشأك من الأرض فلا تعلوا عليها فإنها أمك ومن تكبر على أمه فقد عقها وعقوق الوالدين حرام ثم إنه قد ورد في الحديث ( أن حقاً على أن حقا على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلى وضعه ) فإن كنت أنت ذلك الشيء فانتظر وضع الله إياك وما أخاف على من هذه صفته إلا أن الله تعالى إذا وضعه في النار وذلك إذا رفع ذ لك الشيء نفسه لا إذا رفعه الله فذلك ليس إليه إلا أنه لا بد أن يراقب الله فيما أعطاه من الرفعة في الأرض بولاية وتقدم يخدم من أجله ويغشى بابه ويلزم ركابه فلا يبرح ناظراً في عبوديته وأصله فإنه خلق من ضعف ومن أصل موصوف بأنه ذلول ويعلم أن تلك الرفعة إنما هي للرتبة والمنصب ولا لذاته فإنه إذا عزل عنها لم يبق له ذلك الوزن الذي كان يتخيله وينتقل ذلك إلى من أقامه الله في تلك المنزلة فالعلو للمنزلة لا لذاته فمن أراد العلو في الأرض فقد أراد الولاية فيها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولاية ( أنها يوم القيام حسرة وندامة ) فلا تكن من الجاهلين فالذي أوصيك به أنك لا تريد علواً في الأرض وأن أعطاك الله لا تطلب أنت من الله لا أن تكون في نفسك صاحب ذلة ومسكنة وخشوع فإنك لن تحصل ذلك إلا أن يكون الحق مشهداً لك وليس مدار الخلق وإلا كابر إلا على أن يحصل لهم مقام الشهود فإنه الوجود المطلوب .]
[وصية:
وعليك بالاغتسال في كل يوم جمعة واجعله قبل رواحك إلى صلاة الجمعة وإذا اغتسلت فانوي فيه أنك تؤدي واجباً فإنه قد ورد في الصحيح ( أن غسل الجمعة واجب على كل مسلم ) وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام ) فيجمع بني الحديثين يغسل الجمعة وذلك أن الله خلق سبعة أيام وهي أيام الجمعة فإذا انقضت جمعة دارت الأيام فيه الجديدة الدائرة فلا تنصرف عنك دورة إلا عن طهارة تحدثها فيها إكراماً لذاتها وتقديساً وتنظيفاً كما جاء في السواك ( أنه مطهرة للفم ومرضاة للرب ) وكذلك الغسل في الأسبوع مطهرة للبدن ومرضاة للرب أي العبد فعل فعلاً يرضي الله به من حيث أن الله أمره بذلك فامتثل أمره .]
[وصية:
إياك والمراء في شيء من الدين وهو الجدال فلا يخلوا من أحد أمرين إما أن تكون محقاً أو مبطلاً كما يفعل فقهاء زماننا اليوم في مجالس مناظراتهم ينوون في ذلك تلقيح خواطرهم فقد يلتزم المناظر في مذهباً لا يعتقده وقولاً لا يرتضيه وهو يجادل به صاحب الحق الذي يعتقد فيه أنه حق ثم تخدعه النفس في ذلك بأن تقول له إنما نفعل ذلك لتلقيح الخاطر لا لإقامة الباطل وما علم أن الله عند لسان كل قائل وأن العامي إذا سمع مقالته بالباطل وظهوره على صاحب الحق وهو عنده أنه فقيه عمل العامي المقلد على ذلك الباطل لما رأي من ظهوره على صفة الحق وعجز صاحب الحق عن مقاومته فلا يزال الإثم يتعلق به مادام هذا السامع يعمل بما سمع منه ولهذا ورد في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت أنه قال ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقاً وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ومنه المراء في الباطل ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولكن لا يقول إلا حقاً0
يتبع بعون الله 0000
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات